رسالة إلى المعارضة :
في النهاية انتم الخاسرون ....استغرب كيف يتم التعاطي مع الإحداث السياسية هذه الأيام لدرجة تثير الشكوك و التساؤلات... لأنه من غير المنطق ان تتجاهل المعارضة و من يقف معها أمرين أساسيين ..
الاول المراسيم و القوانين الاصلاحية التي صدرت و التي كانت هي نفسها المعارضة تتطالب بها ... و الأمر الثاني الدولة ألسوريه المتماسكة القوية على كافة الجبهات الديبلوماسية و العسكرية و الاقتصادية... و يبدو في المقابل أن همها الاساسي هو الجيش و الامن ... و الجميع يعلم ان هذين العنصرين هما عماد الدولة و أساسها في اي نظام سياسي في العالم ...فأين ذهبنا في دولة ما حتى في قلب اوربة و الولايات المتحدة نجد ان الجيش يكون مستعدا دائماً للتدخل في الأزمات الداخلية بل و اكثر من ذلك فأن تلك الدول تكون حريصة في احيان كثيرة على إظهاره و الافتخار بوجوده في بعض أماكنها الحساسة ....
و لذلك استغرب هذا الهجوم الكبير على الجيش عندنا و محاولة اقصائه عن دوره الاساسي في هذه المرحلة ....و التركيز فقط على هذا الامر و التجاهل المتعمد لخطوات اصلاحية في غاية الاهمية و التجاهل المتعمد ايضا لشريحة كبيرة تؤيد الرئيس الاسد ...و حقيقة انه من غير المنطق في علم السياسة ان يفكر من يريد ان يعمل في السياسة بهذه الطريقة .. و اقصد طريقة المعاندة و اللاواقعية و الفوضويه .... و السياسة في النهاية هي فن الحكم لغاية الوصول الى مجتمع منظم في دولة منظمه ...
أما ما أراه من المعارضة و من خلفها فهو كمن يحاول ان يهدم بيتا مبنيا على صخره ليبني بيتا على الرمال ة و هذا يدخل في إطار اللامنطق في الوقت الذي يعتبر المنطق أهم مقومات علم السياسة و السؤال الخطير هو ... طالما الامر كذلك و طالما ان من يدعون الفكر و الثقافة و العلم بل و بعضهم من فكر و ثقافة السوريون و غير السوريون ... فلماذا ينتهجون ما ينتهجون و يقولون ما يقولون و يطلبون ما يطلبون و هم يعلمون ما يعلمون ... نعم هم يعلمون سوريه و يعلمون المجتمع السوري و يعلمون الوضع السوري ....
طالما هكذا هي الظروف السورية فلماذا يعاندون المنطق السياسي و واقع المشهد في الشارع و الذي عبر غالبية السوريون من خلاله بوضوح الشمس رفضهم القاطع لأي تدخل أجنبي في بلدهم و عبروا أيضاً بنفس الوضوح تأييدهم المطلق لمسيرة الاصلاح السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية بقيادة الرئيس بشار الأسد .... هذه المسيرة الاصلاحية التي توجت بتشكيل لجنة لتعديل الدستور وذاك كان مطلبا أساسيا لمن يدعون انهم معارضه ... فما الحجة بعد ذلك ... قد يأتي احدهم ليقول ان هناك دماء أزهقت .. نعم هذا صحيح و لكن هل يعني ذلك ان تتسبب بالمزيد من الدماء السورية الطاهرة المقدسة ...؟ و هل سألت المعارضة نفسها يوما عن مسؤوليتها و (من خلال تعنتها )عما تتحمله من مسؤولية مباشره ام غير مباشره عن هذه الدماء ...
للتاريخ فإني حاولت ان أكون حياديا قدر الإمكان و انا اكتب هذه الرسالة و ما انتهيت اليه هو ان كل من يحاول عرقلة الحوار و عرقلة الإصلاح و عرقلة المبادرات الطيبة و استجرار التدخل الخارجي فان التاريخ سيلعنه لأنه باع وطنه من اجل الوصول الى السلطة بحجة إسقاط النظام و نسي انه سببا مباشرا او غير مباشر في استمرار النزيف ... لذلك تعالوا جميعا لنضمد الجراح من أجل الوطن و مستقبل الاجيال ....تعالوا نجلس الى طاولة المحبة و الحوار فليس اعظم ممن يريدون الخير لوطنهم و ليس أسوأ ممن يضمرون الشر لوطنهم ... و حري في هذه الظروف الحرجة من جميع الأطراف المعارضة ان تقرأ الرسالة جيدا فإذا فعلت ... خيرا ... و اذا لم تفعل ... فهي الخاسر في النهاية ...
للتاريخ فإني حاولت ان أكون حياديا قدر الإمكان و انا اكتب هذه الرسالة التاريخ لن ينساكم وان ننسى حياديتكم ..
انا احترم رأيك و لكني وجهت رسائل عديده للنظام و دعوته اكثر من مره لحوار حقيقي و تستطيع ان تتأكد انني دعوت الدوله الى اتخاذ اجراءات سريعه تتعلق بالماده الثامنه و بمعتقلي الرأي و الانتخابات الحره و حكومة وحده وطنيه و رد الاعتبار لكل من تتضرر و بدليل انني اكتب هذا الان كرد عليك يا اخي الكريم .... ارجوك يا صديقي الحمصي ارجوك نحن بحاجة للعقل .. ما فينو حدا يلغي حدا