عندما تموت الأشجار او تقطع أغصانها او تجف أوراقها يصيبها الجفاف وتفقد المرونة حتى تجف نهائياً وعندما يحرقها الإنسان لا ينبعث عن احتراقها دخان كثيف ..
أما الأغصان الخضراء فأنها تقاوم الحرق والدخان المنبعث عن محاولة حرقها يكون كثيفا وتنبعث منه روائح كثيرة وعندما تقتلع شجرة من أرضها وتفصلها عن جذورها او تقطع الغصن عن أمه فأن المصير هو الموت وموت الشجرة يكون بجفافها أما القلوب النابضة الحية والنفوس العامرة بالحب والمشاعر الإنسانية تماثل الأشجار الخضراء اليانعة المثمرة والنفوس الخالية من المشاعر الإنسانية تشبه حطب الشجر الفاقد لمقومات الحياة و الشجر يجني عليه الإنسان..
أما الإنسان المملوء بمشاعر الحقد فهو حطب ينقل عدواه وجفافه إلى غيره ويكون السبب في حرق الأخضر واليابس وتدمير كل ما هو إنساني وايجابي ويوقف عجلة التطور الحقيقي ومن ينشغل بتنفيس أحقاده ويمضي وقته في الإضرار بالآخرين وعرقلة حياتهم الطبيعية واستغلال مآسيهم واللعب على جراحهم ويجد من يسانده ممن لا يضيرهم لحس المبرد الذين يواصلوا لحس المبرد حتى وهم ينظرون إلى الدماء تسيل من ألسنتهم ويغمضوا أعينهم حتى لا يردعهم منظر الدماء النازفة من ألسنتهم عن إكمال الشعور اللذيذ من لحس المبرد
ويغيب العقل في لحظات النشوة ولا يستيقظ لاحس المبرد إلا وهو على سرير المشفى إن كان قد تبقى مشافي بعد أن تدمرها الأيدي ألاثمة العابثة ويغدو عاجزا عن النطق او الأكل او الشرب او الكلام وقواه خائرة ولسانه عاجز عن التعبير عن الألم لان المتألم هو اللسان العاجز عن التعبير فيصدر عن لاحس المبرد همهمات لا يمكن للمستمع ان يفهمها ولكنها محاولة يائسة وبائسة للتعبير عن الم جلبه لنفسه عندما انجرف وراء الحاقدين في منزلق الفتنه لان الحقيقة المرة أثبتت ان جر برميل فارغ بخيط سهل جدا ويثير قرقعة عالية وجر برميل مملوء صعب جدا ولا يثير أصواتاً ولا قرقعة وهذا حال عقول البشر ان كانت فارغة أمكن تعبئتها بأي شيء وان كانت فارغة من السهل جرها حتى لو ربطت بذنب فأر