syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
حكاية مزارع ... بقلم : ماجد جاغوب

 من المعروف عند المزارعين ان الاكثار من نسبة حبوب الشعير في طعام الحمير الرئيسي (التبن ) يعطي الحمار طاقه زائدة ويتم الإكثار منه عند حاجة المزارع لطاقة حماره في مواسم جمع المحاصيل والثمار  وايام حراثة الارض اما باقي الوقت فيقتصر الطعام على مادة (التبن ) الرخيص الثمن ...


  احتاج احد المزارعين حمارا بديلا لحماره الذي أرسله الى  الغابة بعد ان أصبح عاجزا عن أداء واجبه في خدمة المزارع ليكون في جسده منفعة لوحوش الغابة كمكافأة نهاية الخدمة, وعند دخول المزارع الى  السوق لفت انتباهه حمار قوي البنيه ويقف بهدوء وسأل صاحبه عن مسلكياته فأجابه انه اكثر مسالمة من الخراف واكثر نعومة من الأرانب واكثر إخلاصا من الكلاب ولكن عليك ان تكثر له من حبوب الشعير في خلطة التبن  ودفع المزارع الثمن وركب الحمار وكان برفقته كلبه الأمين  الذي كان يسير احيانا في الامام واحيانا في الخلف او على الجوانب حماية لصاحبه الذي يركب الحمار وليس لسواد عيون الحمار وبعد وصولهم البيت بدأ المزارع بإكرام الحمار وزيادة الشعير ولم يكن على علم بأنه اشترى مصيبة لنفسه لان صاحبه الأول باعه بعد ان حرمه من الطعام ثلاثة أيام حتى يتمكن من بيعه ووقوفه في السوق بهدوء سببه الجوع وليس الطبع الهادئ الذي ادعاه بائعه

 

 وبعد عدة ايام من الحرص على اطعام الحمار للتبن مع نسبة عاليه من الشعير دخل ابن المزارع سقيفة الحمار معتقدا انه لا فرق بين هذا الحمار والحمار القديم ولكن علا صراخ الابن الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره من داخل السقيفة بسبب إقدام  الحمار على عض الابن وركض المزارع ليرى ابنه والدم يسيل من ذراعه بسبب عضة  الحمار وكان الحمار غير مربوط وفي حالة هيجان مثل الكلب المسعور وبدأ برفس الاب بأرجله الخلفية لتصيب الاب في بطنه ورجليه وانطلق الحمار هاربا بعد ان ترك المزارع وابنه في السقيفة يتلويان من الألم والأب يشتم البائع الذي خدعه بمنح الحمار اوصاف مناقضه للحقيقة وتحامل المزارع على نفسه لزيارة العيادة الصحية في البلدة للعلاج هو وابنه وقرر ان لا يشتري أي حمار الا  من الحمير المعروفة داخل البلدة وعدم الثقة بتجار الحمير المخادعين الذين لا يهمهم سوى الكسب حتى ولو كان المقابل التسبب بمآسي للآخرين

 

2011-11-17
التعليقات