مرةً أخرى و كسابقتها من اللحظات التي كتبت في ذاكراتي و ذابت فيني بما فيها من قسوةً و عدم احتراماً للنفس البشرية و ذبت فيها أملاً و شغفاً بأن يتخلص الإنسان السوري من كل هذه الصعوبات في التعامل مع مؤسسات الدولة
اسمي يامن عجور طالب في كلية الهندسة المعلوماتية في السنة الخامسة تم إختياري لتمثيل وطني أنا و ست أصدقاء في مسابقة برمجة ICPC على مستوى الوطن العربي و التي تقيمها شركة ACM و المرعاة من IBM و شركاةً أخرى , بدأت الحكاية صباح يوم السبت الساعة 2 و 10 دقائق عندما قذفت من مطار حلب لنطير عبر سماء سورية إبتعدت عن حلب و أضواء حلب و زحمة حلب هذه المدينة التي عشت فيها طول سنين حياتي والتي أكرهها بشدة و أعشقها بعمق و كان الهدف دمشق...
و صلنا دمشق و منه إلى كراجات السومرية و هناك تهافت علينا السائقون ليحملونا على كفوف الراحة إلى بيروت و لكن إنتظر قليلاً فقبل بيروت توجد الحدود و عند الحدود تكشف القيود و تدرس الأصول , وشاءت الأقدار أن نأخذ درسنا الأول في المسابقة ( بالنسبة لأصدقائي ) و الأخير بالنسبة لي عن ما يمكن أن يكلفه خطأ في برنامج على حياة الناس , فبعد الدراسة و التمحيص على " الكمبيوتر" تبين لهم أنني متخلف عن خدمة العلم منذ ست سنوات و أن شعبة تجنيد " سلقين " تناديني إلى خدمة العلم و أنه لا يسمح لي بالسفر إلى لبنان , قادني الموظف إلى غرفة منعزلة وفيها كان ضابط يجلس خلف مكتبه يحتسي القهوة ببرودة , تهافتت الكلمات مني متبوعةً ب "سيدي " تارةً باللهجة العامة و أخرى باللهجة الفصحى موضحةً و بكل ما فيها من براءة و عاطفة بأنني لا أتبع لشعبة " سلقين " و أنني أتبع لشعبة "الفرافرة" و أنني مؤجل دراسياً حتى الشهر الثالث أفرغت ما في جعبتي من أوراق ثبوتية تبين أنني طالب و أنني في طريقي إلى هذه المسابقة و لكن عبثاً حاولت فالضابط كان بكلماته يبتعد و أصبح مكتبه الصغير حدوداً كاملةً عصية التجاوز تماماً كحدود لبنان , اقتدت إلى غرفة أخرى وقعت فيها على ما وقعت و عدت أدراجي إلى الأصدقاء و دعتهم حزيناً ليس لأنني أضعت على نفسي فرصة التسكع في شارع الحمرا أو مشاهدة باريس الشرق بل لأنني لم أستطع أن أمثل سوريا , حزنت لأنني خزلت فريقي و طلاب كليتي و إدارتها و أحزنتهم , أدرت ظهري إلى لبنان و مشيت وحيداً وحيد ....
تاريخ الحدث السبت 2011-11-26
تاريخ المسابقة 2011-11-27 إلى 2011-11-30
الله يكسر بخاطرهم متل ما كسروا بخاطرك :'(