syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
غياب الحراك الشبابي عن الجامعات ... بقلم : ريم عزام

عندما كانت ربيعات الشباب الجامعي، وأفكاره النابضة بالحياة وروحه المتمردة.. قصصاً نسمعها من آبائنا


 كان الوهج الذي يحتضن هذه الحكايات يتقد في المخيلة محرضاً على التفكير بذلك المستقبل مسرعاً الخطى، للوصول إلى مرحلة يسودها العمل الشبابي المشترك في نواحيه السياسية والثقافية والذي لم تكن تنقصه، بالنسبة لمن عايشه سابقاً العراقيل والصعوبات، إلا أن التحدي كان كبيراً، ومدفوعاًُ بشحنة إيجابية من حركة الواقع آنذاك.

 

لكن ما إن وضعنا نحن أقدامنا على عتبة هذا الواقع الحلم، حتى لفحتنا برودة المكان. فهناك حالة من الشلل، أثقلت خطواتنا وحدَّت من جموح الفكر، ليصبح كل ما حلمنا به طي النسيان. فهل خدعنا آباؤنا إذاً،  أم أن المكان أصبح محاصراً لسبب أو لآخر؟. وبما أني أسلم أن أباءنا لم يخدعونا إذاً فماذا حل بالمكان؟.

 

أو دعونا نتساءل: هل غاب الشباب عن الحراك، أم أن الحراك هو من تغيب؟ إذا كان هناك مرحلة يمكن من خلالها وصول الفكرة إلى بر الواقع بما يرفد حركته ويغنيه، فهي مرحلة الشباب. وبما أن مرحلة الشباب الجامعي تمثل عمراً مهماً  منها، فالحراك الشبابي في هذه المرحلة تحديداًَ ضرورة لتطوير مجتمعنا، إلا أن آثاره الفعلية اليوم بالكاد مرئية، تفتقد التواصل الفكري وتبادل النقاش من خلال حلقات حوار. وإذا وُجدت تكون بصورة حلقة مغلقة يغلفها التمويه، خشية أن يتجاوز الحوار خطاً غير مسموح به فيصبح عندئذ رهن الاعتقال.

 

وإذا بحثنا عن نشاط سياسي فقد لا نجد أثراً واضحاً، فإقصاء الشباب عن العمل السياسي لفترة طويلة خلق فجوة بينهم وبين السياسة، وأصاب تفكيرهم في قضاياها بحال من العطالة. حتى طرح التساؤلات وإبداء وجهات النظر في مضامين سياسية، وكل ما من شأنه أن يثير جدلاً ويترك الباب مفتوحاً للحوار، غاب عن أوساط الشباب مخلفاً حالة من الركود ألقت بثقلها على واقعهم الثقافي والاجتماعي.

 

يفتقد الشباب حتى الرغبة في خلق حالة ثقافية، كالمسرح الجامعي الذي يفترض أن يكون الصوت الحي، المكان الذي يستطيع من خلاله الشباب تفجير طاقاتهم والتعبير عما يجول في أفكارهم من أحلام وطموحات.. لم نعد إذاً نقوى على التعبير، لم نعد نحلم.

 

أوصلنا إلى هذه الحالة الركود الفكري، حتى إذا ما صادفنا ملصقاً لأمسية شعرية  أو ندوة ثقافية، أجبنا بالابتسام وتابعنا طريقنا دون أن يترك ما صادفناه أي أثر لقيمة ثقافية أصبح الشباب لا يعترف بوجودها أساساً. فالنشاط الثقافي في الجامعات لا يتعدى كونه محجوزاً في إطار ضيق محصوراً في قوالب جاهزة تفتقر روح الإبداع وتديره هيئات إدارية تعتمد أسلوب المركزية، دون أن يكون له صلة بواقع الشباب، أو بخلق حالة من التفاعل وتبادل الآراء.

 

فإذا كانت هذه سمة واقع الحراك الشبابي خلال سنوات مضت..واقع من دون حراك. فاليوم وبعد أن تفتح الربيع من جديد لكن بعطر أقوى فاح شذاه في عقولنا وفي شوارعنا،  فهل سيسهم هذا التفتح الشعبي ببث روح الحياة في وسط الشباب الراكد.لنخبر أبناءنا فيما بعد عن واقع عشناه في جامعاتنا ينبض بالحركة والحياة ويتقد بروح المغامرة والتحدي وحب الوطن، حتى يحتضنهم دفء المكان عندما يضعون أقدامهم على عتبته.

 

2011-12-31
التعليقات
طالب ماجستير
2012-01-01 23:45:54
الخوف
مقال رائع, أخشى أن يكون شباب الجامعات غائبون أيضا عن هذه الكلمات, نتمنى أن يكسر الشباب الجامعي حاجز الخوف و أن يقودوا الشارع لأنهم الأقدر على ذلك مع احترامنا للجميع...

سوريا