هل تعلم من هم هؤلاء ... الذين يريدون إيصال الملعقة إلى الأفواه . هم كثر يعيشون فيما بيننا ويعملون بجانبنا ويشاركوننا أيضاً في كل صغيرة وكبيرة وقد أكون أنا وأنت جزءاً منهم .
هؤلاء يا صاحبي ما أشطرهم في التنظير والكلام المعسول .. ظاهرهم شيء وباطنهم شيء آخر مبادئهم وأخلاقهم تتوقف فقط عن مصالحهم الشخصية . والحكومة برأيهم مسؤولة عن كل شيء وعليها إيصال الملعقة إلى أفواههم لإطعامهم وإسكاتهم كيف لا وهم أبناؤها وسكانها وعلى الأم حضانة أولادها على حد زعمهم ـ إذا انقطعت الكهرباء عن بيوتهم قامت الدنيا ولم تقعد وبدؤوا الصراخ والاستغاثة ومعاتبة المعنيين بالأمر على تقصيرهم وإهمالهم مع الهمس بضرورة مغادرة هؤلاء لمكاتبهم لأنهم ليسوا كفوئين متناسين في الوقت نفسه بأنهم يستجرون الكهرباء مثلاً بطرق غير مشروعة وبكميات كبيرة جداً تزيد عن حاجاتهم والسبب / يا بلاش كثر منه /
أما العاملون بالدولة منهم يعتبرون أن أوقات دوامهم من أجل قضاء الوقت والقيل والقال ليس إلا والتوقيع على ساعة الوصول والمغادرة أهم من كل شيء وليس لديهم مانع من الاستفادة برشوة أو سرقة بحكم موقعهم إذا ما أمكن لهم ذلك . تبدو عليهم المثالية بالظاهر وفي داخلهم حقد وضغينة يريدون كل شيء ولا يعطون شيئاً . أمثلة كنت شاهداً عليها .. مهندسة تعمل في إحدى الدوائر اختصاص معلوماتية عملها لا يتجاوز لساعتين أو ثلاث ساعات في مجال آخر لا يمت لاختصاصها بأية صلة . طالبت مراراً وتكراراً بساعات العمل الإضافي وعبرت عن الظلم والإجحاف الذي لحق بها جراء ذلك علماً أنها لا تقدم أي شيء يذكر لدائرتها وحضورها لا يختلف عن غيابها في شيء علماً أن راتبها يتجاوز /25/ ألف ليرة سورية شهرياً . ومهندس آخر طبيعة عمله ليلية وفي مكان بعيد عن اختصاصه أيضاً يدخل إلى المبنى ويغادر بعد دقائق من وصوله بهدف إثبات موجودية ليس إلا .
فهؤلاء وأمثالهم يزدادون في الأزمات فيبدؤون بالاحتكار والنهب والسلب وبث الشائعات . لا نظلمهم إذا ما قلنا عنهم أنهم يريدون الملعقة إلى أفواههم .
كلامك صحيح مئة بالمئة سيد عبدالله ولكن لما ذا لا ترى الا السواد أنت متشائم جدا