الأمر الغريب في بعض المجتمعات عندما تسمع شخصاً جالساً في مقهى وهو يضع رجلاً فوق رجل ويجلس على كرسي حول طاوله دائرية أو مربعة مخصصه لأربعة لاعبين ويمسك برأس بربيش الارجيلة ويمسك بورق اللعب الذي لا يتمكن من قراءة الأرقام ولكنه يميزها من الصورة او يحصي عدد القلوب الحمراء او أوراق التين السوداء أو المعين الأحمر أو ورقة الملوخية السوداء او القلب الأحمر غير النابض
والاهم انه أُمي وليس خريج مدارس ابتدائية وعليه لم تمكنه الظروف من التقدم للحصول على شهادة الدكتوراه ولكنه ومن وجهة نظره علمته الحياة أكثر من الذي افني عمره على مقاعد الدراسة وبين الكتب والمراجع وعارك الحياة بحلوها ومرها وخالط من البشر أضعاف عدد شعر رأسه إن لم يكن أصلع وتعامل مع مختلف العقول بكافة أوزانها الخفيف والمتوسط والثقيل وحاور التاجر والسياسي وطالب الجامعة والمجرم والغبي والمستغبى والمضلل (بفتح اللام) والمضلل (بكسر اللام )
وفي معرض حديث الدكتور بالخبرة يبدأ بتحليل الواقع على مقاس تفكيره ويوزع لوائح اتهام لمن يكره حتى لو كان بريئا وصكوك براءة لمن يحب حتى لو كان سفاحاً والسبب أن أحكامه تشبه الدكتوراه الوهمية الحاصل عليها من جامعة الوجاهة في تلقائيتها وغير مستنده إلى أي أساس منطقي أو علمي بل على المشاعر الايجابية والسلبية وميزانها الحب والكراهية ويغيب عن أفكار مثل هذه الفئات ما تتركه كلماتهم الغير محسوبة النتائج في أعماق البسطاء من أحقاد تتراكم لتساهم في تفسخ المجتمع وتقويض أركان بنيانه ويدخل أبناء المجتمع في أنفاق مظلمة تحاكي النفوس المظلمة التي تم تغذيتها أو حقنها بالظلام
وإذا كان وقود المركبة يتناقص مع حركة المركبة فان الدم هو وقود الفتنة الذي يولد مزيدا من الوقود لتأجيج وزيادة سرعة كرة نار الفتنة التي تتسارع تصاعديا في غياب العقل والحكمة وعمق التفكير ولا ينجو احد من لهيبها ان لم يكن وقودا لها ويبدو ان مفاهيم الدكتور الوهمي وأمثاله بعيده عن الحقيقة بعد الكواكب التي لا زالت لم تكتشف بعد عن الكرة الأرضية ولو قلنا بعد السماء عن الأرض لثار جدل فمن الناس من ينظر إلى الغيوم على أنها السماء والعلماء لهم معاييرهم وتصنيفاتهم المختلفة وحتى لا ندخل في جدال عقيم يمكن القول أنها على مسافة ابعد من الكواكب التي لم يتمكن العلماء من اكتشافها لغاية اليوم