syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
اعذروني أيها الأدباء... بقلم : علاء أصفهاني

الموت يجول شوارعنا أيها الناس.. يا أبناء أمتي ويحكم..!

دمشق تنزف ... تصرخ لا أحد يسمع لا أحد يداوي لا أحد يستجيب...


كفاكم قتلاً ..كفاكم تدمير.. الرماد بات تحت أقدامنا .. لسنا أقوياء لدرجة أن ندوس فوق جثث أبناء الشمس.. لسنا أقوياء لهذه الدرجة..لأن ننتشل الأعضاء و القطع من تحت التراب و من بين الصخور.. لسنا أقوياء بأن ننزل في البحر عراة لا نملك أي شيء ..لم نعد نبتسم .. لم تعد السماء زرقاء..

 النساء تصرخ....ما عادت هذه الحياة..لا حياة..أين الأمل؟؟ ..أين الإنسانية؟؟.. أين حياتنا..؟؟ نخاف أن ننزل من بيوتنا.. لننظر إلى الشارع وحيداً أدماه الغدر و قتله الإرهاب..  و الله لسنا أقوياء لأن ننتشل أولادنا من تحت الحجارة .. لسنا قادرين على أن نفتح أجساد آبائنا و نخرج منها ما فعتله الأيادي الآثمة... لا نملك تلك القدرة..

 

نحن بشر.. حتى قلوبنا لم تعد قلوب .. لقد امتزجت جنوناً و إعصار.. في زوبعة ضائعة لا تملك أي درب.. في جنون تسير و تصرخ في المآتم...

 

كل حياتنا وهم ... وهم من صنع الغرب.. التآمر قد أكل أجسادنا و  ضاعت الأبجديات بين النيران و الدخان... لا  نعلم..نبكي أم نذرف الدموع ضياعاً فوق الجثث الهامدة التي ودعت دمشق.. ودعت الشآم.. و في عينيها اللوعة و الأسى.. حزن كربلاء يعود اليوم بأبهى حلّة ...

العيون تبكي فوق الجثث و الأيدي ترتجف و تموت حين تعانق الأجساد ..  و الأرواح تحدّث خالقها.. كيف تخلت روح الله عن دمشق و هربت في الأزقة ..فوق السراب بات الناي يعزف لحن الخلود .. لحن الوداع .. في ليلة الوداع.. الكلمات تائهة لا تعلم حتى هي ما تقول..

 

تموت القوافي و تقتل العربية نفسها ...الوطن يبحث عن الإنسان يبحث عن الورود..فوق التراب تودّع الأم ابنتها التي اتكأت صباحاً على الشجرة تنتظر أباها..بأن يوصلها إلى مدرستها  و بعد دقائق عرجت روحها و روح أبيه و روح الشجرة إلى السماء لتحلّق في أرض الخلود.. الدموع سخيّة... فاض منها بردى..

 

الشام تصرخ  تبحث عمّن يداويها...ماذا تقول في الصراخ .. غير الحزن..الكلمات لا تصف ما تسمع..و الكهوف تلمع بالدماء و الشهداء...الليل يطوي عذاباته في جسد الأمة ..إلى متى ننتظر نبأ وفاتنا..؟؟ لون الورود صار بلون الكذب و الخيانة...

الإرهاب لا يعرف لغة ..لا يوصف فهو الشيطان... تلك كانت حالة اليأس و الجنون و الحزن..

 

اعذروني أيها الأدباء لم أتقن اليوم استخدام اللغة العربية... فاللوعة تملأ جسدي... و قلبي بقي في المقبرة بين جثث الشهداء....يشرب على صوت القرضاوي..كل الدماء..

 

2012-04-03
التعليقات
علاء أصفهاني
2012-05-07 00:24:20
نحن محكومو بالأمل
لااا يسعني الان الا ان اذكر قول المسرحي السوري سعد الله ونوس بأننا محكومون بالأمل ... و الأمل سيعود إلى سورية كما تعود الحمامة حين تهوب من بلاد السلام.. سورية الأسد ستعود عربية صامدة قوية , سورية الأسد بوجه التحديات و المؤامرات...

سوريا
محمد عصام الحلواني
2012-04-03 23:56:20
نعي السلام
أستاذ : علاء اصفهاني المحترم . على الجدار ورقة مكتوب عليها إلى رحمته تعالى : سورية تحتضر أبنائها يتساقطون كورق الخريف الأصفر رحل السلام ولايفكر بالعودة قريبا فالغدر حل مكانه. رحم الله أيام زمان . وصدقت عادت مأساة كربلاء تتجدد وفصولها تتكرر وأبطالها بعثوا من جديد . ولكن المفارقة العجيبة أننا جميعا نحاول أن نكون تجسيدا لسيد الشهداء على مذبح الخليج المتأمرك . ودمتم

سوريا