syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
لفت انتباه ... بقلم : مريم توفيق رجب

حين مشيت في شوارعنا شيءٌ غريب الآن ومألوف من قبل أستوقفني وتوقفت لأتأمله هل حقاً ما أراه     صحيح !


صميم الوطن غارق بالأسود والحزن يلف كل قلبٍ فينا قبل أن يعتم جدران بيوت انطفأت البهجة منها وامتد الألم ليصل زوايا أصغر تفاصيل الزمان الذي يمرّ ويمضي بنا...هل أصابت غشاوةٌ أم طمعٌ قلوبَ الكثيرين من أصحاب المطاعم والفنادق ليملؤوا الشوارع إعلاناتٍ ترّوج عن مطرب أو فنانة معلنين احتفالهم بعيد رأس السنة بكل ثقة متجاهلين حرقة الأمهات بقلوبهم ووجع الزوجات في أرواحهم ويّتم الأطفال في دموعهم وأهات الأصدقاء بافتقاد أحبابهم ...أحقاً تتجرد النفوس عن الواقع بهذه الطريقة المفجعة لتغدو المادة هي ما تحكم البعض لتصبح الهاجس الأكبر في الحياة ..كلنا نعلم بأن الحياة ستستمر ولن تقف عند أحد أو تنتظره ليعود والأحياء أبقى من الراحلون ولكن ما زال وطننا مجروح وجرحه ينزف كل يوم رياحين و ورود بعمر الربيع..ما زلنا بحداد نفسي على من مضى أحقا لا يستحق الوطن الذي هو كل أهلنا وأصدقائنا أن نحترمه ويتحرك فينا واجب تجاهه!

 

أعلم تماماً بأن الكثير يقولون بأن هذا مورد رزق ومن أين سيعيشون! لكن ألا يستطيعون متابعة حياتهم ومطاعمهم بدون صخب سيؤذي الوطن لأننا جميعاً تحت وطأة الفقدان ويمسنا من الجرح لمشاعرنا أكثر ما سيمس من فقد عزيز أو غالٍ......

 

أذكر منذ سنتين تقريباً حين غزة بفلسطين أصابها ألمٌ توقفت كل الحفلات حزناً على ما حدث هذا بفلسطين أما نحن ففقدنا أهلنا وأناسنا ألا يستحق أهلنا أن نكون أوفياء لذكراهم ونحترم أرواحهم قليلا بالدعاء لها بدلاً مما سيقام من حفلات وسهرات وألمع الفنانين النجباء حتى وإن أعلن بعض الفنانون بوقف حفلاتهم إكراماً لأرواح الشهداء الذين ذهبوا ضحايا التفجير ما زلت أتساءل هل كانوا في غفلة عن الدم الذي فاض به الوطن قبل التفجيرات؟

هل أبالغ حين يدهشني ما رأيته ؟

أرجوكم لا تجرحوا الوطن أكثر....

 

أتمنى أن يرزقنا الله بعام أكثر سعادة ويبدل أحزان السنة التي مضت بخير كبير على كل شعبنا وليزرع الله السكينة بقلوب الجميع ويبعث الطمأنينة حتى نستمر بالعيش رغم كل ما مّر و سيأتي

وكل عام وأنتم وطننا.....

2012-01-08
التعليقات