syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
الكذب الحقيقي ... بقلم : ماجد جاغوب

لا وجود  في العالم لإنسان يمكن ان  يعترف ويقر بأنه يكذب لان للكذب أسبابه وأهدافه فالطفل له أسبابه للإفلات من العقاب وللأنثى أسبابها في الفشخرة أمام صديقاتها وإحدى السيدات كانت تضع يدها على  خدها أمام صديقاتها محاولة التغطية على مكان أصابع زوجها على وجهها  وهي تتحدث عن صفات زوجها المميزة الذي لم يسبق له طوال فترة زواجهما ان مد يده بلطمة على خدها...


وكذلك المنافق له أسبابه في الكذب والتملق والانتهازية لتحقيق غرض أو الوصول إلى هدف رسمه لنفسه  وفي عالم التجارة والسياسة تكمن المصالح خلف الأكاذيب التي يتم الترويج لها على أنها صدق مصفى إلا القليل القليل من الكذب المبرر الذي استطاع العبور من فتحات شبك مصفاة الحقيقة علما أن القليل الذي استطاع العبور من شبك المصفاة هو بعض الصدق الضروري لتمرير الكذب ونسبة الصدق إلى الكذب في عالم التجارة والسياسة تعادل نسبة البهارات في الطبخة حتى يتمكن الإنسان من بلعها

 

 وكثيرا ما نسمع عن أبطال يظهرون فجأة على الشاشات ويتم وصفهم بأبطال الزمن الصعب علما انه لم تحدث حروب ولم يتم تحقيق انتصارات في العقدين او الثلاثة الماضيين منذ بلوغهم العشرين من العمر حتى اللحظة الحالية وهم حاليا في الأربعين إلى الخمسين من العمر أي أن أكبرهم سنا كان بين 8- 12 عاما في حرب أكتوبر 1973 والصعوبة تشتد على رقابنا مع تقدم الزمن  إلا إذا كان المقصود هو تحقيق انتصارات على أبناء الأمة نفسها لصالح أطراف أخرى وهنا من حقهم أن يتحدثوا عن بطولات لان من يسوق لبطولاتهم هم الإطراف الأخرى من محطاتهم الناطقة بلغة الضاد ولكنها تتحدث نيابة عن آخرين لا علاقة لهم بالأمة ولا بمستقبلها ولا مصالحها إلا ما يستطيعون استغلاله واستثماره والاستيلاء عليه من مقومات الأمة   ونحن الآن أحوج من أي وقت مضى ان نكون أنفسنا ولأنفسنا وعلى صعيد البلدات الصغيرة لا يوجد احترام  لعائلة مفككه ومتناثرة ومتصارعة مع ذاتها وكيف الحال اذا كان المتصارعين امة بأكملها  وأكثر أصناف الكذب ضررا هو الكذب على الذات ومحاولة إقناع الإنسان لنفسه انه يسير على الطريق الصحيح وكل جوارحه تدرك انه على الطريق الخطأ

2011-11-15
التعليقات