في حي الأشقاء
في احد الأحياء الشعبية التي يسكن فيها الشقيق بقرب الأب والابن بجانب العم والخال والخالة كانت مجموعة من الأشقاء المتجاورين لا يطيقون رؤية بعضهم مع أن دمهم واحد ويحملون نفس اسم الأب وأمهم واحده وليسوا أبناء ضره وكان التفاهم والحوار الهادئ بينهم معدوم والتفاهم بينهم بالحجارة والعصي والمصارعات الجسدية
في الشوارع وفي الأزقة بين البيوت وبعد أن يعمل الجيران من الأقارب بفض الاشتباكات ينسحب كل واحد إلى بيته لتتحول المعارك إلى داخل البيت بين الاب والام والاشقاء ويتم تكسير الكراسي واسرة النوم وأدوات المطبخ ولا يبقى صحون ولا كاسات وتحضر دورية الأمن لسحبهم جميعاً الى مركز الشرطة وتحويل المصابين إلى المشافي وتكون هذه فترة هدوء إجبارية لان المتعاركين موزعين بين المشافي والنظارات وأصبح هذا النهج في البلدة أمراً مألوفاً وتوقف الناس عن التدخل لأنه أصبح منظرا عادياً حتى ان دوريات الشرطة شعرت بالملل من متابعة معاركهم التي لا نهاية لها في الأفق وفي حال كانت نتائج العراك رضوض وجروح بسيطة لا يعيروها أي انتباه إلا في حالة وصل قسم منهم إلى ما قبل قبضة ملك الموت بدرجة واحده واحتاجت جراحه لعملية في المشافي
والسؤال هنا هل يمتلك أي من هذه أفراد هذه العائلة عقل موزون وأي حياة ينعمون بعيشها في الصراع الخاسر لأنه لا يوجد منهم من هو رابح فالجميع خسر حياة طبيعيه وتعرض للأذى والألم الجسدي وتسبب لشقيقه بشيء مشابه وفي حال امتدت أيديهم ومعاركهم لتنال من مراكز الأمن والمستشفيات ومرافق الخدمات العامة فأن الضرر تجاوزهم إلى الإضرار بباقي الناس وأي حرية يمكن منحها لمثل هذه الفئات الغرائزية المملوؤة بالحقد والغباء وانعدام التفكير
أين الحب ياأخوتي أين الدم السوري الذي يجري بعروقكم وعروقي كيف لكم ان اهون عليكم وقد كنت وكنتم معي دهرا عشنا معا وتربينا معا واكلنا من نفس الأرض المعطاءة وشربنا من نفس النهر النقي كيف لكم ان تنسوه وتنسوني وينقلب الحب في قلبكم كرها ان كنتم كرهتموني وكرهتم وطنكم فسأبقى ووطنكم نحبكم وننتظركم لأني اعلم ان الأصل فيكم سيعود بكم الي