كانت في طريقها إلى المكتبة التي اعتادت على استعارة الكتب منها. طرق كثيرة تمشيها كل يوم , وتسفك دم الكثير من الأشياء على تلك الطرق. بينما كانت تمشي , طفت على وجهها ملامح شعور قديم بالقرف. قرف طفولي من أسنان عفنه وهي تتحرك في كومة الشعر التي تغطي وجهه. قرف كبير من قرد مقرف.
ما إن وقفت لتر الكتب المعروضة أمامها, حتى وقف أمام باب وكره. بدأ بالتحديق إليها, وهي تعلم انه سيبدأ من أخمص قدميها , لا بل من أسفل حذائها, حتى يصل إلى ما جعلها تقف هناك, إلى رأسها. قالت لنفسها وهي تتفحص الكتب أمامها " انظر,بحلق,حدق, ولكنك أغبى من أن تعلم أن كل ما تفعله ينهار أمام حذائي الملمع الذي يعكس صورتك عليه مشوها لمعانه بقباحتك القذرة" .
حذاؤها مصنوع من الجلد الأصلي , لبسته اليوم كما كل يوم كي لا يعلق به شيء من قرف الأشياء حولها. لونه ابيض كبياض أكفان الموتى. هي واقفة تنظر إلى الكتب أمامها, وهو يحترق بنار تأكل في جسده. تجحظ عيناه وتتسعان اتساع الشمس الحارقة, وتشعر برغبة للقيام بشيء ما , ولكن يعتريها شعور اكبر بالقرف من تدنيس ظفر إصبعها الصغرى بفقء تلك الفقاعتين الجاحظتين. يبتلع ريقه, ثم يرطب شفتيه بلسانه الممتد من فمه. تنظر إليه, و يتبادر إلى ذهنها مشهد للسان مقطّع, قطع حمراء مفرومة. رمش واحد من جفنها السفلي هو السكين الحادة لتقطيعه. سيكون وجبة مقززة وشهية لكلاب القمامة والديدان والطفيليات. هذا هو القانون. القوي يأكل الضعيف.
نظر إلى شعرها الأسود الذي تنثره نسمات الهواء حولها, فكّرت, " كم أنت مسكين! عيناك اعجز من أن تريا ما يختبئ تحت هذه السلاسل الحريرية السوداء" . كل شعرة من شعرها شرارة في صاعقة. صاعقة تحرق جسده حرق الصاعقة لشجرة يابسة.
كانت واقفة وهي تعلم أن نظراته أعجز من أن تخترق جسدها , أو حذاءها. تأتي من عيونه محملة بالأوساخ والجراثيم , ثم تصطدم بهالة تحيط جسدها, وتسقط أمام حذائها كما يسقط الذباب الأزرق وهو يتصادم بالزجاج المصفح.
تتحرك فتحتا انفه عندما يشتم رائحة عطرها,عطر الياسمين, ثم يفتح فمه لاستنشاق المزيد , تماما كحيوان يريد تذوق الطعام الذي اشتم رائحته. ولكن أسفاه! هذا الحيوان لا يعلم أن طعامه مسموم. يدخل عطرها إلى جسده, من انفه وفمه, ثم يتحول في رئتيه إلى غاز سام يحرق أنفاسه الساخنة .
قالت لنفسها " كل يوم أتذكر أني سأمر في شارع مليء بجثث الحيوانات الميتة, فأرش العطر علي لأني اعلم أن رائحتك ستكون أقبح وأبشع وأقذر من رائحة جيفتك التي ستملأ ذرات الهواء حولي. عطري سيحميني منها ".
تسمع صوت خطوات سريعة تكاد لا تسمع , ولا تلبث أن تلمح تلك النسمة العابرة حتى تختفي في هواء الشارع الملوث. تسأل نفسها في حيرة غاضبة عن سبب هذا التلاشي. شدت جسدها بقوة أكثر وبغضب أكبر, وحدقت إلى الكتب أمامها بنظرات تكسر الزجاج . جسدها المحصن يتلقى تلك النظرات , تسقط عنه إلى أسفل حذائها, تدوس عليها بكل ثقل جسدها وأفكارها وذكرياتها وغضبها, تسمع صوت خوارها وهو يئن تحت قدميها, ثم تدوس بقوة أكثر وأكثر كي تضع حذائها في فم تلك النظرات الشرهة لتسكتها للأبد. تدوس بقوة أكثر وإذ بها تتجذر في عمق الأرض, تقف كشجرة قوية وكبيرة في وجه الأعاصير النابحة والشرهة حولها.
بحلق إليها بكل ما يملك من سلطة جسدية. لكنه لم يكن يعلم أن الجسد المنتصب بجانبه يشرح جسده. لم يكن يعلم أن جسدها المجهز بترسانة جسدية يحرق جسده وهو بكامل سعادته وغبائه العقلي.
يالجبروت أسلحتها ومعرفتها لأنها تعلم أن العبد يخرّ أمام جلالة وجبروت معبوده.
أخذت الكتاب الذي تريد , ثم انعطفت عند الزاوية. ذهبت كي لا تحمل انفها المزيد من ثقل رائحة الأموات والجيف الحية والعفنة من حولها. كانت تعلم انه سيتهمها بالتلذذ في تشريح جسده. وكانت تعلم انه أغبى من أن يدرك أن هناك الكثير ممن يتلذذون بتعذيب وقتل أنفسهم.
جسد لجسد.. وانثى لذكر.. وايديولوجيا لايديولوجيا.. واضح ان هناك ولادة جديدة لأنثى لا تركع ولا تخضع بالتوفيق هبه
حلو كتير يا هبا مع اني شب بس بتفهم كلامك ومشاعرك ,الله يعينكن انتو البنات والله مو سهلة
فكرة القصة حلوة كتير وواقعية,لعل وعسى يفهمو شو اثر نظراتن وتصرفاتن الطائشة وغير المسؤولة , الله يوفقك ويزيدك موهبة وابداع
ضحكتوني تنيناتكن ولا في نفس للضحك ولا جايي عبالي عنا بحومص بمنشي بالشارع مو بين المقابر كيفو عنكن بالشام كأنو صايرة الشغلة صف حكي بشع
اما انت نهفة بجد,ضحكتني هههههههه
غدا يا حبنا الأول غدا نرتاد بحر الليل والمحمل البوم فوق غدا نرحل نعيد حكاية البحار يا أمي من الأول كلاب البحر والأحزان
حلها القذارة تشم ريحة حالها.. وحلو القرف يقرف من حالو ويعرف حالو.. وحلو الجسد المخنوق يخنق اللي خنقو.. بنتظار المزيد ..
مبعة وصف مثالي اسلوب متناسق ارى بزوغ فجر لكاتبة من الطراز الاول اتمنى لك المزيد من الابداع
يعلم أن جسدها المجهز بترسانة جسدية يحرق جسده وهو بكامل سعادته وغبائه العقلي. يالجبروت أسلحتها ومعرفتها لأنها تعلم أن العبد يخرّ أمام جلالة وجبروت معبوده. المشكلة بأنو شوفي جواتك حتى طلعتي بهل الوصف؟؟؟؟
الصور البانية بمحلها محبوك بشكل جيد فعلا الله يهنيك
جميل جداً...اعتقد انه قد تم خط الكلمات على صندوق بويا...لم أكن اعلم انه يمكن الإستعاضة عن القلم بالسكجا..مع التحية
جميلة هي لوحتك ..أدبية واضحة ..دمت و دام قلمك .... أتطلع لقراءة المزيد لك .تقبلي برجاء تحياتي الكبيرة كبر حبنا للوطن .
الوصف كان سيء جدا لدرجة شعرت اني بمشرحة اموات
لك يسعد الهك شو قوية انتي وبطلة قصتك الخيالية الواقعية بنفس الوقت لانها بتحصل كل يوم على عدد السلاسل الحريرية السوداء الموجودة براسك (عفوا براس بطلة قصتك). برافو عليها
أحييك هبه ... تكتبين بأدبية جميلة ...شدتني قصتك منذ البداية ...أتمنى أن أقرأ لك دائما ....دمت و دام ابداع قلمك . تقبلي برجاء تحياتي الكبيرة كبر حبنا للوطن .
قاعدة عم توصفي ومسترسلة، وكأنو هالبنت شي قطعة نمورة موهيك، أو شي صحن باميه أو شاكرية باللبن والسمن العربي! إفرطيا عاد.. ثم إنو من حق الواحد يتطلع على هالشارع ومايمر فيه، والله حلوة، ليقلع لك عيونو بلكي بترتاحي! والله لو مرقت بهالشارع لينا يلينينا ما كنتي وصفتي هيك، حاج وهم، ثم إنتي شو عرفك إنو عميتطلع لولا ماكنتي حضرتك تطلعتي عليه!
تعابيرك رائعة هبة ... بتمنالك التوفيق والاستمرار
بتعرفي يا هبا.. شيء طبيعي ان تشاهدي تعليقات ساخرة من الذكور "كالتعليقات في الادنى" ولكن السخرية التي تخوذق ان تجدي تعليقات ساخرة من بنات القصة موجهة لهن. فعلا شيء يثير الاشمئزاز . احيانا نجد ان هناك نساء يرفضن كتابات المرأة اكثر من رفض الذكور لها!!!!! بالنسبة لي شعرت انها توقظ بداخلي شيء جميل وعنفواني جدا. وكلمة واحدة موجهة لزوركوف الذي لا بد انه نسي تعليقه: ألم تتعلم ان المرأة هي الطبق الاشهى بالنسبة للذكر؟!!