بعيدا عن الأشخاص الذين يتواجدون بحكم صلات القرابة والواجب في حياتنا هل خطر لك يوما ما أن تصنف الناس الذين عبروا أو ما يزالون متواجدين بشكل أو بآخر في حياتك, ثمة أشخاص يقودك القدر إليهم أو يضعهم على دربك كيف .....؟
لا تعرف ولماذا هم دون سواهم *الله لا يخلق شيء على سبيل الصدفة * تحتاج وجودهم فلا تملك إلا أن تستحضر ذكراهم في أي موقف أو كلمة . ولكن بعيدا عن أي تأطير لمكانتهم فمنهم من استطاع أن يجد مكانة في نفوسنا فثمة أناس معنى وقيمة وجودهم تجاوز أي إطار قد تم تصنيفه ضمن قائمة التصنيف المتعارف عليها.
صعوبة الأمر قدرتك بالحفاظ عليهم وعدم خسارتهم ولكن إذا ما شاءت الأقدار وأبعدتهم ظروف الحياة يبقى لك الانطباع الذي يدوم ليأخذ مكانه في ذاكرة الأيام تصادف الصادق الصدوق تشعر به وتتلمس صدق إحساسه بك ولكنك تفقده لأنك لا تملك أن تبادله الإحساس ذاته لأن القلب لا سلطان عليه يرحل لأنه لا يقبل أن يكون هامشيا في حياتك.
وتصادف المنافق الذي تمنحه من الثقة والأمان لدرجة الندم فتدعه يرحل بعد أن يلقنك درساً وتعاهد نفسك أن لا يتكرر وجود أمثال أولئك مجددا ,وتصادف الحنون المفعم بالانسانية الذي يمنحك بوجوده دفأ يسكن في الأعماق لتستعيده في لحظات الوحدة الباردة . يرحل أو ترحل لكنه قد ترك لك من نفسه ما يجعله عصي على النسيان .
وهناك من يقفون على الحياد ولكنك تشعر بدعمهم ووجودهم دون ضجيج لا يـتأخرون عن مساعدتك أو مساندتك في أصعب الظروف وغالبا ما يفعلون ذلك دون علمك أو بغيابك يدافعون عنك وكأنك موجود هؤلاء لا نتمنى فقدانهم ولا نملك استحضارهم حتى لو رغبنا ولكن إذا ما قدر لنا وجودهم فهم كنز وهبتنا إياه الأيام وهناك من يزرعون الأمل والتفاؤل بحضورهم وتشعر معهم أن لا شيء مستحيل وأنك خلقت لتنعم بكل ما لديك, يجعلون لكل شيء طعم ومذاق يزول بفقدانهم.
نصادف الكثيرين وبحكم اختلاف النفس البشرية لا يمكن أن تستعيد أحدا بآخر لكل إنسان بصمته الخاصة تميزه عن سواه. لكن يبقى الأجمل أن يمنحك القدر من يختصر العالم بداخلك ليكون حاضرك وذاكرتك كل ما أتمناه أن أكون ممن يسكنون الأعماق بكل دفء ويشغلون حيزا صغيرا في الذاكرة . فليس لدينا ما نراهن عليه سوى الذكرى
مرسي كتير لكل من استوقفته كلماتي
أتمنى أن يحظى كل منا بمن يقف له على الحياد.. لأنهم يزرعون الأمل والتفاؤل ليس في حضورهم فحسب بل حتى عندما تمر ذكراهم في عقولنا.. أولئك هم سبب قدرتنا على الاستمرار في هذه الحياة القاسية...
مقالة رائعة بكل معنى الكلمة.فعلا يتوجب لينا الوقوف قليلا مع انفسنا لنستطيع تصنيف المحيطون بنا أتمنى لك التوفيق
من منظوري الخاص لا اجد اهمية لأحد,على مبدأ لن يخدمك احد لسواد عيونك.لذا المرء قادر على ان يجابه لوحده ويواجه مصيره ويصارع الحياة بدون خدمات او زكاة من احد.تحية لكِ
لطالما تميز قلمك المبدع بالإحساس العالي وكتابة كل ماقد يجول في النفس , برأيي المتواضع على كل منا أن يعتمد سياسة الفرز والتصنيف والتنسيق في حياته فكل الأنواع التي ذكرت في مقالتك الرائعة تمر في حياة أي منا ولكن للأسف هناك بعض الأشخاص قد تختلط عليهم الأمور فيسيؤون التصنيف ويقعوا في النهاية ضحية سوء تصنيفهم , حيث أن القدرة على التصنيف لاتتوفر عند أي كان لأنها تحتاج إلى دقة وبراعة وذكاء وفطنة وسرعة بديهة .. أشكرك على طرح هذا الموضوع الهام جدا ببراعتك وسلاسة أسلوبك المعهودة ولك مني أجمل التحيات
أنت بتعرفي اني أول شخص قراها شكرا الك اما تعليقي ووجهة نظري فكماااااااااان بتعرفيها ميرسي جويل وسوري لاني تأخرت