syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
أكره الحرية ... بقلم : مراد اسكندر

لم أمارس يوماً الحرية, وقالوا لي إن الإنسان عدو ما يجهل, فهل أكرههم؟ لا بل أكره الحرية.


أنا مقموع ابن مقموع ابن مقموع, فمنذ أيام الجاهلية و أنا أحاول قول ما أعتبره الحق, ولكنّ الزعماء و الخلفاء و الشيوخ و الرهبان و الأئمة الصالحين و غير الصالحين و أبي و ابن خالة زوج عمتي يغلقون فمي و يقولون لي إن الحق ما نراه نحن حقاً, لم يدركوا أنهم لو سمحوا لي بالكلام لربما وافقتهم الرأي. هذا تراثي فهل أكره تراثي؟ لا بل أكره الحرية.

 

 سألتني مرة "ما تسمى" حبيبتي: هل ستتزوجني؟ فقلت لها:أ أصابتك لوثة عقلية؟ فهجرتني, فهل أكره حبيبتي؟ لا بل أكره الحرية.

 

ذهبت إلى بلاد يقال إنها اشتراكية, عندما سمعني هناك أحد رجال الأمن أحدث نفسي بأنني لا أرى في هذه البلاد شيئاً من الاشتراكية زجّني في أحد السجون الضخمة وفيه تعلمت تماماً ماذا تعني الاشتراكية, فهل أكره النظم الاشتراكية؟ لا بل أكره الحرية.

 

فكرت مليّا و ارتأيت أنه عليّ بالدول الغربية الرأسمالية, و لسخرية الأقدار فإن رجل الأمن الأنف ذكره له نظير يعمل نفس عمله و لكن في دولة رأسمالية, قرأ أفكاري و عرف أنني أعرف أنه و أصحابه اخترعوا  ال "بن لادنية" و أنه و أصحابه اخترعوا "ما يسمى" الدولة الإسرائيلية, و على الفور بعث إلى الخياط ليفصل لي بدلة برتقالية, فهل أكره خليج غوانتانمو و النظم الرأسمالية؟ لا بل أكره الحرية.

 

2012-01-02
التعليقات