syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
الوجع الأكبر ... بقلم : مريم توفيق رجب

الوجع الأصعب....


كنا نشاهد الشاشات من قبل ونرى أعمال عنف وإرهاب في مختلف أنحاء العالم تدمر وتقتل أبرياء ونقول من المستحيل أن نرى هذا ببلدنا أم اليوم فالحزن ينخر مفاصلنا والعبث بالأرواح يُدمي قلوبنا وبلدنا كل يومٍ غارقٌ بدوامة دم انتشرت بكل أجزائه لكن ما طالعتنا به نشرات الأخبار قلب صباحنا إلى ليل أسود جمّد الدم في أوردتنا و سكب العبرات من أعيننا...لا نصدق ما نرى أهو في عاصمة الأمان في دمشق !

 

لقد وصل الكفار إلى قلب إيماننا ليفجروا أحقادهم وضلالهم... لقد جاء أعداء الإنسانية إلى حضنك يا شامنا و حولوا ياسمينك أشلاء و جثث ...ما حدث اليوم أكبر من أن يعبر عنه بكلمات وحروف عابرة...ما حدث لم يزعجنا فحسب بل دمرنا و أقتلع من صحوة أملنا حلما وأسقطنا بخيبات لا تخبو......

 

يفجرون أناسك يا دمشق .....لقد سرقوا ضوع الطيوب من عبق ترابك وزرعوها متفجرات ودخان ونار ..قتلوا الأطفال والشيوخ والكبار واستهدفوا الأمن والأمان...ماذا نقول ؟ وما نفع الحروف حين تصعق الأقلام ذاهلة من حجم الكوارث !

 

ذُهلنا من وقع ما أصابنا وما زالت الصور التي لا نستطيع أن نراها لهول مأساتها وحجم ألمها أكبر دليل على وجود بشر تركبهم الوحوش وتسيرهم انفعالاتهم اللامنتمية إلى صنف محدد من المخلوقات التي تحيى في عالمنا... أحقاً كلمة وحوش تليق بهم أم أنها تسيء للوحوش حين تقال لهم ..لا ندري ما نصفهم وبأي الصفات ننعتهم فبجرائمهم النكراء التي اغتالوا بها الوطن اجتازوا حدود التعبير عنهم لأنهم ليس منا نحن البشر ولا ينتموا إلا لذواتهم الدونية ...يا من جئتم لتغزوا مساماتنا وتسمموا هوائنا وتقتلعوا جذورنا بعد أن قتلتم أبرياء شعبنا أرحلوا عن أراضينا وأذهبوا بعيدا عنا فأهلنا ليسوا صفقة للمتاجرة بدمائهم وأثيرنا لن يكون به إلا الأوكسجين وذرات تراب بلدنا للشرفاء حصرا ........

 

لأرواحكم أيها الغوالي الطاهرين الأبرياء يا من كنتم فاجعتنا الأكبر ومأساتنا الأوجع يا من غَدر بكم الشر واستباحكم الشيطان...

لكم كل الرحمة و لنا ولأهاليكم وذويكم و كل أفراد شعبنا السوري كل الصبر على الشدائد التي عصفت بنا وهزت قلوبنا و جرحت ونكلت بمشاعرنا...

 

2011-12-29
التعليقات