syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
من لا يحب من ولدته ... بقلم : ماجد جاغوب

علاقة الحب والحنان والعطف المتبادل بين الابن وأمه تبدأ من جانب  الأم من لحظة حملها بالابن جنيناً فهي تحرص في أكلها وشربها ونومها على أن لا تتسبب له بالأذى وتحيطه بعد الولادة بالرعاية القصوى وتؤمن له الدفء والنظافة والغذاء..


وتبقى حريصة عليه وعلى مصلحته حتى وهي تلفظ أنفاسها حتى ولو كان الابن عاقاً فأن حبها لفلذة كبدها لا يحتمل أن يصل بها لومها وعتبها عليه وإحباطها من مسلكيته معها على أن تغضب عليه حتى بقلبها أو بلسانها ولا تسمح لأي كائن بفعل ذلك حتى لو أن  قلب الأم على الابن انفطر وقلب الابن على الأم من حجر فالأمور تأخذ منحى عدم التعامل  بالمثل من جانب الأم حتى لو كان الابن قد مارس بتصرفه معها أسوأ تجسيد لنكران الجميل لمن حملته وأرضعته واعتنت به ومن هنا نكتشف اتساع قلب الأم وقدرتها على تحمل المعاناة  من الوقت الذي يسبق  لحظة ولادة الابن  حيث تحمله في أحشاءها كأي عضو من مكونات جسدها وتتحمل ألام الولادة وتكريس وقتها لسنوات طوال لترعاه وتحافظ عليه حتى من النسيم العليل

 

ولكن مع كل أسف هناك من بني البشر من تعميهم مشاغل ومغريات  الحياة مع تدخل الضرة المعنوية وهي زوجة الابن التي غالباً ما تميل العلاقة معها إلى الندية والكراهية وجدل خيوط  المؤامرات لقلب الابن على من ولدته

 

وإذا كانت الأم الكبرى هي الوطن والعائلة هي شركاء الوطن فلماذا لا يكون الإنسان على درجه من الوعي في التعامل حتى يرد جزءاً من جميل الوطن وان يحرص على شركاء الوطن لان الأوطان تبنى بالحب والتسامح والتعاون  وتهدم بالحقد والكراهية والتصارع ولينظر الإنسان إلى عائلة صغيرة تسود علاقات مكوناتها الألفة والمحبة والحرص والتعاون وعائلة أخرى تكون  العلاقات بين مكونات العائلة نقيض العائلة الأولى فهل سيجد أبناء العائلة الثانية أي وقت للانجاز والإنتاج والتطور والتمتع بالحياة أم أن الكراهية التي تشبه الثلج الأسود تتراكم لتشكل حاجزاً جليدياً اسود يعلو ويرتفع خصوصا إذا تدخل من يتبرع ببناء حواجز الثلج الأسود على حسابه وان لم يستيقظوا ويدركوا أن الوعي والحب والتعاون والتسامح فقط هو القادر على إذابة الثلج الأسود المتراكم بين النفوس وإلا فأن الثلج الأسود سوف يغطي الجميع لدرجة لا يعود هناك  أي أمكانيه لتذويبه إلا بعد عقود تضاف إلى خمسين عقداً سبقت انتقلت فيها بعض المجتمعات من مظلة سوداء إلى مظلة أكثر سوادا ساهمت  في إعلاء  أسوار الثلج الاسود الذي يتمنى كل مواطن عربي لديه حس الانتماء الصادق ان يختفي من قلوب أبناء الأمة الواحدة

 

 

0502514714

2012-01-12
التعليقات