لم يكن ليبحث عن علاقة عابرة... كما أنه لم يكن ليبحث عن ذلك الحب الذي نوهم أنفسنا بوجوده ليصبح زواجاً..
ربما كان قد تاه فيما يريده أساساً من هذه الحياة... لقد تاه في فهم الأنوثة ليجد نفسه باحثاً عن أنوثة صادقة كالرجولة تعي ذاتها وتتعرى منها في لحظة استثنائية تستوي فيها تلك المفاهيم التي صنعها وباقي الرجال على مر التاريخ ومازال يشكك بصحتها...
كانت البداية شبيهة بتلك الرصاصة التي تقتلك دون أن تسمع صوتها... فلم يحدث أبداً أن تم إعلان الحب وإسقاط الأقنعة بتلك القوة و بذلك الصمت... كان كل شيء أشبه ما يكون بإعصار ساكن يصعب استيعابه..؟؟!! المعاني الكبيرة تؤرق صاحبها وأحياناً عندما تتخطى حدود الفهم تعاديه... فبدأ يحاربها وهو لا يعلم أنه كان يحارب نفسه..
حين شدها يوماً إلى صدره وقد حركه ذلك الجوع العاطفي المتقد في أعماقه كرغبته في الحياة أدرك -كحقيقة الموت- أنه وجد ضالته.... لكن وكخوفه من حتمية تلك الحقيقة في وضع حد لرغبته المشروعة في الحياة بدأ يهرب منها.....!!
هل من المعقول أن حياتي وأفكاري بأكملها ليست إلا مجموعة من إشارات استفهام وتعجب...؟؟!! كان مضطراً إلى إعادة النظر في كل شيء وأول ما راوده صورة أنثاه الذكر... نعم لقد اكتشف أنه كان يحاول طيلة حياته أن يرسم صورة أنثى لم ولن تكتمل فهي محض خيال...
حب عميق غامض كسواد الليل التهم أعماقه ولم يستطع قبوله أو حتى فهمه... كان خائفاً من مساحاتها، فهو يدرك كم بإمكانه أن يبتعد في أفكارها الغريبة التي أحاطت به وغمرته كالبحر... ليجد نفسه بلا حدود ضعيفاً متذبذباً يهزه إعصار ذلك الحب الساكن ويقتلع أفكاره... يهدد مبادئه... يفقده القدرة حتى على التعبير بشكل طبيعي.
لم يذق معها طعماً للراحة.... فبقيت نائمة في أحلامه... مرسومة في خياله... لكنه لم يستطع أن ينطقها بكلماته وأفكاره.... فلم يستطع أن يبرر لها أصغر الأمور... وكان كل شيء أمامه موسوماً بالشك القاتل..
وفي كل يوم جديد كانت تزداد قناعته بعجزه عن فهم نفسه... مئات التساؤلات كانت تمنعه من الاستسلام... هل المعاني تحتاج إلى فهم عندما تكتمل؟!...هل من ضرورة لامتلاك القدرة على التعبير عن المشاعر أم أن امتلاك المشاعر يسكت كل ضرورة أخرى...
بينما كان يحاول إعادة فهم الحياة توقف ذلك الإعصار الساكن...
استيقظ من نومه... توقف كل شيء... لكنه... بقي يشاهد تلك الرؤيا وهو مستيقظ؟؟!!!!
حزيران 2011
رائعة.ربما امتلاك القدرة على التعبير عن المشاعر أهم من المشاعر ذاتها ....
لم أنشر هذه الخاطرة يوماً إلا لأصف عالمي الداخلي معتذراً من نفسي أمام كل من يعرفني... لم أكن بالتأكيد لأتورط في وصف عالمك الداخلي من جديد... نصيحتي لك كفي عن محاولاتك الاتصال بي فأنت تضيعين وقتك وتثيرين اشمئزازي... حاولي مع رجل لا يعرفك