مع بدء العمل بقانون الأحزاب والاستعداد للانتخابات البرلمانية بدأت تلوح في الأفق قضية الشباب ومشاركتهم في الحياة السياسية السورية
لما لهم من أهمية فاعلة ودور بنَّاء في العمل السياسي، ورغم الأحزاب والتيارات الفكرية الموجودة في الساحة السورية إلا أنَّها لم تتمكن من دفع الشباب إلى الانتساب إلى صفوفها، والاستفادة من قدراتهم الكبيرة في النهضة السياسية، ووقفت عاجزة أمام الفئة الأوسع في المجتمع التي لم تحدد خياراتها وانتماءاتها، فما عاد أحد قادراً على استقطاب شبابنا.
وللوقوف على آراء الشباب حول الأسباب التي تدفعهم لاختيار حزب دون الآخر، وعما يتوقعونه من الأحزاب، التقينا مجموعة منهم وتباينت وجهات نظرهم بشأن الدخول إلى عالم السياسة.
فياسر يرى وجود نوع من الركود وعزوف الشباب السوري عن المشاركة في العمل السياسي، وذلك راجع إلى أنَّ مبادئ هذه الأحزاب لا تستجيب لمتطلباتهم من جهة، ولعدم ثقتهم بهذه الأحزاب من جهة أخرى، فأغلب الأحزاب الموجودة في سورية ليس لها دور مباشر وفعال في المجتمع، ولا ترضي تطلعات الشباب سواء من الناحية الاجتماعية أو الاقتصادية.
أما المدرّسة ميشلين فتؤكد أنَّ الشباب السوري منفتح على العالم، ويعرف تماماً المبادئ والأفكار التي يحملها أغلب الأحزاب المحلية والعالمية، إلا أنه يريد أن تكون أفكار الأحزاب نابعة من صميم الواقع السوري وألا تكون منسوخة عن الفكر الغربي.
أما أحمد فشدد على ضرورة تبني فكر سياسي وأيدلوجية جديدة رحبة قادرة على استيعاب الشباب ومتطلباتهم، والتماشي مع التغيير الحاصل في العالم والتطور المستمر لاحتياجاتهم.
وبالنسبة إلى مالك فيريد حزباً يحقق العدالة والمساواة بين مختلف فئات المجتمع ويعزز الحرية، ويؤمن بأهمية سيادة القانون لتطوير الدولة، وقال "إنَّ الأحزاب يجب أن تكون ذات رسالة ورؤية واضحتين ومقبولة لدى الشعب، إضافة إلى وجود تآلف بين الحكومة والأحزاب القائمة في سورية بما يخدم مصلحة الوطن والمواطن"، مشيراً إلى ضرورة إتاحة المجال للشباب للانخراط في الحياة السياسية وتشجيعهم على العمل الحزبي، لما لهم من أهمية في التغيير.
الوضع مغاير بالنسبة إلى سامر إذ قرر الابتعاد عن الحياة الحزبية، وقال: (للأسف ما نراه في مجتمعنا هو استغلال الشباب والسعي وراءهم فقط عند اقتراب الانتخابات في الدعاية السياسية والتسويق السياسي ليس غير، وهو ما يُعدّ انتقاصاً من كرامتهم السياسية. ولذلك فإنَّني أطالب بالدفاع عن حق الشباب في المشاركة السياسية، وبالتالي احترام كرامتهم الإنسانية بسن قوانين جديدة تتعلق بتحديد نسبة تمثيل الشباب في المجالس التشريعية والبرلمانات، إضافة إلى تأسيس لجنة برلمانية تُعنى بقضايا الشباب).
ودعا سامر الشباب للدفاع عن حقهم في اتخاذ القرار من داخل الأحزاب السياسية والعمل على التثقيف السياسي وفهم السياسة العامة التي تنتهجها البلاد في سياقها الجيوسياسي والمتوسطي والدولي.
أما مهندس المعلوماتية كابي فقد طالب بتأسيس نوادٍ تهتم بحقوق الإنسان وبعلم السياسة وبعلم الاقتصاد وبغيرها، تصقل قدرات الشباب وتحقق ذاتهم وترفع من معنوياتهم وتحافظ على كرامتهم وحقهم في التعبير واتخاذ القرار. وأكد ضرورة تشجيع الشباب على المشاركة السياسية من داخل الأحزاب، بسنِّ قوانين تحدد نسبة تمثيل الشباب في أعلى هيئة تمثيلية للأحزاب السياسية.
ومن جهة أخرى يفضل الكثير من الشباب المشاركة بالأعمال التطوعية والحركات الشبابية، على اعتبار أنها تقدم لهم الفضاء الملائم للمشاركة في تنمية المجتمع وتحسين المحيط المعيشي، مبتعدين عن الأحزاب والحياة والسياسية لعدم ثقتهم بها. فماهر وهو شاب ينتمي إلى الجمعيات التطوعية والحركات الشبابية أكد أنَّ السياسة لا تعني الشباب لأنها لا تستجيب لطموحاتهم ولا تقدم لهم نتائج ملموسة، إضافة إلى النشاطات والخدمات التي تمكن كل شاب من ممارسة عمل يفيد المجتمع.
وأيد يامن هذه النقطة أيضاً وقال: (إنه على مستوى الجمعيات هناك حماسة كبيرة عند الشباب، وهذا ما لمسته بعد انضمامي إلى الحركة الكشفية التي هي مدرسة تمكن الشباب من العمل والمثابرة ليكونوا مواطنين صالحين في المجتمع).
وبالمقابل هناك نسبة كبيرة من شبابنا تقف حائرة ومترددة في الاختيار، ومتقلبة في الانتماء، لعجزها عن تحسين أوضاعها الاقتصادية، فعزفت عن الانخراط بالأحزاب والسياسة.
وأخيراً، الشباب عموماً هم ثروة الشعوب الحقيقية، فهم الحاضر والمستقبل، هم الأمل والطموح لكلِّ تقدم وتنمية، أكانت سياسية أم اجتماعية أم اقتصادية أم ثقافية. ولذلك وجب صون كرامة الشباب بإعادة الاعتبار لدورهم في المجتمع ومشاركتهم في الحياة السياسية والعامة، ليكون لهم دور فاعل في بناء وطنهم.
شكرا استاذ علاء مقالة مهمة جدا • مما لاشك فيه بأن سوريا الجديدة تحتاج إلى أساليب عمل جديدة و آليات جديدة و أحزاب جديدة مختلفة كليا و تعمل بروح العصر . • و سورية اليوم تمر بمرحلة دقيقة جدا حيث تعمل أميركا على بعثرة ماتبقى من القدرات العربية التي لم يبقى منها سوى المناعة السورية و الدور السوري . • لذا لا بد من أحزاب جديدة و قيادات جديدة و دماء سورية جديدة شابة و حارة و لابد من اصطفافات جديدة و واعية قائمة على التطوع و الوعي و الالتزام الإداري الذاتي و ليس على أساس العلاقات و المصالح و المحس
خلينا نخلص أولا