منذ بداية الأزمة في سورية والمعارضة بكافة أشكالها الداخلية والخارجية ترفض الحوار مع السلطة وتفرض شروطاً على الحكومة السورية تعتبر غير مقبولة من وجهة نظر ما نسميه حالياً بفريق السلطة أو الموالاة ..
مما جعلنا نستغرب مواقف المعارضة حيث أن الحكومة رغم أنها هي التي تسيطر على الأرض وتمتلك القوة العسكرية وتحظى بدعم شعبي إلا أنها هي من يطلب الحوار والعجيب أن المعارضة وخاصة تلك التي لا تملك تمثيلاً حقيقياً على الأرض أو أن تحظى حتى بثقة ثلث الشعب السوري تصر على رفض المحاورة وتلح على ضرورة تنحي الرئيس وبل تطالب بالتدخل الخارجي بشتى أشكاله وكأنما أغرتها الأسلحة والأموال التي هربت إلى بعض من يوالونها داخل الأراضي السورية أو أغراها مواقف بعض الدول الاستعمارية التي لا يهمها لا المعارضة ولا السلطة وأقول سلطة وحكومة وأرفض التعبير عن ذلك بما يسمونه بالنظام لما يحمله هذا المعنى من أبعاد سياسية تتجاوز حدود الحكومة المدنية وترمي بها إلى مستوى الحكومة العسكرية والديكتاتورية والتي أراد الغرب بهذه المصطلحات إسقاط الحكومة السورية وبسواعد سورية تحت مظلة الدبابات الأمريكية والطائرات الأوربية وبعيداً عن ذلك فأننا نتعجب من المعارضة التي جاءت إليها فرصة ذهبية لتتبوأ الصدارة في إصلاح الحكومة وإحلال الديمقراطية في هذا البلد لتقوم برفض هذه الفرص واضعة نصب عينها الوعود الغربية بالتغيير بالتدخل العسكري المباشر وغير المباشر والأموال التي جنتها من دول خليجية ناصبت البلد العداء وحرضت قنواتها على الطائفية والحرب الأهلية
وإضافة لدول أخرى إقليمية قدمت السلاح لهذه الجماعات ليقوم السوريون بقتل بعضهم بعضاً ويرفضون التحاور فيما بينهم لتسود شريعة الغاب وتنتشر الفوضى وإذا كان هذا حال المعارضة الخارجية فأننا نتسأل عن المعارضة الوطنية التي تحملت الكثير من أمراض الحكومات السابقة ونزوات بعض المسؤولين الفاسدين فإذا تجاهلنا من يحمل السلاح أو من يخون بلده ويحرض على التدخل العسكري فلماذا ترفض المعارضة الداخلية الحوار لماذا لا تطرح المعارضة الداخلية مبادرة تخرج البلد من أزمته إلى بر الأمان بعيداً عن التدخلات الخارجية والأموال الخليجية والأسلحة الغربية لما هذا التعنت وطرح الشروط من قبل هذه المعارضة التي يتوجب عليها أن تنأى بنفسها عن المسلحين وعن كل من يخون وطنه ويحرض على التدخل العسكري لما لا تطرح هذه المعارضة برنامج عمل سياسي واقتصادي تفرضه على طاولة الحوار مع الحكومة إذا كان هناك طرف يعارض طرف أخر فالحل هو الحوار و صندوق الاقتراع لا بإلغاء الأخر وتحميل الحكومة كل العنف والقتل الذي يجري في البلاد من أجل الحصول على مكاسب سياسية أو انتظار مالذي سوف تؤول إليه الظروف السياسية الدولية فإذا كانت المعارضة تطالب بالديمقراطية وهذا ما يصبوا إليه الشعب في سورية
فهل الديمقراطية تكون بإلغاء الأخر ورفض الحوار معه والتشدد في زمن تكالبت فيه الدول والأمم على هذا البلد وأصبح الوطن معرضاً للتمزق والتشرذم إلى طوائف وإمارات ودويلات تحت ستار الديمقراطية والحرية وهنا نسأل هذه المعارضة هل أن وعود الغرب ودباباته وطائراته قد جلبت الحرية والكرامة للشعوب إننا نقدر للمعارضة الداخلية مواقفها الوطنية ورفضها التدخل الخارجي ولكن ما الذي قدمته المعارضة من بدائل وحلول للازمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ 11 شهراً وإذا كان لكل حزب أو فئة سياسية برنامج عمل سياسي واجتماعي واقتصادي فما هو برنامج عمل المعارضة وما هي البدائل عن هذا النظام السياسي الموجود في البلاد منذ 40 عاماً - نحن لا نسمع من المعارضة سواء الداخلية منها أو الخارجية سوى ديمقراطية وحرية فهل النظام السياسي لا يتضمن سوى هذان المصطلحان الجيو سياسيان هل المطالبة بتغيير نظام سياسي معين يكون بحمل أمراض هذا النظام الذي نطالب بتغييره من إلغاء دور الأخر وتغييبه وتسفيهه والتي وصلت عند البعض لحد التكفير والتخوين والسعي نحو السلطة أننا لا نتهجم على أحد ولا ندعي الانضمام لفريق سياسي معين
ولكننا نناقش قضايا وطنية تطرح على الأرض تتعلق ببلد تعصف به الأزمات ويتطلب حلول أصلاحية يجب أن لا ينفرد طرف معين بفرضها على الأرض تحت الأستقواء بالسلاح أو الاستقواء بالخارج مما يوصل عناصر الحل إلى طريق مسدود بل نطلب من كل الأطراف في الموالاة والمعارضة العودة إلى سقف الوطن والتحاور بعيداً عن التجاذبات السياسية أو العنف بكافة أشكاله فلماذا لا تستجيب المعارضة للحوار رغم أنه ضرورة وطنية لما لا تتجاوز المعارضة الأحقاد والمشاكل الماضية مع بعض المسؤولين وتفتح صفحة جديدة مع فريق الموالاة تسهم بأنهاء الأزمة والقضاء على العنف بدلاً من حملات التكفير والتخوين التي تمارسها بعض فرق هذه المعارضة في ظل انتشار القتل وتراكم الجثث في الشوارع إضافة لكيل الاتهامات للسلطة واعتبارها المسؤول الوحيد عن العنف الذي يريق دماء ألاف السوريين وغض الطرف عن المجرمين والتكفيريين الذين يعيثون في البلاد الفساد ويهلكون العباد وهذا السؤال نطرحه اليوم على شركائنا في الوطن علنا نجد أذاناً صاغية لكل إنسان حريص على وطنه ويسعى لأنهاء هذه الأزمة التي لن تنتهي إلا بعزيمة السوريين وتمسكهم بوحدتهم الوطنية وعدم فرض المواقف والأبتعاد عن حملات التحريض والتخوين وغيرها ممن كانت سبباً أساسياً في توسيع الهوة بين الأطراف المتحاربة وغدت بحد ذاتها مشكلة تهدد وطننا الحبيب بالتمزق والتشتت
أيها الكاتب المبدع و المنتقد, ألا ترى و تسمع ما يدور هنا و هناك, بعد كل هذا القتل و القمع تقول حوار, و من طلب من البداية غير الحوار الشفاف و البناء, و لكن قوبل كل ذلك بالقتل و التعذيب, أتريد منهم أن ينسوا كل ذلك و يجلسوا ليتحاوروا مع القتلة, مع اللصوص,مع المرتشين, كن واقعياً و أشر الى الخطأ الأساسي ولا تنظر إلا ما نحن عليه الآن لأن المركب قد فات و رحل , و نحن كلنا نمشي إلى الهاوية, فإن قبل الثوار الحوار فهو يوم سعدي و سعد كل السوريين و لكن إسأل نفسك : أيقبل النظام بشوط الحوار: محاسبة القتلة ؟
في بداية الازمة عقدت عدة مؤتمرات للحوار وشاهدنا في احدها كيف يضرب احد المتحاورين حتى في البرامج الحوارية على التلفاز يتضارب ويشتم المتحاورون بعضهم