syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
رسول العلم... بقلم : فادية الشام

 قف للمعلم وفِّه التبجيلا            كاد المعلم أن يكون رسولاً


نعم إنه رسول !! كيف لا وقد كانت الرسل تحمل رسالات ربها إلى أقوامهم ليخرجوهم من الظلمات إلى النور , وليفتحوا أمامهم طريق الخير الذي يدلهم على الله رب العالمين ويغلقوا طرق الشر التي كانوا فيها يغرقون .

 

وكذلك المعلم فإنه يحمل رسالة العلم ليخرج الناس من ظلمات الجهل إلى أنوار المعرفة ولهذا فليس بغريب أن يعتبر المستشرقون سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم المعلم الأول للبشرية فهو (ص) لم يعلمهم أمور دينهم وما يقربهم إلى الله زلفى فحسب بل حمل لهم علوم الدنيا والآخرة وما زال العلماء حتى يومنا هذا يكتشفون كثيراً من الظواهر التي أشار إليها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في كل المجالات العلمية والتربوية والسياسية والصحية والنفسية والاجتماعية وبذلك وصفه الله عز وجل بقوله (( لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنة ))  

 

فمن هو المعلم ؟! هل هو ذلك الذي يعلم الطلاب في المدارس والجامعات في شتى العلوم والاختصاصات فحسب .....

لا.. فكل شخصٍ فينا يجب أن يكون معلماً ولعل أولى الناس بهذه الصفة هي المرأة التي تعادل نصف المجتمع وقد أشار الشاعر إلى ذلك فقال :

 

   وإذا النساء نشأن في أُميّةٍ          رضع الرجال جهالةً وخمولاً

 

كما أن صاحب كل مهنةٍ هو معلمٌ يعلم الآخرين أسرارها وخفاياها ومزايا إتقانها ليبدعوا فيها فالعلم أساس الإبداع في كل شيء .

فإليك يا رسول العلم !! يا من كنت ولم تزل شمعةً تحرق نفسها لتنير للآخرين دروب الخير .

يا من ضممت تحت جناحيك أكبادنا الصغيرة فأنرت عقولهم ...

 

وأنطقت ألسنتهم ... وأدبتهم فأحسنت تأديبهم ليخرجوا إلى العالم بكل فخرٍ واعتزاز وهم أطباءٌ يداوون جراح مرضاهم لا ليتاجروا بآلامهم ودموعهم ...

ومهندسون ليعمروا بلادهم لا ليستغلوا الناس فترخص لهم أرواحهم

وعلماء يُخضِعون علمهم لتجاربهم كمخترعين يسهمون في رفعة وطنهم لا ليهربوا بعقولهم فيبيعوها لمن يدفع الأكثر .

 

ومعلمون يأخذون بيد طلابهم الضعفاء ليصلوا بهم إلى شاطئ الأمان وفرحة النجاح لا ليتحولوا إلى تجار كلٌ له تسعيرته ومكانته

ومسؤولون يعملون في خدمة شعوبهم ليحققوا لهم حياةً كريمةً سعيدة دون أن يستغلوا مناصبهم ليحققوا ما تصبو إليه نفوسهم من مالٍ وجاه .

 

فلا تحزن يا صديقي على تضحياتك التي قدمتها ولا تظننَّ أن

عينيك اللتين خبا نورهما فكاد ينطفئ بين الكتب وأوراق التصحيح

وظهرك الذي انحنى بعد طول وقوفٍ وتعبٍ متواصلين

وصدرك الذي امتلأ بغبار الألواح والطباشير

 

ورقبتك التي تعرضت فقراتها للانقراص فكادت تشلُّ يديك

وأعصابك التي أصابها التلف فلم تعد تعرف مصدر آلامك

وقدميك اللتين أُنهكتا بين صعودٍ وهبوطٍ وسعيٍ وهرولةٍ

 

وأكياس الأدوية التي أصبحت رفيقة دربك بعد الكتب والدفاتر والأوراق التي كانت تلازمك

لا تظنن أن هذا كله ذهب سدى بلا جدوى حتى وإن كانت تلك النماذج التي ذكرتها موجودة في مجتمعنا فهي قليلة ولا بد أن يبقى الخير في أمتنا إلى يوم الدين

فإليك أيها المعلم !! ننحني احتراماً كما تنحني الزهرة أمام أمها الشمس التي تمنح العالم الدفء والنور والحياة أبد الدهر دون أن تنتظر منهم شكراً وعرفانا .


 

2012-03-15
التعليقات
ماهر الشام
2012-03-15 10:30:30
لا شيئ يضيع هباء
جزى الله عنا كل معلم خيرا يلقاه إن شاء الله في ميزان حسناته يوم يلقى ربه إنه الثواب الافضل والأجزى بكل تأكيد مهما قلنا من ثناء لا نوفيكم شيئا من كثير قدمتموه لنا على طبق من ذهب يا معلمينا الأجلاء عسانا حين نذكركم بأن الثواب الوفير عند رب العالمين يثلج قلوبكم ويفرح صدوركم وينسيكم تعبكم وآلامكم جزاكم الله خيرا ترضون به كل الرضا

الإمارات
الحفيري
2012-03-15 09:26:38
كلام ادبي خيالي
وهل اصبح المعلم نجار باطون ليصاب بهذه الامراض لا بد انك تقصد الطلاب المكسرة اضلاعهم بفعل العقوبات الجماعية والاساليب المهينة في التوبيخ واستعمال وسائل تعذيب كالعصا والخرطوم الذي يسحب من صنبور المياه وكيف اصبح المعلم رسولا ولم يتدرب طوال فترة دراسته الا على هذه الاساليب .وجميعنا يدرك بان الهدف الاول للمدرسين ليس الرسالة الخالدة بل وظيفة الدولة الحلم الاسمى للمواطن .

سوريا