أستيقظ كل صباح قبل الساعة السابعة بقليل لأجدني وبشكل لا إرادي أستل الريموت كونترول فأفتح التلفاز وأجول على الأزرار فتثبت أمام ناظري قناة الجزيرة التي بتنا نمقتها ولكننا لا نعزف عن متابعتها.
أنا من سكان مدينة دمشق و حتى أصل لمكان عملي بشكل يومي أقطع المدينة من أقصاها لأقصاها بواسطة حافلة الشركة التي أعمل ضمنها، لذلك أسعى وككل السوريون في كل صباح أن أستقرأ المشهد السوري حتى أكون على بينة مما يمكن أن يعترضني في هذا اليوم كواحد من مجموع الناس اللذين بات شغلهم الشاغل الأحداث في سوريا والتي نعانيها منذ قرابة العام وبشكل يومي.
واليوم وبشكل استثنائي تتحفنا الجزيرة بخبر مفاده أن الجامعة العربية وفي يوم واحد تعقد ثلاثة اجتماعات يوم أمس لمناقشة الوضع السوري يتناوب فيهم وزراء خارجية الدول الخليجية بالتعبير عن عظيم مشاعرهم الجياشة اتجاه ما يحدث للشعب السوري ويعدوننا بمزيد من التصعيد على كافة المستويات من أجل سحق وإبادة هذه المعاناة، فأنصت لأستمع بعد ذلك لمجموعة من القرارات التي تغفل المعاناة وتستأثر في فحواها فقط على مسألة السحق والإبادة ... والسؤال اللحظي الذي يتبادر لذهن المتتبع : السحق والإبادة لمن؟؟؟ ويأتي الجواب من خلال قراءة ما لم يكتب بين سطور تلك القرارات : للشعب السوري العظيم الذي بات ومن خلال صموده أمام آلة الحرب الضروس التي أشعلوها لتأكل الأخضر واليابس، ولم يبخلوا لتسعير أتونها بالغالي والنفيس من المال والتهييج ليصبح هذا الصمود مؤرقهم وليسيطر على ما تبقى من عقولهم حتى في غرف نومهم.
وتتوالى بعد قراءة تلك القرارات جملة من التقارير والمشاهد التي لا يمكن تصنيفها إلا تحت عنوان اللعبة الإعلامية اليومية حيث لم يستثنوا أصغر منطقة في سوريا إلا ليجعلوا فيها شيء مما أرادوه لهذا البلد الآبي وليكونوا كمن يصدر أوامر عمليات تستجدي المنضوين تحت نعالهم بغية تأجيج الموقف وزرع اللا أمان بين الناس- أصدقكم القول- في الماضي كنت أعمل حساب لما يقال وأتوخى الحذر من التوجه لتلك المناطق التي يوهمونا بأنها باتت كجبهة مواجهات بين ما أسموهم رجال الثورة السورية وبين قوات الأمن والشبيحة ...
أما اليوم فأسمع الأخبار وكأنها تتحدث عما يحصل في توروبورو أو أي بلد آخر ولا ألقي لها أي بال، ومن الواقع الحياتي المعاش في سوريا صرنا متيقنين وبشكل لا يشوبه أي شك بأن ما يروج عن الأحداث المؤلمة من خلال المنابر الإعلامية مضخم بأكثر من مئة مرة عما يحدث على أرض الواقع، هذا ما يؤكده جميع المتابعين من حولي في الوظيفة أو من الأقارب وفي مناطق مختلفة ومتباعدة من وطننا الحبيب..
أما ما استوقفني اليوم بما بثته الجزيرة هي الثواني المعدودة من شريط حصلوا عليه للظواهري ( زعيم القاعدة ) يدعو فيه لمواصلة الجهاد من أجل الإنتصار في سوريا!
وأضع هذا الحديث بين يدي المفكرين من أبناء شعبي العظيم لألفت نظرهم وأعيد للأذهان عن الصلة المعروفة بين هذا المأجور وتلك المحطة ... وبشكل أعمق عن علاقة هذا المأجور الحقيقية مع إدارة القتل الأمريكية. وفهمكم كفاية!
النصر لسوريا والموت والدمار لأعدائها...ودمتم سالمين.
لك آخ و الف آخ ..كلام جميل ..بس الاجمل لو كان كل اهل سورية بيفكروا هيك...الله يفرجا علينا عن قريب آمين
اليس افضل لو ان هناك وسيلة اخرى تغنيك عن الجزيرة القطرية لمعرفة ما يجري في سورية او ريف دمشق او الحي الذي تسكنه.عنده فقط يكون لكلامك معنى اما الان فمن لنا غيرها؟
سلم الله فمك لأنك قلت يللي بدنا نقوله من زمان وفعلاً هذا السيناريو عم يعيشه كل السوريون من أحد عش شهراً وبقول للشباب الطيبة حاجتكم تنفذو مخططات الغرب وتدمروا البلد ويللي ما عاجبيتو العيشه يروح لدول الخليجيين بلكي بلاقي عيشة أحسن وبريحنا من عمله الإجرامي، وشكراً ...
شكرا اخي العزيز الأستاذ (afjsa1 ): كلمات رائعة ومشاعر جميلة ورأي يحترم وواقع نعيشه جميعا الله يفرج عن هذا البلد وعن الشعب ولعل التاريخ سيكتب عن الدكتور بشار انه الرجل الذي هزم نصف العالم بصمود شعبه ومحبته