لقد قام مجلس جامعة الدول العربية منذ تاريخ 12-11-2011 بانتهاك خطير لميثاق الجامعة وذلك من خلال إصداره لعدة قرارات متتابعة متعلقة بما سماه الاوضاع في سوريه حيث نص القرار رقم / 7438 / في مادته الأولى على تعليق مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية
وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها اعتباراً من يوم 16/11/2011 وإلى حين قيامها بالتنفيذ الكامل لتعهداتها التي وافقت عليها بموجب خطة العمل العربية لحل الأزمة السورية والتي اعتمدها المجلس في اجتماعه بتاريخ 2/11/2011.
وبقراءة موضوعيه لنص هذا القرار يتبين لنا جليا بأنه تجاهل حقيقة الأحداث الواقعة على الأرض كما أغفل المرجعية أو المواد التي استند إليها بشكلٍ متعمدٍ لسبب واضح وبسيط وهو عدم وجود أرضية قانونية تبيح اتخاذ مثل هذه القرارات حيث لم يذكر القرار أو يشر إلى الدول التي تحفظت عليه أو رفضته وأفقدته قانونيته وهذا أحد الانتهاكات الفاضحة جدا للميثاق التي سيسجلها التاريخ كوصمة عار بحق من قاموا بها.
والجدير بالذكر بأن ميثاق الجامعة العربية قد نص بشكل واضح وصريح على احترام الدول الأعضاء لبعضها البعض حيث نصت المادة الثامنة منه على أن تحترم كل دولة من الدول المشتركة في الجامعة نظام الحكم القائم في دول الجامعه الأخرى، وتعتبره حقا من حقوق تلك الدول، وتتعهد بأن لا تقوم بعمل يرمي إلى تغيير ذلك النظام فيها.
كما نصت الماده الثامنة عشر منه على أنه إذا رأت إحدى دول الجامعة أن تنسحب منها، أبلغت المجلس عزمها على الانسحاب قبل تنفيذه بسنة. ولمجلس الجامعة أن يعتبر أٌية دولة لا تقوم بواجبات هذا الميثاق منفصلة عن الجامعة، وذلك بقرار يصدره بإجماع الدول عدا الدولة المشار إلٌها.
ومن خلال قراءة متأنية لمجمل قرارات ومواقف الجامعة العربية فإننا نرى بوضوح بأنه قد طرأ على هذه الجامعة منذ بداية القرن الحالي تحولات خطيرة جدا حيث انتقلت من موقف الخانع المستسلم الذليل الذي لا يجرؤ على عقد اجتماع لإدانة العدوان على الدول العربيه إلى موقف المشارك في تنفيذ المؤامرات والعدوان عليها، كما فعلت تجاه لبنان والعراق وفلسطين والسودان وليبيا واليمن ومؤخرا ... تجاه الأوضاع في سوريا!!!
وأنا هنا لا أتجنى على هذه الجامعة بل أحاول أن أعبر عن حرقة وغصة في نفوس هذا الشعب العربي الكبير الذي تألم ومازال يتألم كثيرا من خيانة الأخ القريب لأنها أشد وأمضى في النفس من عداوة العدو البغيض.
إن مجريات الأحداث التي تدور حاليا في هذه المنطقة الحساسة من العالم خطيرة جدا وهذا ينبع من عظم حجم هذه المؤامرة وكثرة الأطراف المشاركة فيها والتي أعتقد بأنها المؤامرة الأكبر منذ سايكس بيكو، وإنني أؤمن بأن إرادة الله جل جلاله فوق كل شيء وبأن سوريا سوف تنجح في الخروج من هذه الأزمه أقوى وأشد وأصلب كما نجحت في تجاوز الكثير من المؤامرات السابقة وهذا ما سيهيئ الاجواء لقيامها بدور كبير بإصلاح شامل للمنطقة ولجامعة الدول العربية.
(للاطلاع على قرارات الجامعه يمكن زيارة الرابط التالي: http://www.arableagueonline.org )