نتعلم في المدرسة بعض القصائد التي تشكل في لاوعينا ثقافة مدمرة للشخصية الإنسانية و للمجتمع. من هذه الأشعار التي لا زلنا نذكرها و نرددها:
السيف أصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب
بيض الصفائح لا سود الصحائف في متونهن جلاء الشك والريب
لا تشتري العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجاس مناكيد
قف دون رأيك في الحياة مجاهداً إن الحياة عقيدة وجهاد
ما أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد
نحن أناس لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين أو القبر
دعونا نتخيل لو أننا تعلمنا مثلاً:
أن الكتب هي التي تساعدنا على فهم و تحسين العالم وليس السيوف والقتال.
وأن العبودية هي عار في تاريخ الإنسان.
وأن العقيدة هي إختيار فردي وليست مقدسات يجب أن نفرضها على الآخرين بالجهاد. و أن الحياة هي بحث ومعرفة وسلام بدل أن تكون عقيدة وجهاد.
و أن الفرد هو الأساس وليس القبيلة والعشيرة والطاشفة والقطيع الذي ولد فيه. و أن التعصب، أي تعصب، هو قيمة مرفوضة و هدامة.
و أن نكون عاديين طبيعيين لا نضيع حياتنا بأوهام الصدارة و الزعامة.
هذه أمثلة فقط أذكرها الآن و يوجد مثلها الكثير الذي يحدد سلوكي وقناعاتي دون أن أدري، للأسف. لذلك أنا مقتنع أننا بحاجة ماسة إلى أن نتبادل الآراء في كل شيء، ونشك في كل شيء، و نهدم كل القيم السيئة التي نشأنا عليها من داخلنا و يمكن أن نحقق ذلك بأن نكون مرآة صادقة لبعضنا البعض دون تحرج و لا مراعاة ولا تكبر أجوف.
لذلك تراني أردد مع أبو النواس: قل لمن يبكي على رسمدرس واقفاً ما ضر لو كان قد جلس
اخي الكريم اوافق الراي من حيث ان الحوار وسيلة لابد منها للوصول الى حل يرضي طرفين ولكن ينبغي ان يترافق الحوار مع مصدر قوة واقناع لانه دون هذا المصدر سيتحول الحوار الى استجداء وهذا من الواقع لاننا لانعيش ضمن عالم افلاطوني مثالي فتخيل لو اننا نملم القوة اللازمة والرادعة لتمكنا من اعادة فلسطين وقس ذلك على الاسر والعمل . أما من ناحية المنطق العائلي والعشاري والقُطري فكما لها سلبيات لها ايجابيات فشيخ العشيرة يمكن ضبط افراد عشيرته لما فيه خير الجميع وفي رأيي أنه يجب ان يمتلك الحوار ذراعاً ضاربة