syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
مات الشهيد وكان يعرف موعد موته... بقلم : نضال مشعل

إهداء الى الروح الطاهرة.....................من أمنت بان الشهادة    رائعة   في زمن الفجيعة


رحمك الله  شهيدنا الشيخ احمد صادق وانا متيققن انك  في مقام عليين عند رب العرش العظيم.

 

الأجساد تمرض وتصاب بكثير من الإسقام والعلماء يبحثون دوما عن العلاج المناسب وهناك نجاحات وإخفاقات  لكن الأمل والدواء   بقي دوما مفتاحا للشفاء ,   ومن كان مؤمنا نجد روحه  متعلقة برحمة السماء.

وهناك إمراض جديدة  تدخل حياتنا  لعل اشد الأوجاع قهراً وألماً تكون برداً وسلاماً  منها.

 

في زماننا  تبعثرت مجموعة القيم  وتبددت معايير الكرامة والشرف  والنبل والوطنية  والانتماء . أصبحنا في زمن العولمة كالقطيع الأعمى نسير نحو المجهول  ننتمي لثقافة  الرعاع   وهي بالمعنى الشامل ليست  ثقافة هي مجموعة الإحداث اليومية الباهتة والسريعة والتي لا تنتمي إلى أية قيمه , تشكل منظومة الحياة المعاصرة  ولحمايتها ندخل من بوابة الحرية الشخصية والنظام الديموقراطي الذي يدافع عنها.  لان هذا النظام الجديد والذي استوحى الكلمة (الديموقراطية) يدافع عن وجوده  وكينونته  من خلال هذه الفوضى المنظمة والخلاقة والتي لا تنتمي إلى اي موروث سوى اللحظة الآنية والمصالح ورسم مستقبل هذه الفوضى. من خلال أدواته الواهنة  القطعان المنتشرة في كل مكان, تم حقنها وتسمينها وتغذيتها خلال السنوات القليلة الماضية  لتكون جاهزة للتغيير المطلوب.

 

  أهم معالم هذا الزمن  غياب العقل  واللعب على أوتار القلب والرغبة والذاتية ورفض الأخر وتكريس المفاهيم الطائفية لتكون سلاحا إضافياً لكنه تدميري وفتاك وقادر على الوصول إلى الأهداف  المجنونة   بسرعة خارقه .  وتكريس مفاهيم الصورة الواحدة للمشهد  . لذلك نجد أصحاب هذا المفهوم  قد انشؤوا  المحطات الفضائية  والتي تعمل على اختراق عقول القطعان للوصول بهم إلى الأهداف المرسومة. ونجد هذه الصورة واضحة تماما في المشهد السوري......   هناك جموع من القطعان العمياء لا ترى من المشهد سوى تلك الصورة التي أريد لهم أن يروها. عبر فضائياتهم  ومفكريهم  ومنظريهم  .....واشد ما في هذا المشهد من غرابة   . تلك القدرة على التنقل من موقع حدث إلى آخر  وبالعلب   على  أحلام كل مجموعة يتحدثون إليها  وكان هناك وحي يعطيهم كل تلك المواعظ والتقديرات والتحليل مع ابتسامات بلهاء يشعرك المتحدث  بأنك مسكين واهن ويجب عليك ان توقن يقينا بما  ينضح. وان تسلم بحقيقة ما يبثون.  إضافة الى سؤال غرائبي ينتابني هي قدرة الانتقال من موقع اليسار إلى اليمين  . من القومية والوطنية  الى النوم الهادىء في حضن  المحتل.

 

لعلنا جميعا نعرف بأن الصراع السني الشيعي وجد بعد وفاة الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام.  ولم تتغير أدبيات السنة والشيعة خلال تلك القرون البعيدة . وبقي الصراع نائما  مرتكزا على قوانين المواضيع المشتركة  وإبقاء الخلاف بعيداً كونه شكلي ولا يمس جوهر الإيمان.  رغم وجود الكثير من العلماء المتطرفين في غلوهم الديني  خلال تلك العقود

 

المشهد تغير بشكل جذري  ليصيح الصراع دمويا وقابل لحرق المنطقة بالكامل.. وكل ذلك مع غياب العقل.

 

إسرائيل أصبحت صديقه وقتلها رحيم وطائراتها حمائم سلام  واحتلالها حق تم أعادته  فهو وعد ألاهي . وتهويد القدس وتدمير الأقصى  شيء  حتمي بانتظار  ما قبل يوم القيامة . عندها سوف يتحقق النصر لنا  وستخبرنا الأشجار والحجارة عن اليهود وعندها سوف ننتقم منهم  شر انتقام  أما الآن فاللبيت رب يحميه   ولا نمتلك القدرة والإرادة  لقتالهم  لأننا وللأسف لا نملك شيئا  سوى  ما يعطونا   وما يسمحون به.

 

وأحجية الموت في سوريا  .....لا ترحم أحداً ....تقتل من  يقول  أنا مع سوريا وطنا واحدا قويا موحدا ....يحاول الموت القادم  من تلك الغرف السوداء ان يقتل صوت الحق   ...أنا أرى ذلك حقاً لكن القطعان تراه بطوله وقتل للخونة  .....

 

لماذا قتلوا شهيدنا الشيخ احمد صادق   الكل يعلم  لكن بتناقض غرائبي   بين مفاصل الشهادة والخيانة  هكذا انقسمت الجموع  .وهذا الانقسام وهذه المشاهد المروعة هي تلك الأمراض  الجديدة  التي تحدثت عنها  ,هي مرحلة الانقضاض على الحقيقة.  هي انقلاب كوني مبرمج  على كل المفاهيم و مجموعة القيم  وتحويل المنطقة  إلى حضيرة قطعان  مدربة  تتقن جميع ألاعيب  السيرك والكلاب المدربة .

 

ومن موقعي كانسان  اشهد روحي المتعبة وقلبي الموجوع  باني  حزين على كل قطرة دم تسفك في سوريا . موجوع بك يا شيخنا الشهيد ...ومع روحك الطاهرة  ابعث  حزني وألمي نحو السماء  لان روحك حملت شمس الحقيقة .  والحقيقة دوما لا تموت.

ولاني ورغم توصيفي  الكئيب ما زلت مؤمنا  ...متيقناً من الانتصار  لأننا نملك الملايين من شيخنا الشهيد.

 

أقولها حقا  مثواك الجنة   ودمك حي لا يموت

2012-03-02
التعليقات