تأتي من مدينة الهذيان.. صامتة جوفاء عذراء تنحني كل يوم..لتودع عذريتها بخير و تسقط شهيدة الفقر و اللوعة..
.تأتي بسكين القدر لتلعن اليأس ،و تمطر شهباً بيضاء لا تمس أرض الطيبة و الرحمة، تذهب لجحيم الحياة
لا تعرف داراَ و لا حرية درب.... ترنو إليها نظرات أمة شربت الخمر و ارتعشت الذل وشبعت إهانة و سكراً ...
شبعت ديناَ و خوفاَ من أمم قبّلت أقدامنا قبل أن تنهض من التراب....و نحن نقف بصمت جارح أمام هذا و ذاك ليكون الإنسان هنا في مملكتنا حفنة تراب لا تزن وزن فأر من فئران الغرب..هكذا يعتقدون ....،
و يا لأملهم الأعمى في غسق الماضي و هو يلبي طموحات أمة تصرخ لأسفل الجحيم و تنادي باسم الحرية أنتم فئران الأبدية.... إن كان نداؤكم صراخاَ فنداؤناَ أفعال رجال قاسية تُدمع العين وترمي سهام الحضارة إلى قلوبكم...
لتعلموا أن القدر وجد لنا و الحياة لنا و الحرية لنا و يبقى لكم الجحيم و الذل...نحن أبناء يعرب إسلامنا التسامح و الغفران
و أرضنا الطيبة و الخير نصرخ متى نشاء و نحب من يحب الله فعند الله نجتمع غداَ و من أجله نرفع أيدينا لنصلي لقدسنا و حريتنا ...
لنصلي لعراقنا و موتانا لنصلي للتسامح نريد حياة متسامحة كريمة النعم تمتلئ أملا و حبا للأرض التي وجدت لنا ...
أجدادنا يُمزقون بقبورهم و نحن هنا نبقى كل يوم كما كنا قبل ألف يوم...لا مستقبل لحاضرنا و لا ماض لحاضرهم
لا أمل لوجودنا ولا صبر لوجودهم...أمم تتعانق و نحن نتقاتل و نتذابح..منذ قريش و أسيادها إلى صدام حسين و لبنان
و حروبها السوداء و تقسيم السودان و الربيع العربي المزعوم...و هاهي قضية فلسطين قد ملأت ذاكرنا إرهابا و قتل
و تشرد ..تحت لواء شعب الله المختار يذبح أطفالنا منذ ثلاثة و ستين عاما و قضيتنا تملأ الغبار في مجالس الأمم
و جامعة الدول العربية عارية ترسم حدودنا على الرمال... حينها نتمنى من الله أن يرسل ريحا تذهب الحدود إلى بعيد...
ولكن عبثا ننتظر...
إن أهداف الجامعة العربية لا تريد من الدول العربية أكثر ما تريده أميركا و دول الغرب المتمثلة بالفكر الصليبي و الماسوني و التي زرعت إسرائيل في وسط الوطن العربي لتكون كالشوكة في حلق الوطن العربي ....و في النهاية مساهمة جميلة و صور أدبية رائعة