الكثيرون , و أنا منهم , يحاولون إيجاد تفسير للمواقف الدولية من الأزمة السورية , لماذا يقف الغرب هذا الموقف المتشدد و " ينزع الشرعية " و يدّعي " الدفاع عن حقوق الإنسان " و يستعد للتدخل العسكري " دفاعاً عن المدنيين "
و في المقابل تقف روسيا والصين موقفهما المعروف المعارض للتدخل العسكري الغربي ؟
في البداية لابد أن نقر بأنه للأزمة السورية بعد داخلي يتعلق برغبة السوريين بالتغيير و الانتقال نحو مجتمع تعددي ديمقراطي يحكمه القانون و يملك آليات كشف الفساد و محاربته , و بعد دولي هو موضوع مقالة اليوم .
برأي يجب البدء في تحليل ما يجري من تركيا " الدولة الجارة " التي يحكمها منذ عدة سنوات حزب العدالة و التنمية المعروف بانتمائه إلى الحركات الإسلامية , و هنا يطرح نفسه السؤال التالي : متى كان الجيش التركي , حامي العلمانية الأتاتوركية , يسكت عن هذا " الاختراق الخطير " و كلنا يذكر مصير الوزارات الإسلامية السابقة من المرحوم اربكان إلى من تلاه ؟ شيء ما تغير في سلوك الجيش التركي الذي هو أحد أهم جيوش الناتو , و محط رعاية و اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية , و يخطئ من لا يدرك أن سكوت الجيش التركي عن الحكومة الإسلامية يجري بموافقة و مباركة الولايات المتحدة الأمريكية , التي رعت اقتصادياً النموذج التركي و سعت إلى نجاحه .
و لا يخفى على المتتبع كيف أخذت الحركات الإسلامية المختلفة في الدول العربية تتبنى خط الحركة الإسلامية التركية كنموذج .
تزامن هذا الأمر مع الغزو الأمريكي لأفغانستان و العراق و الحديث عن ولادة شرق أوسط جديد , و في نفس الفترة تصاعدت و وتيرة الحديث عن التناقض" السني – الشيعي" عبر عشرات الأقنية الفضائية المروّجة لشيوخ يحضّون صباح مساء على الكراهية الطائفية و ينفخون في نار الفتنة الخامدة منذ أمد بعيد . و تكاثرت الاقنية الفضائية الإخبارية التي سعت , و لمصلحتها , لسد فراغ مهم تركه لها الإعلام العربي الرسمي بقصر نظره و فقدانه للمصداقية لدى الشعوب العربية . و أخذت هذه القنوات الإخبارية تصور التناقضات في المنطقة و كأن التناقض" السني – الشيعي" هو احد التناقضات الأساسية فيها , و شيئاً فشيئاً بدأت تقنعنا بأن أهميته تفوق التناقض العربي – الإسرائيلي .
و هنا يجب أن نطرح على أنفسنا سؤالين :
الأول : لماذا هذا الإبراز و تمهيد الطريق أمام الحركات الإسلامية في البلدان العربية ؟
الثاني : لماذا سوريا و هذا الضغط الهائل الذي يهدف إلى تغيير نظامها نحو نظام يشبه تركيبة المجلس الوطني السوري المعروف بالتمثيل المهيمن للحركات الإسلامية فيه ؟
من الواضح أن سياسة الغرب في منطقتنا تقوم على خلق, و من ثم, تأجيج صراع" سني – شيعي" , سيشعل " حرباً مقدسة " مقدّراً لها أن تمتد لسنوات طويلة , مستنزفة المنطقة بشرياً و مادياً , و محوّلة الصراع من صراع عربي – إسرائيلي إلى صراع" سني – شيعي" سيكون فيه لإسرائيل دور " الحليف " و ليس العدو .
و تداعيات هذه الحرب ستمتد على رقعة جغرافية واسعة , على امتداد العالم الإسلامي كله , و لا ننسى أن روسيا الاتحادية تضم أقلية مسلمة كبيرة و كذلك الصين و الهند , و انتصار الحركات الإسلامية في الوطن العربي و انتصار إيديولوجيتها الطائفيّة القائمة على احتكار" الحقيقة كاملة"
و رفض أي تأويل غير تأويلها للإسلام , سيؤدي إلى قلاقل ستمدد على مدى انتشار الإسلام , و ستشكل هذه الحركات الإسلامية رأس حربة للغرب يستخدمها للضغط على الاقتصاديات الناشئة في شرق آسيا .
و هكذا اكتمل المثلث : الدولة النموذج " تركيا " , قنوات فضائية تقولب الرأي العام العربي و توجهه نحو القبول بالحركات الإسلامية و تقديمها و كأنها تملك الحل لما يواجهه الوطن العربي من مشكلات , استثمار للانتفاضات الشعبية العربية ذات المطالب المحقة لتكون درجاً تصعد عبره الحركات الإسلامية إلى سدة الحكم مدعومة بقوانين انتخابات صيغت خلال الفترة الانتقالية توفر الظروف الأنسب لتحصل على أغلبية مريحة ( انظر المغرب , تونس , ليبيا , و قريباً مصر )
و سنجد أنفسنا قريباً أمام أنظمة حكم , بطبيعتها العضوية , ستقبل ما يروج له الغرب عن" التناقض السني – الشيعي" و تغلّبه على الصراع العربي – الإسرائيلي .
و في هذا الإطار أنا افهم لماذا سوريا الحالية مرفوضة من قبل صنّاع السياسة الغربيين و من يمشي على هدى سياساتهم من العرب , و لماذا تقف روسيا و الصين هذا الموقف من الأزمة السورية, و في النهاية هذا رأي قد يصيب و قد يخطئ , و لكن اعتقد أنه يستحق المناقشة من قبلكم .
أنا براي انو امريكا واسرائيل بتدعم اي حركة متطرفة بالبلاد العربية من شأنها التناحر مع الطوائف الأخرى وبالذات السنية والشيعية ...لأنها تادرك تماما أي تحالف سني شيعي سيؤدي إلى زوال أسرائيل و انضمار امريكة وهذا التحالف يسبب تهديدا لها ....ألا ليت يتم التحالف ونخلص بقا
نحن دوما نرمي سبب تخلفنا وجهلنا ومشاكلنا على الاخرين وحتى على المستوى الفردى ؟ والافضل لنا ان نحل خلافاتنا الدينية والمذهبية والقومية والعلمية ونتفق على رؤيا منطقية متقاربة قبل ان نشتم ونتهم الاخرين في سبب مشاكلنا فمثلا نلغي كلمة سني او شيعي او وهابي او اي مذهب او طائفة اخرى ونقول انا مسلم فقط الا يكفي هذا برأيك وكل من ينادي للمذهبية بجميع اشكالها هو مسبب للفتنة وليس الاجانب وكذلك ينطبقك على كل الاديان يأخي يجب نحن ان نتفاهم اولا ونفهم مصالحنا ونضع خطوط حمراء وسوف ننجح ?