العروبة حكاية من صنع الخيال :

بدأت الحكاية عندما خرج شعب عن صمته وصرخ ...

تأثر بحكايات بطولية عن شعوب مجاورة فانطلق ليحقق بطولته الخاصة ,

كان الدافع في البداية كسر حاجز الصمت والوصول إلى الحياة الأفضل أو التي صورت بالأفضل ,

شعب امتلئ منذ وجد بحكايات عن الوحدة والشعور المشترك والمؤامرة الخارجية فأصبح غذاؤه اليومي الحديث عن المؤامرة المزعومة وأصبحت جزأً من ذكرياته كما الحياة والموت كما العشق والخيانة ,

انطلق ليخلق واقع جديد بعد أن وجد أن المؤامرة مستمرة وأن المتآمرين غير معروفي الهوية وهم في تآمرهم مستمرين والحياة نحو الأسوأ تسير ,

فكانت المفاجأة أن خروجهم عن صمتهم ليس كما صُور لهم وإنما خروجهم سيكون ممزوجاً بالدم ممزوجاً بالصراع مع ذكريات الماضي مع قناعات مرسخة في الصميم  مؤامرة  احتلال  أمريكا إسرائيل ,

 وبدأت منذ أول صرخة انطلقت سلسلة من المفاجآت" لن أتحدث عنها لأنها صارت معروفة بالنسبة للجميع " كانت آخر تلك المفاجآت بأن الحلم الكبير الذي عاش السوريين لأجله لم يكن سوى وهم لا بل كذبة غرست بالأذهان عاش السوريين طيلة حياتهم وهم يعيشون هذا الحلم ويسعون لتحقيقه ويضعون كل إمكانياتهم ومواردهم في سبيل هذا الحلم ,

أتذكر عندما كان جدي يتحدث عن بطولات العروبة واتحاد العرب فيما بينهم حينها كنت أشعر بأنه يتحدث عن شيء بعيد جداً اليوم أصبحت لدي قناعة بأنه كان يحكي حكايات خرافية أو من صنع خياله .

صدمة السوريين لم تكن فقط في ردة فعل العرب على ما يحدث بل كانت بسبب اكتشافهم أن للعرب ردة فعل أو القدرة على رد الفعل ,لأنهم طيلة السنوات الماضية كانوا ينظرون إليهم على أنهم جثث هامدة لا تشعر ولا تحرك وهي بحاجة لمنقذ وقد نصب السوريين أنفسهم منقذ هذه الشعوب والدول , فكان أول حراك لهم بعد ثبات طويل أنهم ألغوا هذه الأخوية المزعومة الأخوية العربية وأعلنوا أنفسهم أنهم أبناء بالتبني لقضية العروبة وأنهم سيعودون إلى أمهم الأصلية  ,

صرخة أخرى يصرخها شعبنا السوري اليوم ولكنها صرخة ألم شديد مصدرها وجع في الصميم قناعة راسخة منذ سنين قد جرحت الصدور وخرجت .

ولكن لدي قناعة كبيرة بأن شعبنا سيتعافى سريعاً لا بل سيكون أثر الصدمة كبيراً لأن شعبنا كان بحاجة لصدمة كهربائية حتى يستيقظ من حلم قد مر عليه الزمن وأصبح الطبق المفضل لأفلام الخيال العلمي ومسلسلات التاريخ الكاذب .