syria.jpg
مساهمات القراء
شعر
مـــارد الشـــــعر ... بقلم : يامن أبو هايله

في زمن الحرب ... هل يبقى فينا قدرة للحب ؟؟

عندما سأقول أحبكِ


سأهز عرش النساء بكفي اليسرى

وعلى كفي اليمنى

تتعلق كل النجوم بطرفِ خاتمي ...

 

سأحيا من جديدٍ

كي يهاجر الشتاء في عيوني

ويعود الربيع ويولد في فمي ...

فيغزو الياسمين جلدي

وتتفجر من أحداقي ينابيع الزمزم ِ ...

 

 

سأحيا من جديدٍ

فأنتِ من سيعيد رسم خرائطي

وأنتِ من سيرمى الأسماك  تسبح في دمي ....

وأنت من أمطرت فوقي كل سحاباتها

بماءِ الورد فأزهر الليمون على مبسمي ...

 

وهطلت من السماءِ وكأنما

الله يرمي الورد على الشهيد الأكرمي ...

فجلعتِ دمشق تغفو على كتفي

كأميرةٍ ثملى

 

تشرب خمرها من نار عنقي المضرم ِ ...

فغدوتُ كألفِ كاتب

تدور حولي كل الكواكب

كألف عاشق ٍ وألف ثائرٍ وألف راهب

 

والشمس تشرق من جبيني المظلم ِ ...

فيغار الكون منك

فكيف لا .. وانت من جاءت اليّ بالبشائر

فتعانق الزنابق من الغيرة ِعروق معصمي ...

 

 

عندما سأقول أحبكِ

ستجتاحني من كل حدودي حبات الكرز

وسيتفجرُ الرمان في جميع مناجمي ...

سأعود لحربي من جديدٍ

وسـيُـعلن كل تاريج الإناث العصيان على فمي ...

 

وتهاجر الأصداف بحارها

وفوق القصائد العذارى كالشهيدات سترتمي ...

فشعري إليك ... كألفِ محيطٍ

والبحار جميعها ليست إلا

كالحروف في معجمي ...

وشعري قبلك ما كان إلا

كخربشات ِ الاطفال على الرصيف المعتم ِ ...

 

وشعري غدا سيلمع في كل قلبٍ

كنقش الحناء على النهدِ الناعمِ  ...

سأعود من جديدٍ

وستعود كل الغيوم بصحبتي

 

وموسم الامطار سيصبح من جديد موسمي ...

وسيعود موسم الشعر

وستعود أيام القصائد العرمرمِ ...

امد لحبيبتي الحروف منذ مولدها

وامشط شَعـر القوافي في ترنمي ...

 

لا تحسبي إن كنت افرد أوراقها

في دربك تحت الأقدم ِ ...

ذُلاً لها !!

فقد خُـلِقـتي كي تمشي فوق الشِـعر 

لا أن تحلمي ...

رفـعَـتكِ الأبيات وطرتي بها

والشعِـرُ فيكِ لامس خد الأنجم ِ ...

 

فلولاك يا صغيرتي

لبقينا أنا وقصائدي

حبيسان قعر القمقم ِ ...

نضرب الكأس بالكأس ِ

كالمغفلين نشرب ونسكر من مُـر ِ العلقم ِ ...

 

عندما سأقول أحبك ِ

ستكشف عيناكِ عن لونها

فتفيض شرايني

ويستوي حُـصرُمي ...

سامحيني فلونها "العسلي"

 

فوق طاقة ماردي

أربكني لعثمني خلاني مثل الابكم ِ ...

أغرق فيهما

ومن جفن ٍ لجفن ٍ على الاهداب منحوراً أرتمي ... 

 

سأحبك

وستحبك لأجلي القصائد

وستكون لك  في غربتي كالمُحرَم ِ...

وستطلق عليك كل أسماء النساء

وتختصر بك ِ

 

كل الإناث في عالمي ...

فتكوني لها الأقلام

 

وتكوني لها السطور وحبري المتكلمِ ...

فحتى الصفحات نطقت بكِ

تخيلي !!

ذابت فيك كالعاشق المغرم ِ ...

 

عندما سأقول "أحبكِ" من جديد  ...

أضيع من نفسي

لا أريد أن أعرف من أنا 

أنسى عمري

 

وأنسى لأي جيل كنت قبلك انتمي ...

أنسى كل شيء عن حياتي

فربما سأخلق من جديد

بعد احتراقي وتفحمي ...

 

2012-04-01
التعليقات