syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
جائزة الألم... بقلم : ماجد جاغوب

 في صحراء قاحلة ليس بسبب خلوها من النبات ولا الحيوان ولا من البشر ولا من المياه العذبة والمالحة ولكنها قاحلة بسبب  ضحالة  التفكير وضيق الأفق


قرر  القيمون على أهل الصحراء القاحلة فكرياً إنشاء حلبات مصارعة  متجاورة بفواصل شبك من قضبان الحديد المقوى ودفع اهل الصحراء إلى الدخول في جولات مصارعة حرة وليس المهم ان يكون في الحلبة عشرون أو  ثلاثون متصارعا لكن الاهم هو  استخدام الانسان كل طاقاته ودون تفكير لإنهاك الطرف المقابل أو  إنهاء حياته والبدء مع متصارع غيره لا زال واقفا على رجليه حتى تصبح الساحة المخصصة لا تتسع للمتصارعين ويكملون مهمتهم في التصارع بجد وإصرار منقطع النظير دون الالتفات إلى مكان وقوفهم حيث ان الأجساد العاجز أصحابها عن الوقوف أو  جثث المتصارعين أصبحت تشكل الأرضية للمتصارعين ولكن الانشغال بإكمال المهام التي ليس لها هدف ولا نهاية يفقدهم التركيز حتى تحت ارجلهم أو  الالتفات إلى خارج الحلبة إلى الحلبات الأخرى أو  إلى مقاعد المتفرجين والمشجعين  

 

وهناك هدف يجب الانتهاء منه وهو ان تخرج حياً حتى ولو على العكازات أو  كرسي متحرك وبعد ان يحس من تبقى على قيد الحياة بالإنهاك يرفع يده بإشارة نصر هزيلة بإصبعيه ولكن اشارة النصر نحو  الأسفل لان المتصارع البطل  عاجز عن رفع يده والسؤال لهؤلاء أي نصر تحقق وأي جائزة نال المتصارعين سوى انهم كانوا لعبة تسلية للمتفرجين والمشجعين ممن ماتت ضمائرهم اذا كانت لديهم أصلاً لان الموت هو نهاية كل حي وموت الضمير مرتبط ومشروط بان يكون الضمير حي ومن المحتمل ان  يكون موجودا ولكنه ميت سريرياً ولا فرق بينه وبين الاموات والسؤال إلى اين يوصل غباء هذه النماذج الذين غاب عن بالهم نظرا لضحالة تفكيرهم وضيق افقهم وانعدام فطنتهم ان هناك حياة بشر غيرهم مصيرهم ومستقبلهم معلق على حافة الهأو ية التي هي المصير المحتوم للجميع حتى من كان لديه القليل من الإدراك والسبب يعود  لتفاهة تفكير المتصارعين  وغباءهم عدا عن مصير زوجاتهم وأبناءهم وأهاليهم  

 

أنها عقول مشوهه أصلاً أو  تم تشويه طريقة تفكيرها بالمال أو  الفتنة أو  الغباء التلقائي  ولا يدرك هؤلاء انهم ليسوا وحدهم من يتسلم جائزة ألألم بل كل من شاء له القدر ان يولد على  هذه البقعة الجغرافية من وجه الكرة الأرضية ولو كان التفاهم مع المخلوقات الأخرى ممكنا لاختارت هذه المخلوقات ان تعيش في غاباتها العذراء أو  في قاع البحار والمحيطات حتى لا تشاهد أو  تعايش ما يعمله الانسان بنفسه وبغيره من اعمال يندى لها جبين المخلوقات الاخرى  ولا نقول الانسانية لانها شعار اجوف وقناع لكل ما هو غير انساني ولا أخلاقي واذا كان الدفاع عن الخطأ هو الصواب فان الخلل كامن في أعماق تفكير مخلوق اسمه الإنسان

 

2012-02-25
التعليقات