ها أنت ترحلُ .. يا عامًا
أمضيتُ بهِ – ربما – ألف عامْ
يا عامًا صعبًا .. وثقيلاً ..
سامتنا فيه الأسقامْ
فالموتُ تداعى .. واستشرى
والقتلُ تنامى .. بل .. أَضرى
يا عامًا مرَّ .. ليدهسَنا
وليدهسَ أشياءً أُخرى
يا عامًا .. مُرًّا .. وحزينًا
صنعوه لنا .. حاكوه لنا ..
كسروا سارية الأحلامْ
زرعوا في الروحِ الألغامْ
وأعدّوا العدّة كاملةً
لبلادٍ تَفنى .. وتُزالْ
وكيانٍ يبقى .. ويُقامْ
نهبوا في بابلَ تاريخًا
خلعوا أبواب الأهرامْ
وضعوا التابوتَ على المئذنةِ
وصلبوا صوت الأجراسْ
هل هذا فعلٌ بشريٌّ ؟؟؟
أم حقدُ عدوٍّ خنّاسْ ؟؟؟
في برك دماءٍ ممتدّة ....
من أقصى الوطنِ .. لأقصاه
أغمس إبهامي كي أبصمَ
بصْماتٍ .. فوق الأعلامْ
يا عامًا عبر لياليهِ ..
طالت أيام الشدّة
فلتمضي هيا .. ولترحلْ
عنا يا بئس الأعوامْ
ها أنت اليوم .. سترحلْ ..
ولنفرحْ بقدومِ الآخرْ
فلعل القادم .. أحلى
ولعل القادم .. أجملْ .