التصلب اللويحي هو مرض التهابي مناعي ذاتي يصيب بشكل خاص المادة البيضاء في الجملة العصبية المركزية، وتكون الإصابة على شكل لويحات في الدماغ أو في النخاع الشوكي هذه اللويحات قد تصيب مراكز الحركة أو الحس، ومراكز البصر، أو التوازن أو الأعصاب القحفية،

وتسمى مناطق الضرر أو التلف العصبية "لويحات" لذلك أطلق على المرض اسم التصلب اللويحي، ولظهور الالتهابات في مناطق عشوائية متعددة من المادة البيضاء، تمت إضافة كلمة "المتعدد"، فأصبح اسم المرض التصلب اللويحي المتعدد.

أعراض المرض:

عن أعراض هذا المرض تحدث الدكتور "غسان نايف حمزة" اختصاصي بالأمراض العصبية وأستاذ في كلية الطب البشري – جامعة دمشق قائلاً: "أهم مظاهر "التصلب اللويحي" والتي تظهر في أغلب الأحيان على شكل هجمات هي التي تصل إلى مناطق الحركة أو الحس أو الرؤية أو التوازن، وتستمر من يوم إلى عدة أيام أو عدة أسابيع، وفي أكثر الحالات يكون هناك تحسن بعد الهجمة أو شفاء إلى حد ما، وقد تترك الهجمة "عقابيل" تؤدي إلى تدهور تدريجي بالحالة الحركية أو الحسية أو البصرية أو غيرها من أشكال الإصابات العصبية، حيث يسوء وضع المريض كل يوم أكثر من اليوم الذي قبله، وفي حالات قليلة يمكن أن يأخذ المرض شكل ترقٍ تدريجي دون هجمات".

ويضيف: "الإصابة الحركية أو الحسية  قد تكون في شق واحد من الجسم أو تأخذ شكل شلل نصفي بالطرفين السفليين أو العلويين حسب موقع الإصابة سواء أكان في الدماغ أم في النخاع الشوكي، وتتأثر في سياق المرض المصرات البولية أو الشرجية بكل الحالات تقريباً.

الأسباب والتشخيص:

عن أسباب هذا المرض يقول الدكتور "حمزة" إنها: "مازالت مجهولة لوجود نظريات مختلفة حول هذا الموضوع، ومنها دخول "فيروس إيبتسن بار" إلى الجسم بعد الطفولة المبكرة مع عدم وجود مناعة ما يسبب هذه الأذية في المادة البيضاء بشكل خاص، وهناك نوعان من الأسباب الأول يرتبط باستعداد الشخص وبنيته الوراثية وجملته المناعية والثاني يتعلق بالبيئة الخارجية والفيروسات التي يتعرض لها الشخص، مع العلم أن هذا المرض يصيب النساء أكثر من الرجال، وخصوصاً الفئة ما بين 20 ـ 40 سنة، ولكنه نادراً ما يبدأ في الطفولة. ويعد الإرهاق وانخفاض الحرارة من العوامل الأخرى لإثارة الهجمة، فمثلاً كلما ابتعدنا عن خط الاستواء وقلّ التعرض لأشعة الشمس يزيد احتمال حدوث المرض وهناك فرضية لتفسير العلاقة بين "التصلب اللويحي" والتعرض للشمس حيث يعتقد إن قلة التعرض للشمس قد تسبب نقص في فيتامين " D" ما يساعد على تفعيل المرض لذلك تمت إضافة هذا الفيتامين على مستحضرات العلاج لنجاعته في ذلك.

العلاج:

العلاج كما يوضح "د. حمزة" يكون على شكلين: "الأول علاج الهجمة بتطبيق جرعات عالية من "الكورتيزون" ولمدة قصيرة 3 - 5 أيام فقط ، والثاني هو العلاج المستمر، ويكون من خلال حُقن "الإنترفيرون بيتا"، وبعد أشهر سوف يتوفر علاج دوائي اسمه Fingol imod يؤخذ منه حبة كل يوم. كما درس الأطباء عوامل أخرى للإصابة بالمرض تتعلق بالبيئة والغذاء فتبين أن "التصلب اللويحي" يزداد بشكل ملحوظ بين المدخنين إذ قد يكون التدخين عاملاً إضافياً في إثارة هذا المرض".