syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
التفاح والضمير... بقلم : ماجد جاغوب

يذهب رب العائلة للتسوق ويجذبه منظر التفاح  ويشتريه وبعد وصوله البيت وعند إغماد السكين في بطن التفاحة يصل الزبون الى حقيقة ان منظر التفاحة اللامع والذي لا يظهر اي نوع من المرض او الإصابة في جسد التفاحة الذي اثار شهيته  


ولكن عندما فتحها ألقاها فورا في سلة القمامة وتحولت شهيته لأكل التفاح إلى صدمة توقف عن إغماد السكين في شقيقتها لان التفاحة المعفنة من داخلها ولونها اسود  قتلت شهيته للتفاح حتى لو كان الامر لحظيا  ولكنه تساءل عن سر عدم ظهور اي مؤشرات في منظر ومظهر التفاحة الخارجي يعكس ما بداخلها  

 

وهناك تشابه بين ضمائر البشر والتفاح فليس كل من ابتسم او كان مشرق الوجه يعكس ما بداخله ولا يمكن للإنسان استخدام السكين لفحص جوهر البشر ولكن التعامل الجدي على المحك هو الذي يبدأ بإظهار جوهر الإنسان الذي إما أن يكون مثل تفاحة نضره من الداخل والخارج او مثل تفاحة الزبون التي تسببت بإفقاده الشهية لكل عائلة التفاح بكل إشكاله وإحجامه وألوانه  ويمكن القول انه ليس كل من حمل لقب علمي او شهادة جامعيه او كان حسن المظهر ومعسول الكلام يعني ان ضميره ابيض شفاف وأخلاقه عاليه ويتمتع بمواصفات الانسان بكل ما تعنيه الكلمة

 

  وعلاقة الإنسان مع المجتمع  تكون عند البعض نوع من النفاق لأنه لو بحث الإنسان عن حقيقة تعامل هذا الإنسان مع والديه أو أهله وأقاربه لأصيب السائل بالصدمة حيث ان الجانب  الآخر في تعامله الداخلي يشبه تفاحة الزبون التي ألقيت بالقمامة والإنسان الحقيقي لا يغير أخلاقه مثل ملابسه ولا يغير لونه مثل الحرباء حسب الظرف ولا يقبل لنفسه ان يكون ببغاء بل يعبر عن  شخصية سويه غير قابله للطي تحت إبط الأقوياء ماديا ومعنويا وليس  للانحناء او  التزلق او التدليس او التكبر او العقوق مكان في قاموس حياته وما ينطبق على الذكور ينطبق على الاناث لان ضمير الانسان يشبه التفاح المجهول المحتوى  

 

2011-11-09
التعليقات