بعيداً عن الاستهداف والمؤامرة , والمقاومة والممانعة , والحرب الكونية , والضغوط الغربية , والمجالس الإسطنبولية , والمنظمات الدولية , والقوى الاستعمارية وحليفتها الصهيونية ,والسفارات الفرنسية والأمريكية .
مع التأكيد أن كل هذا حقيقة واقعية , لا بد أن نعترف أننا ومع مرور تسعة أشهر على أزمتنا السورية , فشل الجميع في وضع نهاية أو حل لهذه المحنة المأساوية.
فلا معارضة نجحت في (ثورتها) ولا حكومة نجحت في وأدها ؟
وكان نتاج هذه الأزمة على المواطن , دماء سفكت مجاناً , وأرواح أزهقت ظلما وبهتانا , وغلاء في كل شيء وشح في المواد الضرورية ( مازوت – غاز ) وتهديد بشرخ في وحدتنا الوطنية , ولا سمح الله نزاعات طائفية.
حقيقة ... مللنا...تعبنا... قرفنا...
مللنا من المتظاهرين والمسلحين ومن ردعهم , تعبنا من قطع الكهرباء والهاتف والركض وراء جرة الغاز والوقوف في دور المازوت وعلى الحواجز الأمنية , قرفنا من ألفاظ المتظاهرين وشعاراتهم (المتحضرة) على الجدران, اعتصرت قلوبنا ألما وحزنا وغضبا من مشاهدة القتلى و الجرحى من إخوتنا في الأسرة السورية .
أيها الأخوة :لكل شيء نهاية , ولا بد لهذه الأزمة أن تنتهي ....كيف ؟
لقد قلت في السابق أن لا بديل عن الحوار حلا , و أكرر أن لا حل داخل البيت السوري إلا بالحوار ولكن ؟
لا بد للحوار أن يشمل الجميع تحت سقف الوطن (سورية المستقلة) ويجب على الجميع بداية أن يقر بمبدأ الحوار , ونقر أن لا أحد في سورية يلغي الآخر أو يميز عنه .
أقول : ربما يكون النظام البرلماني الديمقراطي هو الحل الأمثل للحالة السورية , في النظام البرلماني الحكومة تتشكل من الأغلبية البرلمانية وتقدم برنامجها الملزمة بتنفيذه , ورأس الدولة (الرئيس) ينتخب بالاقتراع المباشر من قبل الشعب .
كذلك النظام البرلماني يحد من الفساد والمحسوبية والمركزية , ويكون حالة صحية في الرقابة على الأداء الحكومي عن طريق المعارضة البرلمانية , فهو يضم الجميع تحت قبة البرلمان ويحتوي خلافاتهم ,
في النظام البرلماني النواب هم ممثلين عن الشعب , وسلطة الحكومة وقوة قراراتها تستمدها منه , وتحت قبة البرلمان تسن القوانين والتشريعات , وكذلك تحظى الحكومة بالثقة أو تسحب منها .
أيضا في البرلمان يظهر الثقل الحقيقي للكتل البرلمانية , والحجم الطبيعي للمنتخَبين على أرض الواقع بعيدا عن الصناعة الإعلامية ( الهوبرة) والأجندات الخارجية .
أرجوا المبادرة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تتبنى قانون انتخابات برلماني يتفق عليه , والدعوة لانتخابات برلمانية حقيقية (بعد التجربة الجيدة لانتخابات الإدارة المحلية) تضع سورية على شاطئ الأمان , لتطمئن المواطن السوري الذي يستحق وبجدارة أن يعيش حياة كريمة , بعد هذه العقود من الصمود والممانعة والتي لم تنتهي , هذا المواطن الذي عانى الكثير وواجه المؤامرات وتحمل الحصار والتقشف لسنين يحق له الآن أن يتمتع بالتجربة الديمقراطية فهو أهل لها .
وإن شاء الله ستمر هذه الأزمة بكل آلامها وعبرها , جاعلة من الشعب السوري أقوى وأصلب , بعد أن صقل وظهر معدنه الأصيل , وزادت مناعته ضد المؤامرات والمحن , وسيأتي يوم قريب نفخر بتجربتنا السورية التي أجزم أنها ستكون شعاع نور على المنطقة , وسيخلد التاريخ أسماء صانعيها .
هل رأيت أحد تحاسب على فعل خطأ قام به من تسعة شهور حتى الان
كلام جميل يريد من يسمعه