" لا يوجد ربيع عربي ، هناك فقط انتفاضة إسلامية ، وكما هو الحال من كزابلانكا وحتى صنعاء فهناك ثورات لم تنتهي ، اختطفتها الولايات المتحدة أو عملاء اسرائيل ..." !!!!.
الكلام السابق هو لأبرز كتاب الأعمدة الأفارقة ، نشره في مقال له يوم الجمعة 20 كانون ثاني 2012 في أبرز الصحف الأفريقية ، / ديلي ترست / .
إذا الثورات بمعناها التاريخي ، كحالة انقلابية على واقع مُعيّن طبقي واجتماعي واقتصادي وسياسي وتربوي وعلمي وثقافي وخدمي وصناعي وزراعي ..الخ ، واستبداله بسياسات أفضل على كافة الأصعدة المشار اليها ، وموقع الشرائح الضعيفة في المجتمعات من كل ذلك ، كما الطبقات الفقيرة والكادحة ، والمرأة ..
هذه الثورات وضمن هذا السياق ، اختطفتها الولايات المتحدة وعملاء اسرائيل ، بحسب الكاتب الافريقي ، وحوّلوها إلى انتفاضات إسلامية ، وشتّان بين الثورات وبين الانتفاضات الإسلامية ، فهذه مختلفة كلية في معانيها وأهدافها وغاياتها ، وعندما يتأطر الحراك في أيديولوجيا دينية محددة فهذا يعني أنه لا يلامس سوى أهداف وغايات لحركات وأحزاب دينية ، وليس هموم شعوب ومجتمعات متنوعة ، سواء كان التنوع عرقي أو طائفي أو ديني أو علماني أو ليبرالي أو قومي أو ماركسي ...الخ . فهذا التنوع يناقض أيديولوجيا الحركات الدينية ، ولا ينسجم مع برامجها وأهدافها في بناء الدول الدينية ، وبالتالي فهي تنسف مفهوم الديمقراطية في التساوي على أساس المواطنة بين كافة مكونات المجتمع !!!.
من هنا ننتقل للسؤال : هل التغيرات التي حصلت في بعض البلدان العربية على مستوى هرم السلطة ، وكلّفت ما كلّفت ، جاءت بسياسات أفضل مما كانت قائمة على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والعلمية والثقافية والصناعية والزراعية والخدمية والرياضية ...الخ ، وعلى صعيد الفساد والفقر والبطالة ، وحقوق المرأة ...؟؟ هل هذا ما حصل على أرض الواقع ؟؟ إن كان هذا ما حصل فعلياً فيمكن أن نطلق على ذلك مفهوم الثورات ،، وأما إن لم يحصل ذلك ، فسنردد مع الكاتب الأفريقي أنها انتفاضات إسلامية تخدم غايات حزبية ضيقة ، وسخّرت الإسلام لتحقيق هدف سياسي وهو الوصول للسلطة ، ليس إلا !! وأضيفُ له أنها انتفاضات إسلامية في صلبها وجوهرها ، مُطعمة أحيانا بفسائل عَلمانية وليبرالية لا تُغير شيئا بالمعادلة !!! والثورة هي تقدُّم للأمام وليست انتكاسات للوراء ،،، وهي برامج أفضل ، أو متقدمة على البرامج القائمة على كافة الأصعدة الآنفة الذكر ، وليس فقط على الصعيد الديمقراطي ، الذي يمكن اصلاحه في أي وقت مع المحافظة على البرامج الأخرى الإيجابية ، بعد معالجة السلبيات وتعزيز الإيجابيات ، ومن دون تدمير البلاد والعباد !!!.
في بنغازي الليبيون يتظاهرون لتطبيق الشريعة الإسلامية ، والله وحده يعلم متى ستستقر الأمور ، وفي مصر يتطلعون لدولة دينية وخلافة إسلامية وحالة الفوضى واللاستقرار تعم البلد ، ، وفي تونس يحكم الإسلاميون ولكن المظاهرات متوالية ، وفي برامج هؤلاء السياسية جميعا نسج أفضل العلاقات مع اسرائيل واحترام كل الاتفاقات معها ، وهي ما زالت تحتل فلسطين والقدس وأراضٍ سورية ولبنانية ، وتُشرد شعب فلسطين !!!. وبالمقابل في برامجها أيضا نسف كل الروابط العروبية والقومية لصالح الرابط الديني ، مع أن الوضع الطبيعي أن يتقدم الرابط العروبي والقومي على أي رابط آخر مهما كان ....
فالأمة تمر بمرحلة خطيرة في تاريخها / وهذا ما تحدثت عنه في مقال سابق قبل سنتين / ورؤيتي تلك تعززت اليوم أكثر ، وكم أتمنى أن أكون مخطئ / وما يُسمى ربيع عربي ، يتضح أنه ليس سوى خريف عروبي ، أو بحسب تعبير طلال سلمان في صحيفة السفير " وأد للعروبة " .. والسؤال المطروح للقوى الدينية : هل يعترفون بوجود أمة عربية أم لا ؟؟ وإن كانوا يعترفون فهذا يعني أنهم يعترفون برابط قومي ، فلماذا القفز فوق ذلك والتنكر له ؟ وإن كانوا لا يعترفون فمن أين جاءت أصول هؤلاء ؟؟ ومن أين هي أصول الرسول الاعظم (ص) .. !!!
لقد قلت في الماضي ، وأكرر اليوم ، ان ما نراه ونعيشه في حالة هذه الأمة لهو أمر خطير جداً، فقد أضاع بعضنا ، أو بعض من قادة الأمة ، وبعض من أبنائها البوصلة تماماً وأصبحنا نشاهد على الفضائيات ونسمع حوارات ونقاشات منها ما يعيد الأمة إلى نقطة الصفر لتبدأ من جديد تحديد العدو من الصديق ، ولتشرع من جديد في التفكير بهويتها ، وفي أولويات الانتماء لهذه الهوية ، هل هو الانتماء القومي أم الديني (الإسلامي أم غيره) بل هناك من يريد إلغاء الانتماء القومي العروبي كله لحساب الانتماء الديني ويعتبر التمسك بالفكر القومي سبباً في ضعف الأمة وهزائمها ويجب أن يُشطب من ثقافتنا وانتمائنا كلية لحساب الانتماء الآخر، فهل هناك أخطر من هذا الطرح على هذه الأمة ومستقبل هويتها العربية ؟؟!!
وسأتحدث في هذا المقال كمواطن عربي مسلم قومي عروبي عن قناعتي في هذه المسألة وهي أن لا شيء يجب أن يتقدم على الانتماء القومي ، فقد وُجِدنا كعرب قبل أن توجد كل الأديان على سطح البسيطة ، فالقومية العربية أحد أبعادها الأساسية والأهم هو الإسلام وهذا نعتز ونفتخر به وهذا ما يجعلنا نعتبر العالم الإسلامي عمقاً للعالم العربي ونؤكد على الربط بين العروبة والإسلام ، وهذا ما تجلى بالقول المأثور : "إذا عزَّ العربُ عزَّ الإسلام وإذا ذلَّ العرب ذلَّ الإسلام". .. والرسول (ص) كان عربي ، والنبوّة لم تفقده هذه الهوية إلا أنها أضافت بعدا إسلامياً للهوية العربية الأصلية... ولكن بذات الوقت هناك بعدٌ مسيحيٌ لهذه القومية / وإن كان على نطاق أضيق / ولكن مع ذلك لا يجوز شطبه ، والعديد من أبناء قومنا العرب اعتنقوا المسيحية قبل أن يظهر الإسلام ولكن بقيت هويتهم عربية ، ولا يمكن أن يكون الرابط بمن اعتنق الإسلام البارحة في أمريكا أقوى ممن ينتمي لبني قومي من آلاف السنين ويعيش بجانبي لمجرد أنه غير مسلم !!! فهذا لا يستقيم مع العقل ولا المنطق !!!
فالقومية العربية والتمسك بها والافتخار بالنسَب لها ليس ثقافة عنصرية كما يُروّج بعض أعدائها وخصومها ، فليس هناك من عِرق أو أمة لا تفخر بنسبها القومي وتحرص للحفاظ عليه كي لا تتفكك الأمة أو العرق، ومن ينكر أصله فلا أصل له... وها نحن نرى بأم أعيننا كيف أن أمم أوروبا تسير نحو الاتحاد ولكن بذات الوقت كل أمة تفخر بانتمائها القومي وتتمسك به ولم يضعف شيئاً ولو بمثقال ذرة من هذا الانتماء لحساب المذاهب الدينية !!! فالألمان صبروا منذ الحرب العالمية الثانية ، ولمدة /45/ عاماً حتى حققوا حلمهم والتئم شملهم القومي ثانية !!
وعلى هذا المبدأ وانطلاقاً منه تم توحيد إيطاليا في القرن التاسع عشر،، وعندما تفككت الإمبراطورية النمساوية ـ المجرية لم تصبح /ترانسلفانيا/ مستقلة ولكنها عادت وانضمت تلقائياً إلى رومانيا على أساس قومي ، وهذا ما فعلته /سيليسيا/ حيث انضمت إلى بولونيا على أساس المبدأ ذاته !!! ومن يتابع ما حصل في منطقة البلقان ومنطقة القوقاز بعد التفكك السوفييتي يدرك كيف أن كل شعب يلتف حول بعضه ويعيد توحيد صفوفه ولم شمله على أساس قومي !!!.
نحن العرب كلما ابتعدنا عن فكرة القومية كمُكون أولي وأساس يتقدم على كل ما سواه كلما ضعفنا وهذا ليس تفكير عنصري كما أشرت بل هذا من طبيعة روابط الدم التي تقارب بين كل أبناء قومية ، والدين قد يتغير لدى الإنسان ولكن الدم نفسه يبقى سارياً في العروق !!!.
وسأتحدث ببعض من الاستطراد لأوضح المفهوم القومي والعروبي وإبتعاده عن العنصرية : فمفهوم العروبة هو أعم وأشمل من مفهوم القومية ، فالعروبة ، عدا عن كونها انتماء قومي أو جوهر الانتماء القومي ، ورابطة دم ، فهي بذات الوقت مفهوم وطني وثقافي وذهني ووجداني وفكري وتربوي ، وتكوين عصبي ونفسي وعقلي !!!. والقومي العربي هو بالضرورة عروبي ، أو يجب أن يكون كذلك !!!. ولكن مفهوم العروبة تحديداً الثقافي والأيديولوجي لا يقتصر على أبناء القومية العربية فقط بل يتخطاه ليشمل كل أبناء القوميات العرقية الذين يعيشون بين ظهراني هذه الأمة العربية من أمازيغ المغرب وحتى أكراد المشرق وما بينهما !!!. فهؤلاء عندما يتحسسون ويعيشون آلام وآمال الأمة ويتبنون قضاياها وطموحاتها وتطلعاتها ، لهم ما لها ، وعليهم ما عليها ، كما أبنائها ، ويُضحون من أجلها ويفخرون بالانتساب لأوطانها ويحافظون على وحدة أراضيها ويلفظون دعاة الانفصال من بينهم ويندمجون في مجتمعاتها فهم "عروبيون" وقد يكونوا عروبيون أكثر ممن ينتمي لقومية الأمة ويخون قضاياها !!!. وبذات الوقت لا يُطلب من أولئك أن يفقدوا خصائصهم العرقية أو القومية ، فلهم حقوق أبناء الأمة وعليهم واجباتها وهذا الأساس ، ولهم الحق بالاحتفاظ بخصائصهم الثقافية واللغوية تحت سقف الوطن وضمن مفهوم الإيمان بالوطن الواحد ،، وأنا لا أتحدث هنا عن المواطَنةِ وحقوقها وواجباتها أو عن الانتماء لها ، بالبطاقة الشخصية وجواز السفر فقط ، وإنما أتحدث عن انتماء قومي وعروبي لأمة ، أي عن أحاسيس وعواطف ومشاعر وانفعالات ومواقف ، وعن حالة حِراك وتفاعل حي ودائم ومستمر للعروبة (سواء كانت بالدم أو الإكتساب) مع قضاياها الوطنية والقومية.
وهنا لا يكفي حمل بطاقة الهوية أو جواز السفر والتشدق بالعروبة من خلالها فقط ، وبذات الوقت نقف متفرجين أو متواطئين مع أعداء العروبة ضد أبناء العروبة كما شاهدنا في حالة العدوان الإسرائيلي على كلٍ من لبنان وغزة !!! والمفهوم العروبي قد يتخطى أبناء القومية العربية والقوميات الأقلية التي تعيش بين أبناء القومية العربية ليشمل المسلمين في كل مكان في الدنيا ممن يغارون على قضايا الأمة العربية ويقفون إلى جانبها ويساندون شعوبها باسم الإسلام ،، وهذا شيء عظيم ، ومن هنا كان الربط دوماً ما بين العروبة والإسلام !!!.
ومن هنا أقول مجدداً أن مفهوم القومية العربية ليس مفهوم عنصري ،، فالإيمان بالانتماء القومي والعمل لأجله وترسيخه مسألة أساسية في عملية بناء أية أمة ، وليست مسألة شيطانية كما يسعى البعض لتصويرها !! وعلينا أن نقرأ التاريخ بعمق فنحن أبناء أمة اليوم امتداد لأجيال وأجيال تعود لقبل سيدنا إبراهيم بآلاف السنين / ولا تنتهي به كما يعتقد الكثيرون / أو أنّ نسبنا جميعاً ينتهي إلى إبراهيم ، فهذا غير صحيح ، والصحيح أن قِسماً من أبناء قومنا يمر نسبهم بإبراهيم وليس الجميع !!
وإن عدنا لتاريخنا في عهد الدولة العباسية في مرحلتيها في العراق، ومصر نرى أن الكثير من الشعوب غير العربية التي كانت قد اعتنقت الإسلام حافظت بذات الوقت على هويتها العرقية وخصائصها القومية والثقافية ، وما زالت ، ولم تنصهر هذه الهوية مع الدخول في الإسلام / وأكبر دليل على ذلك السلاجقة الأتراك والعثمانيين الأتراك والأكراد والفرس ، والمماليك على مختلف انتماءاتهم ، وغيرهم / وهنا لا أريد أن أتوسع كثيراً في هذا الموضوع لأنه يحتاج لشرح وتحليل طويلين واختصاره في جزء من هذا المقال يُشوه الرأي به.. ولكن أقول عندما نتحدث عن أسباب سقوط الدولة العباسية ، وكما قرأنا في التاريخ ، فنجد لذلك أسباب متعددة من بينها ما يعرف بكتب التاريخ بـ (الشعوبية) التي ابتعدت عن العرب وبذات الوقت عن الإسلام ولكنها بقيت تتظلل به من أجل السلطة والزعامة !!! والشعوبية كانت أحد أسباب ضعف الدولة العباسية لاسيما في مرحلة الخلافة في بغداد مما شجع هولاكو على غزو العراق وسقوط بغداد عام 1258م، ومتابعة المغول التقدم باتجاه بلاد الشام حتى وصلوا إلى فلسطين وهناك هزمهم العرب والمماليك في عين جالوت عام 1260 ثم أضحى المماليك هم أصحاب النفوذ في الدولة العباسية بعد أن انتقلت الخلافة العباسية إلى مصر بعد معركة عين جالوت بعام ، أي 1261 !!!.
والمماليك ليسوا عرباً ، إنهم خليط من مجموعة شعوب وأعراق وقوميات وغالبيتهم جاؤوا لبلداننا من مناطق شمال وجنوب القوقاز والبلقان ، وقد دعمهم الأيوبيون ،، وأصبحت السلطة الحقيقية لهم والشكلية الدينية للخلفاء العباسيين العرب في مصر الذين انتهى عهدهم مع هزيمة المماليك في معركة مرج دابق ضد العثمانيين عام 1516، وانتهى عام 1517 آخر خلفائهم في مصر !!! إذا كيف سنفهم أن العثمانيين لم يكونوا محتلين وأن دافعهم لم يكن التوسع القومي ، وقد دخلوا بلادنا بعد حرب مع الحكام المماليك المسلمين ، وقضوا على آخر الخلفاء العباسيين العرب المسلمين ونقلوا عاصمة الخلافة إلى اسطنبول ؟؟؟!!!.
وأود هنا العودة قليلا للتاريخ لأقول ، أنه مع انهيار الدولة العباسية في بغداد التي كان خلفاؤها مسلمون عرباً ضعفت الأمة العربية وتم تهميش العنصر العربي لحساب القوميات والأعراق الأخرى وكله كان باسم الدين، وهذا كان قد بدأ منذ نهاية المائة سنة الأولى للخلافة العباسية التي بدأت عام 132 للهجرة، أي 734 للميلاد ، ثم بدأت بالضعف حيث سيطر العسكر الأتراك لحوالي مائة عام، منذ 839 م وحتى 936 م. وبعدها سيطر البويهيون لأكثر من مائة عام ، أي من 936 للميلاد وحتى 1049 منه .. ثم جاء السلاجقة الأتراك وكانوا في صراع مع البويهيين وسيطروا على الأمور مائة عام من 1049 م وحتى 1149 م !!!.
كل هذا أدى مع الزمن إلى إضعاف الدولة العباسية ، والعنصر العربي ، واستقلال الولايات عنها ، وانحسارها على العراق فقط مما سهَّل القضاء عليها بالضربة القاضية عام 1258 كما أشرت سابقاً ، وبالقضاء على آخر خليفة عباسي في بغداد !!!. وتهميش العنصر العربي لم يتوقف بعد ذلك ،، ومع احتلال العثمانيين للبلاد العربية ، ونحن هنا نتحدث عن التاريخ ، حكموا هذه الأمة أربعمائة عام باسم /الخلافة الإسلامية / واستمر تهميش العنصر العربي والسعي للقضاء على اللغة العربية وإحلال التركية مكانها وسيطرة العائلات التركية وغيرها من الأقليات القومية على أبناء الأمة العربية في المدن والأرياف حتى بدايات النهضة القومية العربية مع بدايات القرن العشرين ، وتطورها إلى أن بلغت أوجها في أواسط القرن العشرين بتأسيس الأحزاب المستندة على الإيديولوجية القومية وإحياء وبعث الذات العربية للأمة ، التي همّشتها وغيّبتها الدولة العثمانية ، وغيرها من قبل ، لصالح انتماءاتهم القومية ، وكل هذا باسم الدين !!!.
واليوم نشهد مجددا أعداء الأمة يحيكون ضدها كل أشكال التآمر والعدوان للحيلولة دون إعادة لم شمل هذه الأمة القومي وتقطيع أوصال هذا الحبل الذي يربط بين كل أبنائها بمختلف مذاهبهم ومشاربهم وهو الرابط القومي ،، والسعي لتقسيم ما هو مُقسم خدمة لمصالح إسرائيل وأمنها ومستقبلها !!!
ومن المؤسف أن تتقاطع مصالح بعض القوى الدينية العربية مع المصالح الغربية الاستعمارية في محاربة القومية والعروبة ،، وإن كانت قد فشلت بعض المشاريع القومية في الماضي فهذا لا يعني فشل الفكر والانتماء القومي وإنما فشل الأداء والتطبيق ، وعلينا الاستفادة من تلك التجارب وإعطاء العروبة حِلِّة جديدة وشكلاً جديداً عَلمانيا وديمقراطيا ، وتطبيقاً مختلفاً حفاظاً على استمرار الهوية العربية ،، ومن يرفعون يافطة الخلافة والدولة الدينية كَحَل ، فعلينا أن نتذكر أن هذه الأمة حُكِمت لأكثر من ألف عام باسم الخلافة ، فماذا كانت النتيجة ؟؟ العديد من المفكرين يقولون أن النتيجة تخلفنا قرون عن الغرب ،، وربما هم يبالغون بذلك ، ولكن على أية حال حصل تخلف كبير ، لا سيما في زمن ما يطلق عليه البعض / خلافة عثمانية / بعد أن كنا متقدمين عليهم في علوم كثيرة !!!.
فالهوية العربية هي الجامع لنا والحصن الحصين الحقيقي للعرب ، وما نشهده اليوم يتبدى وكأنه خريف عربي لإسقاط هذا الحصن ، ومحو هذه الهوية ، تحت عنوان الربيع العربي المُلوّن ببعض الألوان العَلمانية والليبرالية ، الذي لن نستنشق رائحة وروده وأزهاره ، طالما اختطفته الولايات المتحدة ، وعملاء اسرائيل ، بحسب الصحفي الأفريقي في صحيفة / ديلي ترست / !!!
وعلى الجميع عروبيين وإسلاميين أن يعوا أن العروبة هي من أسهم في انتشار الإسلام ، وعلى الإسلام ان يساهم في ازدهار العروبة ، وأنه لا يجوز بأي حال أن نضع أي منهما في مواجهة الآخر ، فهذا ما يسعى إليه أعداء العروبة وأعداء الإسلام ، وعلينا جميعا أن نتنبه لشِراكهم وأفخاخهم ولا نقع ضحايا بها !!!...
ما يحصل على الساحة العربية اصبح واضح المعالم انه ربيع صهيو امريكي وصفقة مابين الاخونجية والتكفيريين مع اللوبي الصهيوني العالمي بضمان مصالح امريكا واسرائيل مقابل وصول أولئك للسلطة وهذا ما نراه فقط ، وامريكا واسرائيل لا تدعمان ثورات وانما مؤامرات ، والطائفية القذرة التي يعمل عليها المسلحون في سورية هذه جزء من المؤامرة
حبيبي إذا بدك تجي الثورات العربية على شاكلة ثورة عمرها نصف قرن و أدت لتخلف أكثر دولتين متقدمتين بالماضي و هنة سوريا و العراق فإنت عم تحلم.. هذه مانها ثورات منوطة بانتماء أصحابها لحزب البعث يا حبيبي و غير هيك فإنت عم تطرح فكرة إنقللاب حزبي على السلطة و عم تعتبرها هي الثورة و غير هيك ما ثورة
بصراحة انا ما كملت قراءة مقالك ولكن من البداية الديباجة ملينة منها و انه امريكا واسرائيل والثورة ما تخلص بليلة ويوم ولا بسنة بدها كم سنة لحتى تثمر وتبدا تؤتي اكلها وجواب على سؤالك الواقع هو ربيع عربي وليس خريف عروبي
لا يمكن حل مشاكل الامة الا بالعلمانية وفصل الدين عن السياسة واذا كان البعث كما يقول احد المعلقين تسبب في تاخير سورية والعراق قرن فإن الخلافات الاسلامية تسببت في تخلف هذه الامة عشرة قرون ، والاخونجية واشقائهم سوف يرجعوها الى الوراء الف عام !! اما من يكتب تعليق دون ان يقرأ فهو ذاته من يسير بالمؤامرة دون ان يعرف ولو كان يقرأ لكان اصبع اوعى وشكرا للكاتب على هذا المقال المنطقي والتحليل المستند للحجة ، وما نراه على الساحة العربية لم يأت بجديد على مستوى البرامج وانما تبديل في الوجوه وافكار متخلفة