syria.jpg
مساهمات القراء
شعر
أُمِّيْ....وَأَرْجِعُ لِلطُّفُوْلَـةِ بَاكِيَاً... بقلم : مصطفى قاسم عباس

واني.....................احنو  اليك ِ  

اصبو على  عطر يديكِ

واشتاق تمجيدا لوجنتيكِ


بـدرٌ أطـلَّ , وكـوكـبٌ يتراءى

وسنا المحبةِ فـي سـمـاكِ أضاءَ

 

وحدائقُ الحبِّ القديـمِ تَـزَيّـنتْ

وحُـداؤُهـا قـد أطربَ الأرجاءَ

فبروضِها صدحتْ طيورُ طفـولتـي

ونُجومُها شعَّـت صبـاحَ مساءَ

 

..يا أعذبَ الكلماتِ تخرج من فمي

ذهـباً , وتُزهـرُ رِقــةً وهناءَ

فاحتْ بـحورُ الشـعر حين نثرتُها

عطراً , فعَبَّـق نشْـرُها الأجواءَ

 

أدبـي وأشـعاري أمامـك ترتمي

خجلاً  , وأقـلامي تذوبُ حَياءَ

فلذا نظمتُ الدمـعَ عقـدَ مـحبةٍ

وإليك دبّجـتُ القـريـضَ وفاءَ

 

ولوجهك الفـتّـانِ جُلَّ مدائحي

أهديـكِ , يـا من تُمطرين عَطاءَ

ماما.. نطقتُ بـها فكلُّ مشاعري

وقفت جـلالاً, عــزّةً , وإبـاءَ

 

أماهُ : أمنيتـي بـأن أبكي دمـاً

فرَوِيُّ قـافيتـي يفـيـضُ بـكاءَ

وتكاد تُغرقني الدموعُ إذا جـرتْ

حُمراً , فلم أرىَ ـ أمِّيَ ـ الأشياءَ

 

..أملي بأن تمضي الـحياةُ ولا أرى

نعـشاً لأمـي يُحـزن الأرجــاء

كم من أناسٍ تحـت أطباق الثرى

لكنْ غـدَوا لـصنيعـهم أحيـاء !

 

كم مـن أنـاس شيّـدوا بقلوبنا

وطناً , وشدّوا في الشَّغاف خِـباءَ !

أأعودُ طفلاً والـحنانُ يَحـوطني

والعطفُ عند النـوم صار غطـاء ؟!

 

أصحو على همس بِحُضـن دافئ ٍ

وأرى بثـغـرك بسمـةً بـيضـاءَ

هل تسمحيـن بأن أُقبِّـل مُطـرقاً

يدَك التـي تتجاوز الـجــوزاء ؟

 

إن غاب بدرُكِ تارةً عـن ناظـري

يغـدو نَـهـاري لـيـلـةً سوداءَ

أو غبتِ عن دنيايَ عِشـتُ بِقِيْـعَةٍ

...هل في ثرى البيداءِ أرشُفُ ماءَ ؟!

 

لا بارك الله الـمـدادَ إذا جـرى

شـعراً , وكـان الشعرُ فـيكِ رثاءَ

 

أمّـاهُ يـا أمّـاهُ : ما قـمرٌ بدا

...بل ذاك وجهُكِ بـدّد الظـلماءَ

يا زهرةَ الدنـيا , ونبـعَ وِدادها

يا جـنـةً فـي روحـنـا فيحاءَ

 

أنى لطفلكِ أن يصوغَ قـصائـداً

في وصفِ فضلكِ ؟ مَنْ يَرومُ سماءَ ؟

يثني عليك ؟ .. فلن يؤديَ حـقَّهُ

حتـى وإن نـظـمَ الـدُّهورَ ثَناء

 

علمتِنِـي أن الـحيـاةَ مـودّةٌ

يا مـن أرى فـي وجـنتيك بَهاءَ

 

أمي....وأرجـعُ للطفولـة باكياً

عهـداً مـضى طهراً , وفاض نقاءَ

لا همَّ يُقلقنـي , يقضُّ مضاجعي

بل عـالَـمٌ مـلأ الـحـياةَ صفاءَ

 

أماهُ : مـا سُـحُبُ القصيد تألَّفَت

إلا لتُـمـطرَ فـي رُبـاك سـناءَ

شهدَ الزمـانُ بأن مثــلك لم يكن

أمضيـتِ عُمْـرَك أبْـحُراً وسـماءَ

 

إن ســاءنـي زمنـي أراكِ كئيبةً

تبكيـن مـن تلـكَ العـيونِ دِماءَ

أوحلَّ بـي سَــقَـم أراك مريضةً

تتـجرعـينَ مـن السَّـقـام عَناءَ

 

ربّاهُ : فـاحـفـظ مَنْ إذا فارقتُها

فالعـمـرُ يَمضـي لـوعـةً وشقاءَ

2012-03-27
التعليقات