syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
بناتنا و الزمن الذي نعيشه ... بقلم : محامي وطن

كان الرجل ومنذ  بدء الخليقة هو المسؤول عن إعالة المرأة و ضمان العيش الكريم لها و المحافظة على كرامتها و لكن للأسف الشديد هذه الحال و نتيجة لتغير الأزمان و الضمائر و الأحوال تغيرت


و ما مساهمتي هذه الا صوت استهجان و حزن من قصص و من ما أراه في وقتنا الحاضر و الذي هو غصة في قلب اي رجل متدين يحترم نفسه

 

تروي لي احدى السيدات: أن  والدي من اسرة غنية جدا و بدد كل ثروته ثم اخذ يبيع اغراض المنزل قطعة قطعة و رغم كوننا نقطن في منطقة محترمة الا اننا داخل جدران المنزل انا و اخوتي لم نجد ما يسد رمقنا قام ابي  بتشغيل اخوتي و هم في سن 12 الا انه و الحمد لله و بجهود امي استمروا في الدراسة و بت انا اعمل في  كتابة المحاضرات الى ان تخرجت  و لما بدأت البحث عن عمل للأسف الشديد الوظائف الخاصة ما هم الا وحوش يتصيدون الفتيات مستغلين حاجتهم للمال , اذ عملت سكرتيرة لأحد مكاتب الاعلان فلم يبقى احد في عائلة المدير الا و جاء ليتفرج على السكرتيرة الجديدة و لما حان وقت الراتب اخذ يماطل و اجل  راتبي متذرعاً بظرف يمر به فعملت شهر آخر و فوجئت بأنه يطلب من احد الموظفين البقاء جالسا معي في غرفة عملي و اخذ المدير يفتح  اب غرفة عملي  فجأة كأنه يريد ان يمسك احد بالجرم المشهود فما كان مني إلا ان تركت هذا العمل المشؤوم هاربة بسمعتي  الطيبة و جعلت اجري على الله تعالى .

 

و تروي احدى الفتيات : بعد تخرجي من كلية الحقوق و بعد رحلة طويلة و فاشلة من المسابقات التي كلها بالواسطة و الدليل اني سجلت الناجحة رقم 3 في مسابقة مشفى الجامعي و لكنهم بعد مسابقة طويلة عريضة تبين انها بهدف تثبيت احدى العاملات اي ما اخدو غيرها و اشارت علي احداهن ان اتقدم لوكالة او ساعات بما  اني خريجة حقوق و فعلا توجهت لمديرية التربية و لما حان وقت توزيع الساعات و توجهنا الى الموجهين المادة الاجتماعية لم أذل كما ذللت  في هذا اليوم اذ انا ليس معي واسطة و اخذ الموجهين امامي يوزعون الساعات على فئتين فقط اهل الاختصاص و الواسطات و لما واجهت احدهم كيف تعطي خريج معهد فندقي  ساعات و امامي و انا لا قال لي كذب انتي مالك شايفة كويس و اقتربت مني احدى الفتيات قالت لي و الله العظيم بالحرف الواحد يقصف عين هالرجيل شقاد نسونجية انتي تلحلحيلك شوي شوبك فما كان مني الا ان خرجت و انا امسك دموع الحزن و قام احد الخيرين باتفاق مع احد مدراء المدارس بإعطائي  ساعات و لما توجهت مجددا للموجهين و بيدي التكليف مزقه و رماه بوجهي و طردني خارجاً علمت بعدها انه قام قبل مجيء بإرسال طالب حقوق  لسه عبيدرس معو واسطة و الله انا لحد الان ادعي على ذلك الموجه و على اولاده  , اما عني فقد علقت شهادة الحقوق على الحائط و اعمل الان مسيرة معاملات محترمة و الحمد لله الله يرزقني بما يكفي عيشي انا و اهلي

 

و تروي لي سيدة اخرى: شاءت الاقدار ان مرض والدي و عجز عن العمل و الحمد لله انا طالبة في كلية الادب الانكليزي فصرت اعطي دروسا داخل البيت الى ان تخرجت و عملت في عدة مدارس مدرسة ساعات الا ان اخيرا  عملت في احدى المدارس الخاصة معاونة مدرسة لاني على حد قولهم ما عندي خبرة رغم انني مدرسة منذ خمس سنوات فكنت امنع من الاقتراب من باب الصف انا عملي داخل الصف و ليس خارجه و علي التأكد من اطعام الاطفال و من نظافتهم و من عدم بكاؤهم يعني بالعربي صرت مثل الخدامة و لما صدر قرار رفع الرواتب جمعتنا المديرة الي بدو يفتح تمو و يزداد راتبو ينقلع لبرات المدرسة و الي بدو ي سجل  بالتأمينات كمان ينقلع فسكتنا خوف على لقمة عيشنا بس الي صار المديرة جابت بنت اختها خريجة معهد  تجاري جديد و صارت مدرسة و انا الي معي شهادة صرت المساعدة فوجئت بأنها بدها ياني اوقف برات الصف  و تفضلي طلعي برا و لما قلتلها ليش قال انا لما اعطي درسي انتي تطلعي بتوقفي برا ففعلا طلعت لبرا بس برات المدرسة طاول و الله غناني عنهم.

 

هذه مجرد بعض قصص لفتيات تلقين التعليم ولكن هل احد يعرف ما تمر به الفتيات غير المتعلمات و التي  تضطرهن ظروف الحياة للعمل خادمة او في معمل للشوكولا او حتى مصير خريجات كلية الزراعة او كليات الاداب او المعاهد .

 

للاسف الشديد واقع الفتيات في بلادنا أصبح سيء ، امرنا رسولنا الكريم ان نرفق بهن و لكن ضمائرنا تغيرت اصبحنا نرى في كل فتاة فريسة و غنيمة و اصبحت اعيننا تعمى عن الرفق بهن و على الاقل الوقوف الى جانبهن،  اصبحت الفتيات تنذل من اجل لقمة عيشهن لا و اصبحن هن المذنبات مهما كان 

و اصبحنا نرى فتياتنا في الباصات و في الشوارع يستنجدن بنا و بعروبتنا ان ننقذهن من المتحرشين بهن و نحن ندير وجهنا للجهة الاخرى نقول كلمتنا المعروفة ( هي البنت الها رضا لانها ساكتة رغم عيونها عبتستنجد‘و الكل شايف و ساكت شو دخلني انا )

 

هناك زميل لي محامي لا يترك فتاة من شره و يختارهم بعناية ساذجات طيبات من عيل طيبة و محترمة ثم يهددهن بالفضيحة ان تكلمن و لما وقفت في وجهه قال لي ( انا رجال شو ما عملت انا رجال ما بتعيب ، هنن الفلتانات)

 فلنحضر انفسنا جميعا الى زمن تموت فيه اخر ذرة من رجولتنا الحقيقية و تموت فيه انسانيتنا رغم انني ارى انها  بدأت تموت فعلاً

 

2011-11-05
التعليقات
يامن
2011-11-10 11:53:03
....
في الزمن الذي تموت فيه المعاني الحقيقية للرجولة وتموت فيه المعاني الحقيقة للشرف , الدين لن ينفع احد . فالدين الحقيقي بحاجة الى رجال وشرف الرجال كما هم بحاجة اليه . الاستغلال قائم ولن ينتهي ابدا فضعاف النفوس على مد البصر والفتيات المغيبات عن البصيرة اشد واكثر . . والعيب ليس في الزمان او الدنيا ابدا . إنما العيب في النفوس التي بدأت تغرق في الفقر الحقيقي .

الإمارات
كاتب المقال
2011-11-07 20:15:16
الى ابو سمرة
المشكلة ان الضعيف و المحتاج بيتاكل حقو و الناس عبتتفرج سواء كان رجال و لا مرة و اكتر شي بيذل الناس هو لقمة العيش و صرنا نبعد عن اخلاق الدين و الي بلا اخلاق بيشوف كل الناس مثلو الحل نعامل الناس مثل ما نحب نتعامل نحن و نفذ اوامر رسولنا و قرأنا و نعرف ان في النهاية اخرة و حساب

سوريا
الكاتب
2011-11-07 20:05:55
الى ابو سمرة
ة هي ابتعادنا عن قيمنا التي تربينا عليها يعني بالعربي الي ببعد عن اخلاقو صار يحسب كل الناس متلو و الحل هي ندرك و نعرف ان في اخرة و في حساب و ما نرضى نعامل الناس الا مثل ما نريد هنن يعاملونا و انا بريد اسمع رأيكم شو الحل

سوريا
حسام
2011-11-07 00:16:52
حقيقة
شكرا لك اخي الكاتب لقد هزيت بي على الاقل مشاعري وانسانيتي.. لكن هنالك من يأخذ حق الاخر.. كفتاة لا تمتلك اي مبادئ تأخذ حق من تمتلك المبادئ لكن في النهاية الحق سيعود لصاحبه لان الله يمهل ولا يهمل. والحل يكمن في عملية اجتماعية متكاملة تتعلق بالتربية وتتعلق بالتأسيس الصحيح وبناء مبادئ وقيم لدى الابن او البنت حتى لا يشذوا عن هذه القواعد بحجج تافهة كالوصول الى وظيفة او ارضاء الغرائز..

سوريا
أبو سمرة
2011-11-06 05:11:10
تحية للكاتب
ماهو أساس المشكل أو سببها وأين الحل برأيك

سوريا
اخت كبيرة
2011-11-06 01:32:40
الدين هو الاساس
كل ما بعدنا عن الدين بتكتر هيك ظواهر لازم نرجع لدينا و نعلم اولادنا لانو مو مثل ما قلت الامل بظل موجود و الرجولة ما بتموت

سوريا