وهذا يوم ممطر آخر ...........
إلى متى ستبقى تلك السحابة السوداء تفرد ظلالها السوداء على حياتنا ؟
اشتقنا لتفاصيل أيامنا الحلوة
ولأحلامنا الصغيرة
واشتقنا لبعضنا .. لأخبار بعضنا ... لجمعات الأحبة والأصحاب
اشتقنا لصباح يثير فينا الإحساس الجميل بنهار جديد مع صوت فيروز التي اكتشفنا أنها غنت لتفاصيل لم نكن نعرفها ... فعرفناها الآن .
وصلنا بكل حالة عشناها إلى الذروة
وصلنا بالمفاجأة إلى الذروة ... وصلنا بالصدمة إلى الذروة
ما رأته عيوننا أودى بنا إلى قمة الألم
الاستيقاظ على أصوات الرصاص صار عادة ...
والنوم على دوي الانفجارات بات مألوفا .
عيوننا تمسي وتصبح على الذهول
أولئك الذين يواجهون الموت في كل لحظة فيستشهدون ألف مرة...
ويحمل كل واحد منهم سلاحا يثقل تفكيره ..
يأخذ مكانه في حاجز بشارع عاش فيها أجمل الذكريات فلم يعد يتذكر منها شيئا
اختفت ملامح تلك الذكريات من الشوارع التي امتلأت خسة على غفلة
أطلقوا النار على الذكريات الجميلة فتبددت ...
كنت قد اعتدت على وجوه أضناها السهر وجباه بصمت عليها الشمس
اعتدت رؤيتهم كل صباح ومساء على الحاجز وأنا في طريقي من وإلى دوامي
اليوم افتقدتهم ... رأيت وجوها جديدة لم تكن بينهم ..
اقتربت منهم ... ألقيت عليهم التحية وسألتهم :
أين هم ؟
فأجابني أحدهم :
غدا سنشيعهم ........)
في الحقيقة كنت أتوقع هكذا جواب ... أو بالأحرى لم أتفاجأ وتذكرت أننا سمعنا في الليلة السابقة صوت دوي قذيفة
فعرفت بعدها أنه بعد ذلك الانفجار نمنا نحن بسلام ... واستشهدوا هم .