syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
ملوحة بحار العرب ... بقلم : ماجد جاغوب

ملوحة البحار 


 البحر الميت في فلسطين نسبة الملح فيه  عاليه منذ  قديم الزمان ودموع العرب على فلسطين زادت نسبة الملوحة في هذا البحر المسكين والملقب بالبحر الميت  

 

أما عن البحار الأخرى في العالم فقد بكينا الأندلس ولم نزل نبكي عليها منذ مئات السنين وتبع سقوط غرناطة  العديد من اشباهها والخلل نفسه تكرارا لجوهر ما حدث في الأندلس مع فوارق بسيطة تتعلق بتغير الزمان والمكان والأبطال المقلوبين والسؤال ألم نشبع بكاءاً على  ما صنعناه بأنفسنا لأنفسنا وأجيالنا بأيدينا  مختارين الركون إلى الراحة كحال ركود مياه البرك لتتحول إلى مستنقعات دون رغبة أو جرأة في معالجة الأمور من جذورها لان الذي جرى و لا زال بإتباع نهج محأولات فاشلة وقاصرة لمعالجة النتائج والإفرازات بشكل خاطئ  الأمر الذي حول الإفرازات والنتائج لمهمات وأهداف مركزيه وغابت القضايا المركزية أو تم تغييبها عمدا لإشغالنا بأمور تساهم وتساعد في تراجعنا

 

 وقد انقلبت الألفية الثانية لتصبح ذكرى من تاريخ مضى وبدأت الألفية الثالثة  ولكن هل البكاء اليوم على ماضي كان سيئا بكل المقاييس  سيعيد الزمن إلى الوراء من المؤكد  انه لا عودة لدولاب الزمن واليوم نبكي على ماضي سيء لان الحاضر أسوأ والغد مجهول  ولا بوادر بشائر في الأفق فالانقسام ماضي في طريقه إلى تفتيت والقبلية والطائفية والفئوية والمناطقية والعرقية والتفرقة في اللون والمعتقد تتجذر وهي دليل مرض امة بكاملها  وابطال داحس والغبراء وحرب البسوس والزير سالم وابو زيد الهلالي تقمصوا وجوها حديده تناسب الألفية الثالثة

 

 ففي فلسطين لوحدها لنا دولتين دون أي سلطة على الأرض وما ينقصنا هو تصويت الامم المتحدة لإقرار دولتين لفلسطين وبهذا نحقق الحرية والنصر على الورق ولكن على الأرض التي هي من تجسد حقائق التاريخ فبساط الأرض ينحسر ويضمر لصالح المستوطنات والاقصى والقيامة سبايا ولا من مطالب وذكرهما يثير غضب البعض ممن يحأولون تناسيهما واكراه الامة على نسيان القدس وفلسطين لأنها أصبحت صداع وقد هلك البعض من اسم فلسطين مع انه بني سمعته الإعلامية وشهرته على عذابات وجراح شعبها الذي كانت تعتبر مظالمه التاريخية

 

   ومناظر معذبيه مادة إعلاميه دسمه ولكن اليوم هناك ما هو أهم وهو إكمال تفتيت جغرافيا الامه وإدخالها في اتون الفتنة والاقتتال إلى ما لا نهاية  وقد اجتمعت الحقيقة والعدالة والانسانية في ليلة انقلاب الالفية الثانية إلى الثالثة وبعد مراجعتهم لملفات العدالة والإنسانية في العالم انقلبت بهم المقاعد إلى الخلف من كثرة الضحك على الحقائق المقلوبة التي  زادت انحرافا بدخول الألفية الثالثة إلى التاريخ وخروج الألفية الثانية منه  

 

وعلى ما يبدو ان امتنا تسير في تطورها عكس تقدم الزمن والعالم يسير إلى الامام ويرتفع على درجات  سلم التطور والحضارة  ونحن ننزلق بسرعة إلى الخلف ونهدم بأيدينا ما تم بناءه   مع انه متواضع مقارنة بالامم الاخرى والكل يسال الاخرين لماذا يحصل لنا هذا وهو مساهم في جر الامة إلى الخلف انزلاقا نحو الهأوية والكل يبكي منذ البسوس وداحس والغبراء والنكبات والنكسات حتى اصبحت بحارنا اكثر ملوحة من دموعنا التي ليس لنا الحق في ذرفها لاننا جميعا خاطئون ولا يمكن لطرف ان يتحمل الانزلاق نحو الهأوية والصامت شريك سواء ادعى انه موافق أو رافض أو معارض أو معترض

 

2012-03-04
التعليقات