عادة ما يطبع الأشخاص بطابع معين فيقال شخص متفائل أو متشائم ، كلما قابلت شخص هذه الأشهر أما أن يقول لي أنا متفائل أو متشائم من الأحداث الجارية . التفاؤل من البعض بقدرتنا كسوريين على تجاوز الأزمة رغم كل التحديات والضغوط العالمية والتشاؤم من البعض بأننا قد نذهب للأسوء وندخل في دوامات بدأت أثارها المجتمعية بالظهور .
التفاؤل ليس ظاهرة سحرية لكنه القدرة على استشعار قدوم أحداث جديدة وتجاوز الأمور السيئة , وهو وسيلة من وسائل السعادة والأمل ما نعيش من اجله ولابد من التمسك به فالتفاؤل هو صبر وتيقن أن الأمور السيئة مؤقتة ولن تستمر وهنا توجب علينا أن نملأ الأمل بصدورنا ، ولنشحن الهمم والعزائم .
أننا على مطلع عام جديد ، ونحن كسوريين لا نريد أن نتحدى الحياة بل نريد أن نعيش الحياة ، لذا توجب علينا أن نحمل راية الأمل ونتذكر أن السعيد في هذا العالم من ليس لديه مشاكل , ولكن السعداء حقيقة هم أولئك الذين تعلموا كيف يعيشوا مع تلك الأشياء البسيطة التي لديهم ويقتنعوا بها .
ولنحسن الظن بالله وبأنفسنا فالأديان كافة حثت على التفاؤل جاء بالحديث النبوي تفاءلوا بالخير تجدوه وهناك التفاؤل بالقران الكريم من خلال قراءة سورة الفاتحة والتوحيد كل منهما ثلاثا" ، وبالكتاب المقدس تأكيد التفاؤل حيث ذكر ا ن حزنكم سيتحول إلى فرح . وما أوصلنا إلى هنا هو سوء الظن وانعدام الثقة البينية .
والتفاؤل نوعان غافل يعتمد على الأحلام والخيال، والواعي المنقذ الذي يوجهك للعمل الايجابي المثمر بعيدا" عن الأفكار السوداء .
التفاؤل طبيا" يعزز الصحة العامة وأكدت دراسات طبية أمريكية انه يطيل الأعمار ويدعم المناعة ويخفف سكتات الدماغ وجيد لضغط الدم . والتفاؤل يحمي المراهقين من الاكتئاب وان الرياضيين هم من المتفائلين وأنهم يعيشوا مع شركائهم وان مستويات الكورتيزول لديهم منخفضة .
ويقاس التفاؤل بمقياسين احدهما طبيعي يعتمد على طباع الأشخاص وتصرفاتهم ، والآخر تعليلي يعتمد على تفسير الشخص للأحداث وتسلسلها وأسبابها.
وقرأت في كتاب أن تربية النفس على التفاؤل في كل الظروف هو منهج لا يستطيعه إلا أفذاذ الرجال والمتفائلون وحدهم هم الذين يصنعون التاريخ ويقودون الأجيال .
اعتقد أننا نحث أولادنا وبناتنا على التفاؤل بالمستقبل والعمل والدراسة بحثا" عن الأفضل حياتا" وعلما" وعملا" ولكننا قد لا نكرسه بعمق كمنهج ، أنني كأستاذ جامعي أحاول أن ازرع في الأجيال الشابة التفاؤل والإيمان بقوة الإرادة والإصرار على الوصول للأهداف واعتبر من قصص أشخاص اعرفهم أو قصصي الخاصة ليتم العمق المطلوب مكرسا" فكر التفاؤل والنظرة التفاؤلية بالمستقبل حبا" بالحياة والناس والوطن ولنعمل معا" على البناء المطلوب لسورية المستقبل .هنا أدعو الأهل لتكريس المفهوم التفاؤلي عند أولادهم وكذلك المربين ومسئولي التعليم لدعم تكريسه بمناهجنا التعليمية .
وان شاء الله يحمل العام 2012 كل التفاؤل والمحبة والخير للسوريين وسوريا ، المطلوب هو التفاؤل مع العمل .
حضرة الدكتور والأستاذ المحترم رشاد مراد . مع حفظ اللقب .كم نحن محتاجون لبرمجة انفسنا على التفاؤل والسعادة . وخصوصا في هذه المحنة التي تمر بها بلدنا الحبيب سوريا . وكم نحن محتاجون لشخصيات تمتلك الجرأة على التعاطي المباشر مع الناس مثل حضرتكم . بارك الله بكلماتكم العطرة وبنفس التفاؤل الذي تزرعه فياونحن بأمس الاجة إليه
لمبكر والمعكوس ذهب رجل مسن لزيارة مريض في بلدته، وبعد أن جلس ساعة من الزمن قام واقفاً وأخذ يسلم على أهل المريض واحداً تلو الآخر ويعزيهم بوفاة المريض، وهنا سأله أحدهم هل أنت مجنون؟ أجاب المسن لا، ولكن بيتي بعيد ومريضكم لن يعيش لأكثر من أسبوع ولن استطيع الحضور مرة ثانية لتقديم واجب العزاء، ولهذا السبب أعزيكم بوفاته مسبقاً . حادثة أخرى حصلت بينما كان رجل يوزع صدقه عن روح والدته المتوفاة حديثاً وعندما ناول إحدى السيدات من فقيرات الأرامل مبلغاً من المال وفي ردة فعلها الانفعالية للتعبير عن شكره