سؤالٌ لا بدَ لنا أن نفكرَ ملياً قبلَ الإجابةِ عنه و نطرحه على أنفسنا في البداية محاولين البحث في أعماقنا عما هو مقنعٌ لنا في المقام الأول.
و لتسهلَ علينا الإجابة دعونا نطرحُ السؤالَ بشكلٍ آخر، ما هو الأمرُ الذي يشغل تفكيرَ شبابنا العربي .
يختلف تفكير شبابنا من منطقةٍ الى أخرى كما هو الحال في كل دول العالم لكن تبقى هناك صبغةٍ مشتركة تشكل القاسم الذي يربطُ بيننا جميعاً، و بما أن الإنسانَ من بدايةِ حياته يسعى ليكّونَ أسرة، فيشكل هذا الهاجسُ الحيز الأكبر من تفكيرنا .
ربما لو أردنا أن نقترب من الموضوع بشكل أكبر نجد أن الشباب يسعى بشكلٍ جاد لهذا الموضوع من عدة منطلقاتٍ لعل أهمها إرضاء الدافع الجنسي بطريقةٍ تُرضي المجتمع الذي يقطنه و الذي ينكرُ على الشباب و الفتاة إرضاء هذه الدوافع خارجَ اطارِ الزواج معتمداً على عدةِ ركائز يشكل الدين أهمها.
و من منطلق البحث عن الاستقرار و إكمال الدورةِ الطبيعةِ للحياة تبدأ رحلتنا من البحثِ عن فرصةِ عملٍ داخل منطقةٍ تتصف بالعدد الكبير من الشبابِ القادرِ على العمل مع الإمكاناتِ الاقتصادية المتواضعة مقارنة بالمواردِ المتاحة ، و في الوقت نفسه لا ينطبق هذا على جميع الدول العربية التي تملك الخليجيةُ منها قدرات مالية جيدة لكن لم تزل بعضها حتى الآن يعاني من اليد العاملةِ ذات المستوى المتدني من التعليم و المهارة .
إذاً فرصةُ العمل هي الهدف الأساسي لأي شاب و فتاة ومن هنا نرى أن كل شخص منا أضحى يرتبُ رغباته تبعاً لما يمكن أن يحقق له دخلاً أعلى في المستقبل و يظهر هذا جلياً في كونِ معظم شبابنا يحاولُ العمل في مجال الطب كونه لم يزل في بلداننا الأعلى دخلاً بغضِ النظر عن توافر المهارةِ أو الرغبة لدينا.
هل يفكر شبابنا بالعلم و المعرفة سؤال يحملُ في طياته جواباً بنعمٍ أو لا في الآن ذاته ، نعم كون شبابنا في معظم بلداننا لا يذهبُ بعيداً بعلمه أكثر من المنهج الدراسي المعدِ من قبلِ وزارةِ التعليم فقلما نرى أحدنا قرأ في حياته أكثر من عشرين كتاباً خارج إطار الدراسة، كيف يكون هذا و نحن أمةٌ ايمانها قائمٌ على كتابٍ كريم أول كلاماته كانت ( أقرا ) و تلاها قول الرسول (ص) ( اطلبوا العلم و لو في الصين ) .
ما يثيرُ الإستغرابَ في معظمِ شبابنا هو التحدثُ عن كثيرٍ من الأمور التي يتعلق بعضها بالدين و الكونِ و الخلقِ و الطبيعةِ و الايمانِ و قد يستمرُ الجدلُ لمدةِ ساعةٍ أحياناً و نكتشفُ في النهاية أن معظم المجادلين لم يقرؤا كتاباً يتناول هذه المواضيع، كل تلك الأحديث ليس إلا وليدةَ متابعةِ التلفاز أو منقولة من أحاديثٍ أخرى كنا قد سمعناها سابقا ً.
قرأت يوماً معلومةً تقول أن الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالولايات المتحدة ألقت بظلالها على كل الأسواق و السلع ما عدا إحدى السلع التي زاد عليها الطلب بشكلٍ كبير ألا و هي الكتب فكل إنسانٍ أضحى يخشى على وظيفته أو يسعى للحصول على أخرى و ذلك من خلال زيادة خبراته.
في نهاية الموضوع نرى أن تفكيرنا يدور في حلقة الاستقرار فقط فالبيت و الزوجة و الأطفال هو جل ما نفكر به و لذا آمل أن يأتي يومٌ يعود الكتاب هو الصديق و ليست شاشات التي تبث علينا ما تود أن تملأ عقولنا به فقط.
القراءة ليست الحل ..فلو كانت هي الحل لكان جميع العلماء والأدباء أغنى من في العالم ..فمنهم من مات وهو لا يمتلك سعر كفنه..
عن الجنس
كلامك سيدي لا غبار عليه وأنت طرحت المشكلة ولكن لم تطرح أو تحاول طرح حلول باختصار شبابنا العربي فاقد لكل موصفات الشسباب فما هو الحل ؟؟؟ أتمنى البحث بهذا الموضوع ومن أكبر فئة ممكنة ولك الشكر الجزيل
كلام جميل ومختزل (خيرالكلام ماقلّ ودل) أخي الكريم أنا أعتقد بأن الثقافة لا تأتي من قراءة الكتب فقط (وان كان الكتاب هو الأهم لعوامل عدة كتنشيط الذاكرة وتشغيل المخيلة....) إن تلقي الثقافة يأتي من الاستماع والرؤية أيضاً فعلى سبيل المثال هناك محطات ثقافة وعلمية تبث برامج لها تأثير أكبر من الكتب أحياناً حيث أنها أعدت بشكل ممتاز ودقيق وقدمت معلومات مرفقة مع الصورة والصوت اللذان يساعدان على ترسيخ المعلومات بشكل أكبر (برامج علم الفلك) وهناك الندوات والمؤتمرات والجلسات الثقافية..
المقال جيد وعبتحكي صح بس بالنسبة لحديث الرسول (ص) ( اطلبوا العلم و لو في الصين ) هي مجرد مقولة مو حديث لأخذ العلم فقط وشكرا
أخ رأفت .. مقالك في غاية الأهمية وأنا أوافقك الرأي من حيث أن تفكير فئة كبيرة من الشباب بات محصورا بالكلام المنقول ما بين الأصدقاء وثقافة التلفاز السطحية وثرثرة النت وقليلا ما نجد شبابا يمتلكون فكر ثقافي عميق ووعي علمي ورغبة في القراءة رغم أننا أمة اقرأ وعسى أن يتبدل حالنا للأفضل .. شكر لك
(... "ما يثيرُ الإستغرابَ في معظمِ شبابنا هو التحدثُ عن كثيرٍ من الأمور التي يتعلق بعضها بالدين و الكونِ و الخلقِ و الطبيعةِ و الايمانِ و قد يستمرُ الجدلُ لمدةِ ساعةٍ أحياناً و نكتشفُ في النهاية أن معظم المجادلين لم يقرؤا كتاباً يتناول هذه المواضيع، كل تلك الأحديث ليس إلا وليدةَ متابعةِ التلفاز أو منقولة من أحاديثٍ أخرى كنا قد سمعناها سابقا ً." ...) هذا كلام في غاية الصحة، لدرجة أني أتجنب بعض النقاشات أحياناً ريثما أقرأ عن الموضوع وأزيد من معرفتي "المنهجية" به.
يعني لو لحنا الشباب قدرنا نأمن البيت و السكن و متطلبات الزواج ووو... بشو بدنا نفكر بعد هيك!!!!!!أكيد بالسياسة ووووو و لذلك لازم لحنا نضل مشغولين بلقمة العيش و كيف بدنا ندفع الفاتورة و كيف بدنا نكف بلا فلان و نحلم نشتري بيت ونحل المشاكل . يعني والله التطور بدو راحة بال و فكر حتى القراءة بدها مخ فاضي مو معبى مشاكل
الاخ رأفت انا معك بكل كلمة تفضلت بها ولكن دعنا للحظات نغوص بتفكيرنا في احدى المناطق او القرى العربية (النائية) البعيدة كل البعد عن كل اجواء الصخب في المدن و لنقل مثلا قرية لا يوجد بها تلفاز او حتى اذاعة فسنجد ان تفكير الشباب هناك قريب جدا لتفكير الشباب في اي مدينة عربية (اسرة اولاد سيارة عمل جيد) اذا نستطيع القول باننا مفطورون على احلامنا وامالنا وحتى افكارنا مع التذكير بان مظاهر التحضر التي نعيشها هي تؤثر على افكارنا ولكن (تاثيرها محدود) شكرا اخ رأفت عالمقال و دمت بخير
قبل الباكالوريا بفكر قديش رح يجمع وشو رح يدرس ، وبعد الباكالوريا: بدراستو وهنا يبدأ الحب والتفكير البريء بالجنس الآخر وأحلام اليقظة والوهم ، وبعد التخرج والوظيفة ينحصر التفكير كليا تقريبا بالمرأة إلى أن يتزوج .. بالنسبة لي لقد حاز الشطرنج على جزء كبير من حياتي واهتماماتي! وأثر سلبا على دراستي أيضا..وساهم بجعلي محبا للوحدة وهادئا! بجوز. لاأنصح أي شاب بالتعمق ودراسة الشطرنج بل إستثمار الوقت بأي شيء آخر مفيد ..
كل يوم بتصفح مساهمات سيريا نيوز وبكون عم دور على مبدع جديد حتى إنبسط بقراءة نصه، طبعاً وإختكن إم شوقي بتكون عم تبحث معي، وبتقلي والله يازلمة في مساهمات كثير متواضعة وأصحابها بدون يقروا كثير حتى يصقلوا موهبتون بالكتابة (فرجاء لا تخجلوا إختكن إم شوقي وأقروا منيح ) وبتقلي كمان إش رأيك بهاالتعليق نذكر اسماء يلي بيكتبو كثير كويس مشان غيرون يستفيدو منهون وهلق أخذت مني الكيبورد وراحت تكتب /بالشعر :ريم آغا / بالخاطرة : بسمة/ بالقصة: فراس الراعي / وبالمقالة آراسوفاليان..مع تحيات إم شوقي وأبو شوقي الحلبي.