في عقول ونفوس البعض يوجد بناء عشوائي مكون من حجرات ضيقه مظلمة لا ترى النور وصاحبها مسرور أنها في مأمن وهو مرتاح إلى البناء العشوائي نصفه مهدم الجدران أو بدون سقف ونصفه الآخر بلا أبواب ولا شبابيك ...
وهذه الفئة راضية بما لديها من نصف او ربع ثقافة او جهل مطبق ولكن لديهم الكثير من حجرات الأنانية والطمع والضمير المطاطي الأسود ويعتبرون أنفسهم قمة في العلم والمعرفة والثقافة ولهذا يحسبون أنفسهم على خانة مالكي الوعي المميز وعندما يخاطبون العامة يجدون مصفقين ليس من مؤيدي الحق والعدل بل لمن تتحرك ألسنتهم بالحمد وأيديهم بالتصفيق على وقود يتم شحنه في الجيوب المحتالة وليس المحتاجه
وحال هذه الفئة في تحليل الواقع والتفاعل معه حال طالب فاشل يسلم ورقة فحص الرياضيات بيضاء أو يحل إنصاف المسائل الرياضية ولا يتمكن من إكمال خطوات الحل ويتباهى انه أول من ينهي الإجابات على أسئلة الامتحان وأول من يغادر القاعة حتى ان المراقب البسيط ان كان لا يعرفه يتبادر الى ذهنه انه أمام إنسان عبقري ويفترض إرساله في بعثة دراسية على حساب قوت الشعب للاستفادة من قدراته الخارقة مما يساهم في تطور المجتمع إلى الإمام ومن الممكن ان يتم إرسال أمثاله على حساب الدولة في بعض المجتمعات اذا كان ذويه من النافذين أو المتنفذين, ولكن وبعد الخسارة التي تتكبدها الدولة من حساب موازنتها وعلى حساب نوابغ فعليين يعود النابغة وقد أجاد تكرار بعض الجمل بلغة أجنبية حتى يصاب بالدهشة من لا يدري ما وراء الأكمه وان النابغة عاد يحمل شهادة ولكن مزوره وقضى سنوات المنحة الدراسية في الاستمتاع بوقته ليلا والنوم نهارا والنتيجة أن من أرسله كان من أصحاب نفوس وعقول الحجرات العشوائية ولن يتأخر عن منح النابغة منصب يستحقه وسيارة وبيت وراتب محترم ليحكم ويتحكم من دون علم ولا معرفه مما يساهم في تطور المجتمع ولكن إلى طريق الهاوية