بسم الله الرحمن الرحيم
كم هي غريبة حياتنا، تحمل بين طياتها المفاجآت، تمضي السنين وتدور الأيام، نقابل أناس ونلتقي بشخصيات عديدة ومختلفة سواء بالشكل، بالتفكير، بالمعتقد...إلخ.
ولكل فرد منهم قناعاته الخاصة وطريقته المميزة في التعامل مع بني جنسه وأسلوبه الفريد في التفكير والنظر للأمور، سواء أكان خيراً أم شراً، خطأً أم صواباً، فيضيف البعض ممن نقابلهم لوجودنا شيء ما ذو قيمة وأهمية ويأخذون بأيدينا حتى نصل إلى بر الأمان فيفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ويكونوا خير سند لنا ونكن خير سند لهم فعلاقتنا بهم تقوم على الأخذ والعطاء ولا يفرقنا سوى الموت (أولئك هم الإيجابيين)
وعلى النقيض من ذلك يدخل البعض حياتنا ويشعرون بالراحة المستمدة من وجودنا معهم فنعطيهم وبكل صدق ما نملك، ونسعد لسعادتهم ونأسى لأساهم ولكن بوعي أو دون وعي منهم يحاولون الخروج من حياتنا بعد ما خلفوه من سلبيات وآلام كرد للجميل! وعلى الرغم من مقدرتهم على خلق الإيجابيات وإدخال السعادة لقلوبنا يكتفون بالأخذ دون العطاء، أو قد يكون عطاءهم سلبي وليس بذي قيمة وهم على اعتقاد أن ذلك هو الحل الأنسب، أو أنهم يعللوا ما قاموا به خوفاً علينا ورغبة في المحافظة على سلامتنا (أولئك هم السلبيين).
ومن تلك الأسباب أيضاً والتي يمكن أن أخمنها إن سمحتم لي لتصرفات أولئك السلبيين ،اتسامهم بالأنانية وحب الذات أو قد يكون ضيق الأفق لديهم أو ضعفهم هو الذي دفعهم لاختيار طريق الاستسلام والهروب فلو أنهم حاولوا النظر لتلك العلاقة الإنسانية من زوايا مختلفة وبطريقة أكثر إيجابية لارتاحوا وأراحوا، لو حاولوا أن يستخدموا نقاط القوة الصادقة (في حال كانت صادقة أساساً!)، عندها سيكون بمقدورهم أن يبددوا أي شيء سلبي ويحققوا علاقة إنسانية قائمة على الأخذ والعطاء، وسيكون بمقدورهم ذلك لأن العلاقات الإنسانية لا تقتصر على نوع واحد فهي كثيرة ومتعددة وكل فرد يختار منها ما يناسبه ويرضيه ويرضي الطرف الآخر دون أن يقتل ويدمر علاقة قائمة بذاتها.
وهناك بعض الأشخاص لا نشعر بهم فهم كالسراب قد نتوهم للحظات بتأثيرهم ولكن نكتشف أنهم لا شيء، فهم كالغبار المتطاير يحركه الهواء كيفما شاء فعلى الرغم من تواجدهم ضمن حياتنا ولو لفترة قصيرة إلا أنهم لا يشكلون قيمة لا إيجاباً ولا سلباً، لا عطاءً ولا أخذاً، فلا هم بالسلبيين ولا بالإيجابيين ويمكن أن نسميهم بفئة (اللاشيء).
تلك هي نماذج بني البشر، لكن كيف يجب علينا أن نتعامل مع كل نوع، فلا مفر من مقابلة تلك الأصناف مجتمعة فكيف السبيل للتواصل مع هكذا نماذج؟
أهم ما يكمن بطريقة التواصل مع تلك النماذج أن لا ندع مجال للسلبيات أن تستحكم منا من جراء أي علاقة مع أي صنف، فليأخذ الإنسان الواعي والعاقل ما يجده إيجابي في أي علاقة أو موقف مر به، وليلقي بما بقي وراءه دون الالتفات للخلف، وبالنسبة للإيجابيين عليه أن يسعى وبشتى الوسائل للمحافظة عليهم وتطوير علاقة معهم أروع من أن توصف فهي علاقة متبادلة بين الطرفين قائمة على الأخذ والعطاء، علاقة لا يقف بوجهها شيء سوى الموت فهي علاقة صادقة لا تقبل الحلول الوسط
وبالنسبة لأولئك الذين نسميهم باللاشيء فلن نكلف نفسنا عناء التفكير بهم فعلاقتنا بهم معدومة (لا علاقة)، فهم كالغبار لا يتطلب سوى النفض، وأما الطآمة الكبرى بأولئك السلبيين فلا بد أن علاقتنا بهم غير متوازنة لقيامها على الأخذ دون العطاء، فهي علاقة فاشلة لاتسام أحد أفرادها بالأنانية فأولئك عندما يحاولون العطاء يكون ذلك بدافع إراحة الضمير والحفاظ على صورة إيجابية لذاتهم ولذلك يكون عطاءهم سلبي في مجمله، أولئك نحن بغنى عنهم..........
اعتقد انه لا يوجد لاشيء فعندما توجد بمكان تستطيع ان تكون به ايجابيا أو سلبيا ولا تكون هذا ولاذاك فعندها ببساطة انت سلبي لأنك كنت قادراً على فعل الخير ولم تفعله وترك فعل الخير بلا مبرر هو فعل للشر
ماذكرت يا انسة صحيح ولكن هكذا سنة الحياة وكل انسان عنده الخير والشر ويستعمله حسب مايناسبه من موقف وانت كذلك ماعدا الانبياء فقط كلهم خير لذا يجب ان يتوقع الانسان من الاشخاص اللذين حواليه رد فعل قد يكون خيرا او شرا حتى ولو من اخونه او اولاده او اصدقائه هذه سنة الحياة وارادة الله في الارض ولانسان اعطاه حرية الاختيار وشكرا على مساهمتك
بالفعل نحن بغنى عن أي فرد سلبي بحياتنا. دمتي ودام قلمك عاشقة الليل
اعتقد انك حكيمة, وفيلسوفة بفكرك,وتنتقلين من فكرة الى اخرى بسلاسةاتمنى لك مزيدا من التقدم ,وان يتاح لك جمع ماكتبت في كتاب.يستفيد من فكرك القراء
صديقتي العزيزة أصبح من النادر في هذه الأيام التعارف على أصدقاء بكل معنى الكلمة حيث أن المصالح والأعمال هي من تجمع الناس في هذه الأيام وعند ذهاب هذه الأمور بين هؤلاء الأشخاص تذهب معها صداقتهم لأن الصداقة الحقيقية والأصدقاء الإيجابيون لا يهمهم كل هذه المصالح وهم من يبقون في حياتنا ..
علينا بالمقام الاول أن نسعى لنكون من الايجابيين ونسعى أن نقوي علاقاتنا بالايجابيين ونبتعد قدر الامكان من السلبيين الذين يقتربون منا ليستغلوننا ويبتعدون عنا عندما ينتهون
أعزائي القراء لكم مني كل الشكر وتعليقاتكم لا بد أنها تغني المكتوب ولكن ما لفتني بالدرجة الأولى هو تعليق الأخ أديب فهو غاية في الأهمية، ففعلاً لكل امرئ من اسمه نصيب يا أخ أديب، شكراً لك ولمرورك.