الطفل في سنوات عمره الأولى تتلقفه أيدي العائلة والخدم أحياناً ولا خيارات أمامه إلا القبول وإذا رغب بالاحتجاج والرفض فهو الصراخ او محاولة الإفلات اذا كان الشكل او الرائحة لا تناسبه...
ومع توالي السنين ينمو الجسد والإدراك معاً وقد يتخلف الإدراك عن النمو الجسدي لأسباب ذاتيه تتعلق بمنحة الخالق او موضوعيه وتتعلق بالمجتمع لأسباب متنوعة ومتعددة من عائله مصغره إلى مركبه ومجتمع محيط سكني ودراسي , ومرحلة البراءة المجردة تختفي تدريجيا مع تزايد سنوات العمر والتعلم والاختلاط وكسب الخبرة من المحيط وتجارب الآخرين والتجارب الشخصية ولكن هناك من الناس أفراداً وأمم يستمروا في الالتصاق بمرحلة البراءة حتى لو كان نموهم البيولوجي او العددي يضاهي غيرهم من الأفراد أو الأمم وهذا ما يشجع الآخرين على استضعافهم والاستقراء عليهم والعبث بحياتهم ومستقبلهم لأنه لا حماية عائليه ولا إراة ذاتيه متوفرة لاتخاذ القرار المستقل ويترك (وا) غيره (م) يقرر مصيره (م) وكأنه لا حول له (م) ولا قوه ولكن الأمر يكمن في فقدان الإرادة ولا علاقة للقدرات بالتخلي عن الذات الحقيقية ولا يوجد من يكن الاحترام لمن لا يحترم ذاته ولا يسعى لكسب احترام الآخرين بتصرفات ومسلكيات موزونة ومتزنة وعلى قدر المسؤولية نابعة من منطلق الثقة بالنفس
وعندما نجد شركة أو مؤسسه أو مدرسه الكلمة الفصل فيها للفراش والبواب وليس للمدير فمن المؤكد ان خللا واضحا وفاضحا وفشلا لا لبس فيه ينخر هيكلية وهيبة هذه المنشأة ويجب دراسة الخلل هل هي في ضعف شخصية المدير ام في قوة شخصية الفراش او ان مصدر سلطات الفراش تمنحه صلاحية تفوق المدير الأمر الذي يدفع المدير الى محاولة كسب رضا الفراش وعدم جرح مشاعره وحتى تقديم الشاي له وهو على باب المدرسة بيد المدير شخصياً
والامر هنا لا علاقة له بالتواضع او التكبر وكلنا أبناء ادم وحواء ولا ضير في أن يكرم المدير الجميع ولكن من منطلق قوه وليس بدافع كسب الرضا لان محاولة كسب الرضا ستضعف المدير إلى درجة يفقد فيها السيطرة على المنشأة بأكملها والنتيجة الحتمية هي الانهيار مهما تم الإكثار من حقن المقويات والمنشطات ويمكن للدواء علاج خلل في الأعصاب يؤدي إلى عدم القدرة على الوقوف مؤقتا ولكن خلل أساسي في النخاع الشوكي غير قابل للعلاج فلن تنفع معه كل أدوية العالم ولن يتمكن المصاب من الوقوف مدى الحياة عندما يكمن الخلل في ثقافة مشروخة من الأساس يكون مثل البناء قابلا للانهيار مع اقل اهتزاز