هناك في الأعالي حيث يقفُ جبلُ قاسيون شامخاً على مرِّ العصورِ والحُقب ...رأيتُها وقد بدا على مُحياها التعب ...!لأولِ مرةٍ في حياتي أراها حزينة ..فوجهها المضيء أملاً وحباً وحناناً وصفاء...قد بدا لي شاحباً ...
عيناها الوادعتانِ اللتانِ تنطُقانِ بالحنان .....تبكيان...!!؟. آآآآهٍ وألفُ آآآه ....من ذا يقاومُ دمعها ونحيبها من ذا يُلّوِّعُ قلبها ...؟!!.حينَ اقتربتُ إلى سفحِ الجبل أصختُ سمعي جيداً فسمعتُها تدعو بصوتٍ متعبٍ .. (.يا خالقي ...يا من زرعت الحُبّ فينا والأمل ..ارحم صغاري واحمهم... فجميعُهم من فؤادي قد أتَوا..من حليبٍ طاهرٍ غذِّيتُهم ..بالمآقي صُنتهم وحميتهمْ حتى غدوا أحلى شباب ...شامةٌ أبناءُ قلبي في الدُّنى يا خالقي لا تزرهم للصعاب ...وأعدهم يا إلهي للصواب أجمع إلهي شملهم وارحم إلهي من قضى منهم وغاب ...وأعد لهم يا ربِّ بهجةَ يومهم وسكينة ليلهم ..لا تكلهم للعداوةِ والقساوةِ واهديهم حسنَ مآب ..)
يا أيها السوريون يا أبناء بلدي الحبيب العريق العتيق العزيز المنيع .....لا تطيلوا بكاء أمكم الطاهرة سوريا خوفا عليكم ولا تخيبوا أملها بكم ولا تتفرقوا فتفشلوا وتذهب ريحكم .. فالقوةُ يا أعزةُ بالجماعة وقد كنتم في أمسكم أحلى نسيج ..أطيافكم كانت تُزينُ الكونَ بتعاضدها بتماسكها وتآخيها ماسةُ الشرقِ كنتم ببهائكم بصفائكم بحنانكم وسخائكم الذي لا يعرفُ حدودا فتعالوا ......تعالوا أيها الأحباب معا إلى حضن الحبيبة ..ولنتفقْ.... فقلبُها يا إخوتي من حُزنها ......
قد يحترِقْ ....................