في ظلِّ الأهمية والحضور المتزايدين لموقع (فيسبوك) والحديث عن تأثيراته التي تتباين بين السلب والإيجاب على الشباب العربي
فمرة يبدو وسيلة للتواصل الاجتماعي بين الأصدقاء ومرة يكون منبراً للاحتجاج والمعارضة، حتى إنه أمسى مكاناً لنشر الثقافة وظهور لغة جديدة باتت تعرف باللغة الفيسبوكية أو لغة الفرانكو أراب.
تتميز هذه اللغة بوجود مصطلحات خاصة لا يعرفها إلا مستخدمو الشبكات الاجتماعية الدائمون، ويستخدمها الشباب العربي أثناء محادثتهم عبر الإنترنت، فتحولت هذه اللغة إلى طريقة مميزة للتواصل لا يتقنها إلا المستخدمون الدائمون. وكما يقول علماء اللغة بأن لكل طائفة وفئة مصطلحاتها الخاصة لا يعرفها إلا أهل الطائفة.
تحولت اللغة (الفيسبوكية) إلى رموز وأرقام مدموجة مع الأحرف الأجنبية لتشكل لغة جديدة تزاحم العربية أثناء التواصل عبر الشبكة العنكبوتية، وباتت تشكل تهديداً لمصير اللغة العربية في الحياة اليومية للشباب العربي وتلقي بظلالٍ سلبية على ثقافة الشباب وسلوكهم بشكل عام.
فهل يُعد ذلك ثورة على العادات والتقاليد وتمرداً على النظام الاجتماعي القائم، أم هي هروب وانعزال عن المجتمع؟ ومن هو المسؤول عن هذه اللغة؟ هل الإنترنيت وحده المسؤول عن تغير لغة الشباب، أم الدراما العربية وما تقدمه في المسلسلات والأفلام من ألفاظ شاذة وخارجة عن نطاق العربية؟
ويبقى السؤال إلى أين سيوصل شبابنا اللغة العربية؟! أصبح هذا المجتمع لا يبشر بالخير على الإطلاق، لذلك يجب على شبابنا العربي الانتباه إلى كل هذا الغزو الفكري والثقافي، ويجب على المجتمع متمثلاً في الأسرة والمؤسسات التعليمية مراقبة أجيال المستقبل. فالإنترنت أصبح كالبحر المتلاطم الأمواج، ومن واجب المجتمع أن يوفر للشباب أطواق النجاة لكل من هو على وشك الغرق. فقد دخل الإنترنت إلى المجتمع، وأصبح واقعاً مادياً ملموساً لا يمكن إغفاله. ومن واجبنا كأفراد ومجموعات مثقفة أن نستغل كل موارده المفيدة لتقدمنا ورقينا.. وأن نحاول تسخير هذا المفيد للوقوف به كدرع يقي مجتمعنا من أمواج الظلام الكاسح.
ينبغي أن نكثف الجهود للنهوض بالشباب من الضياع وإفلاس القيم الأخلاقية وتدمير لغتنا العربية عبثاً، بتحويل هذه الطاقات والإمكانات إلى طاقات إيجابية تبني المجتمع وتسير به إلى ضفة المستقبل الواعد.