syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
لمن تحمّل الرايات ... بقلم : وائل ضاهر

ـ أمريكا وإيران تتبادلان الإنذارات والرسائل


ـ تهديد أمريكي بحظر النفط الإيراني

 

ـ مناورات عسكرية إيرانية وتهديد بإغلاق مضيق هرمز

ـ حاملة طائرات أمريكية تجوب مياه الخليج

 

ـ زوارق البحرية الإيرانية السريعة تقترب من سفينة أمريكية

ـ سماء الخليج تتلبد بغيوم ترعد بنذر الحرب

 

الفضائيات العربية تمطر مشاهديها بوابل من الإستراتيجيين  والمفكرين والمحللين والمنظرين والقارئين بالكف والفنجان والفلك والذبذبات….والسؤال واحد ما هو مصير دول الخليج العربي إذا وقعت الواقعة وينسون أو يتناسون السؤال المهم بل الأهم ماذا أعددتم أنتم  كعرب لدرء الخطر وتجنب العواقب إذا وقعت الواقعة؟..هل تمتلكون من حزم الأمر وسيادة القرار  ما يؤهلكم للمضي قدماً في حسم مصيركم وتحديد خياراتكم؟ إلى أين تسيرون بأمة سلمتكم ناصيتها؟

 

في الماضي البعيد ركبتم إبلكم المظفرة وحمّلتم أهل بلاد الشام رايات الثورة العربية  الكبرى ضد آل عثمان لتشنفوا آذانهم في نهاية المطاف بمقولتكم الخالدة "ليس بالإمكان  أفضل من سايكس بيكو" وفي الماضي القريب حمّلتم الراية لمن أسميتموه بحامي البوابة  الشرقية وأدرتم بأموالكم حرباٌ عراقية إيرانية مجنونة انتهت بمأساة عربية إسلامية إذا  رفع صدام يده ملوحاٌ بالنصر المزعوم ميمماٌ وجه دباباته شطر الكويت فعدتم إلى سياسة  تحميل الرايات.  

هذه المرة كانت الراية من نصيب أميركا ويعلم القاصي والداني أي ثمن  باهظ يدفع عندما تحمل أميركا الراية.

 

القواعد الأمريكية انتشرت كالرمال فوق صحراء الخليج, عاد الكويت وفقد الخليج سيادته  وزمام أمره وأضحى ملوك الطوائف حجاباٌ عند سيدهم الأمريكي لا يملكون من أمرهم  شيئاٌ إلا تحميل الرايات وتجهيز قوافل الظفر الأمريكية لتغزو العراق ومن بعده ليبيا  بأموال كان الأولى والأجدى أن تنفق في بناء إنسان عربي يأكل مما يزرع ويلبس مما  يصنع ويذود عن حياض وثروات بلاده بسلاح يصممه ويطوره بنفسه فيا حرقة القلب  على جهود تضيع وأموال تبدد في شراء خردة مستودعات الأسلحة وفي تهجين أجمل  ناقة أوتنظيم كأس كرة.

 

الإيرانيون نفضوا عنهم غبار الحرب ومضوا في مسيرة التطوير والبناء في كافة  المجالات بكل تصميم و صبر وعزيمة وأضحوا قوة لا يستهان بها و يحسب لها ألف  حساب فإذا وقعت الواقعة لا سمح الله بين إيران وأميركا من سيكون الخاسر الأكبر؟

أميركا قوة عظمى تحارب انطلاقاٌ من أرض غيرها ولا تغزى في عقر دارها وإيران قوة  إقليمية كبرى تحارب ذوداٌ عن أرضها ومكتسباتها وردها العسكري سيوجه ضد قواعد  انطلاق عدوها أي أن خليجنا العربي الحبيب سيضحي بين مسننين.

 

في لعبة الشطرنج يلجأ اللاعب إلى خطة التبييت ليحصن موقعه ويبادر إلى الهجوم أما في  لعبة ملوك الطوائف التبييت غير وارد أصلاٌ لأنهم خسروا كل قلاعهم جراء سياسة  تحميل الرايات.

 

فيا ملوك الطوائف إذا وقعت الواقعة فلمن تحمل الرايات هذه المرة؟؟!.

 

2012-01-28
التعليقات