كان هناك شخص يعمل في مجال نظافة البيئة على مدى أربعين عاما ولما وصل عمره الستين عاما طلب منه أبناءه الاستراحة وقدم استقالته ...
وبعد اقل من شهرين أخذت صحة الأب تتراجع وزاره أكثر من طبيب دون جدوى وهنا سأله احد الأطباء هل عانيت من أي مرض قبل تركك العمل أجاب بالنفي وهنا نصحه الطبيب بتجربة العودة إلى عمله ومراقبة صحته وفعلا عاد الأب إلى مهنته التي اعتادها على مدار أربعة عقود واخذ يسترد عافيته تدريجيا
وهنا يمكن للإنسان أن يقارن عند دخوله إلى محل عطور أو منجم فحم فيحسد الأول ويشفق على الثاني وكذلك إذا دخل حيا قريبا من مجمع للتخلص من النفايات او حيا آخر واقع بين حدائق جميله ومزروعة بالأشجار والورود والرياحين فأن الإنسان يشفق على سكان الحي الأول ويتمنى أن يعيش في الحي الثاني ولكن الواقع ان من اعتاد تدريجيا على رائحة وأجواء ومناظر بذاتها تغدو تدريجيا عاديه حتى لو كانت سلبيه وكريهة ومن يأتي من الخارج يشعر بالفرق إلا أن من اعتاد عليها يحسها طبيعيه وعاديه ولو أن شقة بها تنفيس بسيط من أنبوبة غاز المطبخ تختلط مع هواء الغرفة تدريجيا فأن سيدة البيت لن تشعر برائحة الغاز ولكن من يدخل باب الشقة يشم رائحة الغاز وعند سؤال سيدة البيت فان الغريب انها لا تشم رائحة الغاز الذي كان استنشاقها له تدريجيا فغدت رائحتة عاديه بالنسبة لها
وكذلك الأمر بالنسبة للأصوات المزعجة من مصانع وكسارات أو من الساكنين قرب المطارات ويسمعوا هدير الطائرات فان هذا الأمر مع الوقت لا يشكل إزعاجاً لمن اعتاده أما من تعود على النوم في أجواء هادئة فانه لن يتمكن من النوم بينما أصحاب البيت يغطون في نومهم لأنهم معتادين على النوم مع وجود هذه الأصوات وعليه فان قدرة الإنسان على التأقلم تكون صعبة في بدايتها ومن اعتاد حياة الفقر وانقلبت حياته الى رفاهية فانه يواجه صعوبة مضاعفه عدة مرات عن إنسان كان يعيش حياة رفاهية واضطر الى عيش حياة الفقراء وهي جميعها امور نفسيه وقابلية للتأقلم مع المحيط المعاش