شيء غريب رافق معظمنا في تلك الليلة المختلفة عن سابقاتها.. شيء أقرب للحزن على وطن يخسره الجميع. لكن هذا لم يمنع معظمنا من القيام بجولته التلفزيونية عله يخفف هذا الحزن.
الجولة لم تختلف كثيرا عن سابقاتها.. نفس البرامج والوجوه.. جوائز وفنانين مسابقات وتوقعات لكن ما استوقفني مشهد لم استطع تبرير وجود كل من بطليه 'علي الديك'و 'نانسي زعبلاوي' على تلفزيون الجديد اللبناني. وكوني لم أجد سوريين على قنوات لبنانية أخرى والتي كانت سهراتها تفوق سهرة الجديد تكلفة وتنوعا" بضيوفها وفقراتها الترفيهية بشكل واضح، استوقفني الأمر قليلا". ضحكات وابتسامات فنانينا لم تغب طوال السهرة وهذا ما استفزني فكيف استطاع كل منهم أن يطلق ضحكاته ووطنه غارق في الأحزان والمآسي؟ الم تخجل ضحكاتهم من دماء شهدائنا -المدنيين والعسكريين- الذين تحولوا بعضهم لأشلاء في كل من حمص وحماة وإدلب ودرعا وريف دمشق؟ لم استطع أن افرح معهم ولم استطع أن أضحك لضحكاتهم. وضعت نفسي مكان كل سوري معارض أو موالي مع أو ضد.. لم استطع !!
ضحكاتهم كانت كاذبة وجوهم كانت سوداوية شيء مخيف كان يعبث بعقولهم لم أفهمه. لم أرى سارية بعيونهم التي كانت تشع فرحا" بشكل مرعب وحسين كان غائبا". وقتها كانت سوريتهم تتناقص شيئا" فشيئا" حتى اختفت! وقتها عيني ما استطاعت أن ترى رؤوسهم مرفوعة كما كانت! وأصواتهم أحسستها لأول مرة نشاذ يؤذي أذني! اخترق صمتنا قوله بخيبة: "كل مره هالسوريين بيبهدلوا سوريا وأهلها لكن مو عيب يطلعوا يحتفلوا بهالظروف؟" ابتسمت عجوز بيتنا قائلة له: "ولك ابني.. هدول بهدلوا حالون.. سوريا دايما" راسها مرفوع.. سوريا ما بتتبهدل"
ملاحظه: كلامي ليس تجريحا" ولا انتقاما" ولا كراهية لأحد .. كلامي قاله كثير من السوريين، كلامي من سوري لسوري ويجب على أصحاب العلاقة سماعه.