syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
رسالة رقم 2012... بقلم : باسم عبدو

منذ أن رأيت نور الحياة، وأنا أكتب الرسائل وأنسج الأحلام والتمنيات، وأرسم المستقبل على أوراقي.. أكثر من ستين رسالة شفهية ومحبَّرة، وأكثر من مليون حلم في أقبية الذاكرة تنتظر الدور.


انتقلت مهنة الأحلام إلى الصاحين والنيام، وإلى الصغار والكبار، والنساء والرجال. وأنا لست فلكياً ولا منجماً ولم أعرف الودع، لكنّي أميّز بين الألوان، وأغبط الفنان التشكيلي وهو يصنع لوحاته ويمزجها بألوان قزحية!

 

ورغم الأزمات والانهيارات الاقتصادية والمالية، ورغم الحروب والدماء والمقابر الجماعية، والسيوف المسنونة على رقاب العباد، وازدياد التنظيمات التكفيرية والإرهابية، احتفل العالم بشعوبه المقهورة والميسورة، بأغنيائه وفقرائه بهذه الليلة الفاصلة بين عامين، بدءاً من جزر جنوب المحيط الهادئ ونيوزيلندا وأستراليا، مروراً بأوربا المكتوية بأزمة اليورو.. ولم تفسد الأمطار الغزيرة هذه الاحتفالات، ولا ارتفاع منسوب مياه الأنهار والعاصفة الهوجاء في الفيليبين!

 

كنت أقرأ أخبار السنة الجديدة، وتنبؤات الفلكيين والمنجمين، وعشرات الرسائل من الأصدقاء، وأتابع مجانين العالم والأبراج وأحلام الناس.. وأخبار الجنازات لشهداء الوطن، وتلفيقات الفضائيات وتزويرها وبث الفتنة والتجييش، وأتمنّى وأقول في نفسي(صباح جديد وعام بدون دماء).

 

ليلة ساكنة بلا موسيقا وصخب في سورية، وحداد وحزن ومفجوعون، ناموا على وسادات الألم باكراً، كي ينهضوا قبل شروق الشمس ليزوروا قبور أحبَّتهم، وينثروا عليها حفنات الورود، وهم يحملون صورهم ويصيحون بأصوات مخنوقة ولا من يجيب!إلاَّ أن ذاكرة الحياة أقوى من ذاكرة الموت!

 

وفي الليلة الأخيرة من عام 2011 ، وفي جنوب الاستواء نزل البرازيليون إلى الشاطئ ونثروا الورود البيضاء والحمراء والصفراء في البحر تقدمة للآلهة (يمانجا) لتحقيق أمنياتهم. وفي الساحة الحمراء والشانزيليزيه وساحات روما ولندن، ألعاب أولمبية ونارية وحفلات موسيقية. وفي (أمستردام) في هولندا التقى بالونان عملاقان طول كل منهما 14 متراً، يرمزان إلى رجل وامرأة عند منتصف الليل لتبادل القبل! وألقيت المياه في (كوبا) من النوافذ لتطهير المنازل. واستحمَّ سكان نيكاراغوا في البحر لتنظيف أجسادهم وتطهيرها من آلام عام 2011. أما في كولومبيا فوضع كل شخص ثلاث حبات بطاطا تحت وسادته. واحدة مقشرة والثانية نصف مقشرة والثالثة بقشرتها. وعند منتصف الليل يتمّ اختيار واحدة عشوائياً. وإذا وقع الاختيار على الحبَّة الأولى، فستكون السنة الجديدة سيئة. وتعني الثانية أن السنة ستكون عادية. أما الثالثة فتعني أن السنة ستكون ممتازة على جميع الأصعدة!

 

وما أكثر البطاطا عندنا، ولكن من الصعب الآن أن نجد الحبة التي تبعث التفاؤل والأمل، والتي سنختارها في السنة الجديدة؟ وهل ستتحقق أمنيات المواطنين السوريين الصابرين في عام 2012؟

 

2012-01-14
التعليقات