تعرضت سورية لزلزال ما سبق أن مر فيها منذ الاستعمار الفرنسي حتى تاريخ ظهور هذا الزلزال الذي هز كيان الدولة وبات يهدد وحدة الشعب السوري ويؤجج الفتنة بين أبناءه
تحت ذريعة الثورة وما شابه ذلك أرضاءاً لأجندات غربية تسعى لتفتيت المنطقة وتحقيق مشروع استعماري رسم ملامحه الأولى جورج بوش الابن والمحافظون الجدد في واشنطن وبشرت به وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس تحت مسمى الشرق الأوسط الجديد أو الكبير أو غير ذلك من المسميات الأستعمارية التي تهدف لتفتيت وتجزئة المنطقة على أساس طائفي وعرقي
وكان الأسم الجديد لهذا المشروع هو الربيع العربي الذي حاولوا تصديره لشعوب المنطقة بالقوة العسكرية بدءاً بالعراق ثم ليبيا تحت ذريعة حقوق الإنسان أو حيازة نظام أسلحة الدمار الشامل أو أجراء الإصلاحات أو غيرها من الذرائع والحجج التي تذرع بها الغرب لكي يحرضوا طائفة من الناس في أي دولة على القيام بالمظاهرات ضد النظام أو الدولة ثم يدعون قيام النظام أو الدولة بقتل المتظاهرين ويتدخلون بحجة حماية الشعب من هذا النظام وهكذا خطط الغرب لتفتيت المنطقة فحاولوا تمرير مشروعهم في لبنان ففشلوا ولكن عندما بدأ الحراك الشعبي في مصر وتونس والبحرين وجد الغرب فرصة ذهبية لأستغلال ذلك لأشعال الفتنة في ليبيا وسورية تحت ذريعة الديمقراطية والحرية وغير ذلك من الشعارات ثم تم التدخل في ليبيا تحت ذريعة حماية المتظاهرين وهكذا تم احتلال ليبيا وإثارة الفوضى والدمار فيها وحاولوا التدخل في سورية فاستغلوا أخطاء أرتكبت من قبل الأجهزة الأمنية في درعا ليهيجوا الشعب ضد الحكومة وهكذا بدأ الحراك الشعبي
في سورية يمضي بوتائر سريعة حيث أعتمد العملاء على أساليب قذرة لتهييج الشعب وتأليبه ضد الحكومة بدءاً من طرح شعارات طائفية إلى تهييج الشعب في مدينة أو قرية ضد أهل المدينة أو القرية الأخرى أو تحريض طائفة دينية على طائفة دينية أخرى وكان العملاء يقصدون أهل الريف وخصوصاً أهل العشائر فيتفقون مع المجرمين والمشايخ في القرى حيث يقوم المجرمون بقتل الناس ثم يرمون جثثهم في الشوارع وأمام البيوت ثم تقوم المشايخ والتنسيقيات بحض الناس على الثورة والأنتقام تحت ذريعة أن الأمن هو من قام بذلك
ومما يزيد من الفتنة قيام قنوات تحريضية مثل الجزيرة والعربية بعرض الجثث على أن الأمن هو من قام بقتلها فيصدق الناس ويتسلحون ويشكلون المظاهرات ويهاجمون المخافر والشرطة والأمن وتحدث المصادمات بين عناصر الأمن والشرطة وبين الناس ويكثر القتل وهكذا تزداد المظاهرات وتيرة مع تزايد أعداد القتلى وهكذا يتم تأجيج الناس وخلق المعارضات هذا المشهد الدامي شاهدناه في العديد من القرى والمدن السورية وللأسف إن أغلب من يخدع بهذه الفتنة هم أهل الأرياف لبساطتهم المعهودة وغيرتهم الشديدة على دينهم والتي تصل أحياناً لحد التشدد وظاهرة الأخذ بالثأر المتأصلة في جذورهم والمتوارثة من الأجداد إلى الأحفاد والتي استغلتها زعماء الفتنة ورجال المخابرات أيمى استغلال فكثر تهريب الأسلحة وتهييج الناس على الثورة ضد النظام , وهكذا نشأت هذه الأزمة في سورية والتي باتت تجثم على صدورنا وتدمي قلوبنا يومياً ولكن مع ذلك يجب الأعتراف بأن الدم وحده ليس سبب الأزمة فهناك بعض الناس قد خرجوا للمظاهرات تحت تأثير وطئة الفقر و نتيجة بعض التجاوزات من قبل بعض الأجهزة الأمنية
هذه المظاهرات ما كان دافعها الأساسي القتل أو التخريب أو حتى إسقاط النظام أنما هدفها الأساسي كان الإصلاح ومحاكمة الفاسدين وزيادة الأجور ولكن للأسف تم استغلال هذه المظاهرات من قبل جماعات الفتنة لإثارة الناس ضد النظام حيث أنتشر القناصة على أسطح البنايات تحت ذريعة حماية المظاهرات من عناصر الأمن فقام هؤلاء بالتصويب على الأمن والمتظاهرين وهكذا كثر القتل وقام مشايخ الفتنة بالتصوير للناس أن الأمن هو من يضع القناصة وغيرهم على أسطح البنايات ويقوم بالقتل أو أحياناً يندس أشخاص بين المظاهرات التي تطالب بالإصلاح ويطلق شعارات طائفية أو ما شابه ذلك ويطلق النار على الجيش والشرطة مما يدفع عناصر الشرطة أو الأمن للرد على مصدر إطلاق النار وهكذا تحولت المظاهرات من مطالبة بالإصلاح إلى المطالبة بإسقاط النظام مع تزايد عدد القتلى والجرحى بفعل هذه الفتنة المفتعلة التي يقوم بها بعض ممن باعوا ضمائرهم للغرب وحصدوا الأموال الحرام على حساب تخريب ممتلكات الشعب السوري وأرواحه وضاع الحق وأختفى تحت زحام الجثث والمظاهرات
ولم يكتفي المخربون والإرهابيون بتأجيج الناس ضد النظام بل قاموا بتشكيل العصابات المسلحة وتمويلهم بالمال والسلاح وتحريضهم على القتل والتخريب وتشكيل الحواجز في الشوارع بحجة حماية القرية أو المدينة الفلانية من الأمن ثم يقومون بسرقة الناس وقتلهم على الهوية وترويعهم والاعتداء على الضباط والجيش والأمن تحت ذريعة الثورة والديمقراطية والحرية وبل تحميل النظام مسؤولية ذلك حيث يتم الادعاء بأنهم عناصر أمن أو شرطة ويقومون بترويع الناس وقتلهم في الشوارع والبيوت وإذا اتهمنا البعض بالمبالغة أو الموالاة للنظام أو التكلم بجهل وعدم المعرفة وأن هؤلاء المتظاهرين يطالبون بالحرية والديمقراطية نقول لهم أننا سألنا العديد من أهل قرى ريف درعا عن سبب أنتفاضتهم ففوجئنا بعدم تحدث هؤلاء لا عن الديمقراطية ولا عن الحرية ولا حتى أنهم يفقهون ما هي هذه الشعارات التي تطلق في المظاهرات وإنما كان جواب الجميع أن عناصر الأمن قتلت أولادنا هذه الإجابة سمعناها في قرى حلب وقرى أدلب وكل القرى المعارضة لم نسمع منهم لا عن الديمقراطية ولا عن الحرية ونجدر الإشارة أن إثارة الناس من خلال الدم قد مورس سابقاً من قبل جماعات ما يسمى بتيار المستقبل في لبنان وجماعات 14 آذار خصوصاً القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع حين تم أستغلال دم الشهيد رفيق الحريري وغيره من الشهداء الذين تم قتلهم لتأليب الناس على التظاهر ضد الحكومة اللبنانية مما يكشف الأيادي اللبنانية الخفية في تأجيج الأزمة السورية وما أكتشاف الأسلحة المهربة من لبنان إلى سورية من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية إلا دليل على صحة قولنا هذا وأخيراً نختم بالقول أننا نطالب العقلاء في كل مدينة وفي كل حي وفي كل قرية بالانتباه لهذه المؤامرة التي يتعرض لها الشعب السوري والسعي لوقف النزيف وتشكيل اللجان الشعبية للقضاء على مشايخ الفتن وتوعية الناس لمخاطر هذه الفتنة على أمننا ووحدتنا واستقرارنا
يا هادي الوطن .... واضح إدمانك على مشاهدةالفضائية السورية و قناة الدنيا ... يا هادي الوطن لو سألت نفسك يوما عن ألوان الحياة لوجدت فيها الكثير ..ليش مصر على لون واحد يا هادي ... معقول!!!!